تحتفل دول العالم غدا الأحد، باليوم العالمى للبيئة - وهو اليوم الذى أعلنته - الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ديسمبر 1972، وذلك في ذكرى افتتاح مؤتمر ستوكهولم حول البيئة الإنسانية، كما صدقت الجمعية العامة فى اليوم ذاته على قرار تأسيس برنامج الأممالمتحدة للبيئة. ويهدف اليوم إلى حث الحكومات والمنظمات على الاضطلاع بنشاطات على نطاق عالمى تؤكد فيها من جديد اهتمامها بصيانة البيئة وتحسينها، واختير لهذه السنة شعار " الغابات فى خدمتكم" تأكيدا على دور الغابات كخزانات للتنوع البيولوجى و للخدمات الكبرى التى تقدمها للتنمية عبر العالم ، حيث يعتمد حوالى 6. 1 مليار شخص على الغابات فى معيشتهم ، كما تلعب الغابات دورا رئيسيا فى المعركة ضد تغير المناخ بإنتاج الأوكسيجين و تخزين ثانى أكسيد الكربون ، وتغذى الغابات الوديان وهى أساسية لتوفير المياه لحوالى 50 % من المدن الكبرى فى العالم . احتفالات شعبية و رسمية بيوم البيئة العالمي ويأخذ الاحتفال بيوم البيئة العالمى أشكالا متعددة ، منها المواكب الشعبية ومهرجانات الدراجات وإحياء حفلات موسيقية خضراء، ومسابقات لكتابة المقالات و تقوم المدارس بتصميم الملصقات ، وغرس الأشجار، والقيام بحملات إعادة التدوير، وحملات التنظيف وغيرها من الأنشطة، وتنتهز الحكومات هذه المناسبة السنوية في بلدان كثيرة، لتعزيز الاهتمام والعمل على المستوى السياسى . وعادة ما يشارك فى احتفالات يوم البيئة العالمى، القيادات السياسية من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ووزراء البيئة، حيث يقومون بتوجيه كلمات تحث على العمل من أجل الحفاظ على كوكب الأرض وتؤكد إيمانهم بقضايا البيئة ، وقد تأخذ هذه الاحتفالات أوجه أكثر فاعلية من خلال تأسيس هيئات أو برامج حكومية تعمل فى مجالات الإدارة والتخطيط البيئى واقتصاديات البيئة، كما يمثل يوم البيئة فرصة مواتية للحكومات من أجل التصديق على الاتفاقات الدولية الخاصة بالبيئة ذكر بان كي مون الأمين العام للامم المتحدة فى رسالته التى وجهها للعالم ، بمناسبة الاحتفال بيوم البيئة هذا العام، انه بعد حوالي عشرين عاما من انعقاد مؤتمر قمة الأرض عام 1992، يتجه العالم مرة أخرى إلى ريو - حيث سينعقد مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة فى يونيه 2012، وقد شهد العقدان الماضيان تغيرات جغرافية سياسية وبيئية كثيرة . الغابات ..الطبيعة في خدمتكم فقد تحقق النمو الاقتصادى السريع بتكاليف نادرا ما كانت ترد فى المحاسبة الوطنية، وتتراوح بين تلوث الجو والمياه وتدهور مصائد الأسماك والغابات، وكلها عوامل تؤثر فى رخاء الإنسان ، ويشدد موضوع اليوم العالمى للبيئة هذه السنة، وهو (الغابات: الطبيعة في خدمتكم) على ما لهذه النظم الإيكولوجية وسواها من قيمة بالنسبة للمجتمع - ولا سيما الفقراء، وأشار بان كى مون الى انه رغم تزايد الوعى العالمى بأخطار تدهور البيئية - بما في ذلك تغيرالمناخ، وفقدان التنوع البيولوجي والتصحر - كانت وتيرة التقدم منذ انعقاد مؤتمر قمة الأرض عام 1992 بطيئة للغاية. وتعد الهند- التى تستضيف اليوم العالمى للبيئة فى عام 2011- من البلدان المتنامى عددها التي تعمل على مواجهة ضغوط التغير الإيكولوجى، كما أنها تساعد في تجريب تقييم أفضل للقيمة الاقتصادية للخدمات التي تعتمد على الطبيعة، بمساعدة برنامج الأممالمتحدة للبيئة والبنك الدولى. واشارت دراسة صدرت عن منظمة الفاو فى أكتوبر عام 2010 الى ان مساحة الغابات على الكرة الأرضية بوصفها غابات حدودية تبلغ 40 % ، و المساحة الباقية فى العالم من الغابات الحدودية والتى توجد في روسيا وكندا والبرازيل حوالى 70% ، ونسