لأنه كوكب واحد ومستقبل واحد.. الطبيعة في خدمتك محيط مروة رزق يحتفل العالم في الخامس من يونيو من كل عام باليوم العالمي للبيئة، وقد تم اختيار موضوع الاحتفال هذا العام تحت شعار الغابات: الطبيعة في خدمتك. المنظمة الدولية بررت اختيار هذا الشعار بأهمية الدور الذي تلعبه الغابات في خدمة الإنسان, حيث تقوم بإمداده بالغذاء ومصادر الطاقة, وتوفر المأوي لأعداد كبيرة من البشر, كما تلعب دوراً أساسياً في الحفاظ علي التربة وحمايتها من التدهور وصيانة التنوع البيولوجي لانواع النباتات والحيوانات والطيور التي تعيش بين أشجارها, بالإضافة إلى دورها في امتصاص الكربون وتوفير الأكسجين ومقاومة تغيير المناخ. وفي عام 1972، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 5 يونيه يوماً عالمياً للبيئة، وذلك في ذكرى افتتاح مؤتمر استكهولم حول البيئة الإنسانية، وصدقت الجمعية العامة في اليوم ذاته على قرار تأسيس برنامج الأممالمتحدة للبيئة. وتحتل الغابات31% من مساحات اليابسة, وتدعم80% من التنوع البيولوجي من الحيوانات المهددة بالانقراض, وتمثل المأوي لنحو300 مليون إنسان وتتعرض في نفس الوقت لمخاطر التدهور والانكماش نتيجة الضغط البشري وعمليات الازالة المستمرة. وفي مصر تعتبر الغابات الطبيعية محدودة الانتشار, وتتركز في غابات المانجروف المنتشرة في بعض مناطق سواحل البحر الأحمر وغابات الاكاسيا بمناطق جبل علبة, ويقول د. مصطفي الحكيم مستشار وزير البيئة للغابات والتشجير: أن هناك محاولات للتوسع في استزراع الغابات, بواسطة الاستخدام الآمن لمياه الصرف الصحي المعالجة في زراعة تلك الغابات, وكذلك الاحزمة الخضراء, وخلال الأعوام الماضية تم الانتهاء من البنية الأساسية وزراعة30 ألف فدان بالغابات موزعة علي جميع المحافظات, وذلك من منطلق استخدام الغطاء النباتي كوسيلة للتخفيف من حدة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج من الأنشطة التنموية المختلفة, ومع التزايد المستمر لكميات مياه الصرف الصحي المعالجة وتوالي انشاء محطات معالجة جديدة في سائر أنحاء الجمهورية, فإن الوزارة تولي اهمية كبيرة لبرامج التشجير وزراعة المسطحات الخضراء واستغلال هذه المياه في زراعة الاحزمة الخضراء والغابات الشجرية التي تروي بهذه المياه, كذلك زراعة النباتات ذات العائد الاقتصادي المرتفع مثل "الجاتروفا" و"الجوجوبا" والتي جاء ذكرها في الكود المصري لاستخدام مياه الصرف الصحي. وخلال الاحتفال بيوم البيئة العالمي سينظم جهاز شئون البيئة50 حملة للنظافة والتوعية بأهمية التشجير, وزيادة المساحة الخضراء في28 محافظة علي مستوي الجمهورية خلال الفترة من أول يونيو حتى30 يونيو, وستقام الحملات علي مرحلتين. - الأولي يتم من خلالها تنفيذ 8 حملات خلال الفترة من 1 إلى19 يونيو2011 في محافظتي القاهرة والجيزة بمناطق حلوان وامبابة وبولاق والمعصرة ومصر القديمة والعياط وصفط اللبن, بالتعاون مع عدد من الجمعيات الأهلية والشباب القاطنين بتلك المناطق, وتتضمن الحملات عددا من الانشطة ومنها حملات نظافة للشوارع والميادين والحدائق العامة, وندوات توعية عن أهمية الغابات الشجرية واهميتها الاقتصادية, وعرض افلام عن الغابات الشجرية وتوزيع مطبوعات وعقد حلقات نقاشية لمعرفة أهمية الغابات. كما ستنفذ وحدة الركن الأخضر بالوزارة عدد3 حملات بيئية وورش عمل للتوعية بأهمية الحفاظ علي المياه وترشيد استهلاك الطاقة بمناطق السيدة زينب وبولاق الدكرور وصفط اللبن من خلال إقامة ورش عمل للشباب القائمين علي ثقافة الطفل لاعداد كوادر جديدة, واقامة معرض فني عن سلوكيات التعامل مع المياه, وعرض افلام كرتونية لاطفال عن أهمية الحفاظ علي المياه وتوزيع عدد من الكتب والمطبوعات والهدايا الفورية, بالاضافة إلي تنفيذ عدد3 حملات بمنطقتي دار السلام وعابدين من خلال برنامج بذرة لتوعية الاطفال. والثانية: تبدأ من20 حتي30 يونيو, ويتم خلالها تنفيذ عدد36 حملة توعية ونظافة وتشجير في عدد28 محافظة من خلال الافرع الاقليمية لجهاز شئون البيئة فرع القاهرة الكبري الفيومطنطاالشرقيةالسويسالمنصورةالاسكندريةاسوان البحر الاحمر الوادي الجديد, وسيتم خلالها توزيع150 حاوية قمامة, و5000 شجرة, و1000 بوستر ليوم البيئة العالمي وفي هذا الصدد، أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، ل"محيط"، أن موضوع التنوع البيولوجى يحتل اهتماماً عالمياً نتيجة لزيادة القلق الدولى بشأن استمرار فقدان التنوع البيولوجى مما حدا بالجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إعلان العام الحالى سنة دولية للتنوع البيولوجى. وأوضح بدران أن التنوع البيولوجى يعني تنوع جميع الكائنات الحية على كوكب الأرض والتفاعل فيما بينها مما يتسبب فى إحداث التوازن البيئي الذى يخلق بيئة مثالية لحياة الإنسان. يرى بدران أن تناقص التنوع البيولوجي يرجع إلى عدة أسباب، مثل تدمير البيئة كإزالة الغابات الإستوائية، الإستغلال المفرط للموارد، التلوث، العبث البيئي مثل اللعب بالجينات الطبيعية للكائنات الحية. وأضاف بدران أنه فى الآونة الأخيرة وبسبب التلوث البيئي، أصبح التنوع البيولوجي على كوكب الأرض مهدداً بالفقدان، مشيراً إلى أن عدد أنواع الكائنات الحية يبلغ حوالي 50 مليون نوع، وهى تعتبر جزءاً أساسياً ورئيسياً من النظم البيئية الطبيعية اللازمة للحياة السليمة، ووجود الإنسان على كوكب الأرض، وأنه ينقرض يومياً حوالي 100 نوع منها (36 ألف نوع فى العام) بعضها يعتبر مصدراً للعديد من العقاقير والأدوية.
الغابات .. رئة كوكب الأرض
وأشار بدران إلى أن إزالة الغابات هى السبب الرئيسي في تلوث الهواء بغاز ثاني أكسيد الكربون، وقد حدث تآكل الغابات نتيجة تغلغل المصانع والمدن والإنفجار السكانى، حيث يُقدر عدد سكان الأرض حالياً ب 6.9 مليار نسمة. وينصح بدران كل قادر على زرع شجرة فالعالم بحاجة ماسة لزراعة مليار شجرة لامتصاص نحو 250 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. وكانت مساحة الغابات الكلية في عام 2005 أقل من 4 مليارات هكتار بقليل، وهي أقل من ثلث نظيرتها قبل أن يعرف الإنسان الزراعة منذ عشرة ألاف عام، كما أن تآكل الغابات مستمر عالمياً وبمعدلات مخيفة، بمعدل 13 مليار هكتار سنوياً، وهى مساحة دولة اليونان أو نيكارجوا تقريباً.
وحسب منظمة الفاو (منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة) تآكل الغابات مازال مستمراً عالمياً وبمعدلات مخيفة مع إن الجهود العالمية أدت إلى إبطاء نوعي لوباء إزالة الغابات عالمياً. وقد صاحب ذلك ثورة تشجير واسعة فى دول كثيرة: مثل الصين والهند وفيتنام والولايات المتّحدة، بحوالى سبعة ملايين هكتار من الغابات الجديدة سنوياً. لذا هَبطت نسبة الخسارة الصافية في رقعة الغابات إلى 5.2 مليون هكتار سنوياً , بينما كانت الخسارة في العقد الأخير من القرن العشرين (التسعينات ) 8.3 مليون هكتار سنوي. وعن حرائق الغابات، أكد بدران أنها تعتبر من أخطر المشاكل التي تهدد البيئة، وذلك لأنها لها تأثتيرات ضارة على كوكب الأرض مثل، التصحر، تآكل التربة، شح المياه، زيادة الإحتباس الحراري، التغير المناخي، القضاء على التنوع البيولوجي، التأثير السلبي على الغلاف الجوي وطبقة الأوزون، زيادة معدلات التلوث في الهواء، خاصةً مع إنبعاث غاز أول أكسيد الكربون السام. كوكب الأرض مصاب ب"الحّمى"
أكد أل جور نائب الرئيس الأمريكي الأسبق في كلمة ألقاها في اجتماع ملبورن دعت إليه منظمة "المناخ الآمن في استراليا"، "إن كوكب "الأرض" مصاب بالحمّى"، في إشارة إلى الاحتباس الحراري في العالم. وحذر جور الحائز على جائزة نوبل للسلام والمدافع عن البيئة، والحائز على جائزة الاوسكار في عام 2006 بسبب برنامجه الوثائقي "الحقيقة المزعجة" عن عواقب الاحتباس الحراري في العالم، من أن الأزمة البيئة العالمية تتفاقم، داعياً للعمل الفوري من أجل وقف ذلك. وأكد جور أنه من الصعب تجاهل أن الأعاصير أصبحت أكثر قوة والحرائق أكبر وأمواج البحر ترتفع وأن اللاجئين بدأوا يتركون الأماكن التي كانوا يدعونها أوطانهم، محذراً من الدمار الشديد الذي تسبّبه الحرائق والذي "لم نر له مثيلاً في السابق. لاجئو المناخ" قد يفلت منا زمام الأمور أحياناً، هذا ما أكده تقرير دولي يظهر مدي خطورة تلك الظاهرة وما تمثله من تهديد واضح لكل سكان الكرة الأرضية، فقد كشف تقرير منظمة إنسانية بريطانية أن ما لا يقل عن مليار شخص سينزحون بحلول 2050 بسبب ارتفاع حرارة الأرض الذي سيؤدي إلى تفاقم النزاعات والكوارث الطبيعية الحالية، وسيتسبب بنزاعات وكوارث جديدة. واطلق العلماء مؤخراً مصطلح جديد يدعى "لاجئى المناخ" على هؤلاء المشردين وقد وجه التقرير - الذي يحمل عنوان "مد بشري: أزمة النزوح الحقيقية"، تحذيراً واضحاً من وتيرة تسارع النزوح السكاني خلال القرن الحادي والعشرين. وأكدت المنظمة البريطانية أن عدد الأشخاص الذين نزحوا من ديارهم بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية، ومشاريع التنمية الكبرى "مناجم وسدود وغيرها" مرتفع أصلاً بشكل كبير، إذ يقدر بنحو 163 مليون شخص، مضيفة أن التغيرات المناخية ستزيد في المستقبل من ارتفاع هذا العدد. ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى "تحرك عاجل"، وإلى اتخاذ تدابير وقائية حازمة، معتبرة أنه "بالوتيرة الحالية، سيضطر مليار شخص إضافي إلى مغادرة ديارهم من الآن وحتى 2050"، موضحة أن ارتفاع حرارة الأرض سيزيد في تفاقم عوامل النزوح الحالية والتسريع في أزمة نزوح ناشئة. وجاء في بيان جون دافيدسون أحد معدي التقرير قوله : "إننا نعتقد أن النزوح القسري، أصبح يشكل أكبر خطر على السكان الفقراء في البلدان النامية". كل هذه التغيرات تعطي مؤشرًا واحدًا وهو بدء تفاقم المشكلة؛ لذا يجب أن يكون هناك تفعيل لقرارات خفض نسب التلوث على مستوى العالم واستخدام الطاقات النظيفة لمحاولة تقليل تلك الآثار، فرغم أن الظاهرة ستستمر نتيجة للكميات الهائلة التي تم إنتاجها من الغازات الملوثة على مدار القرنين الماضيين، فإن تخفيض تلك الانبعاثات قد يبطئ تأثير الظاهرة.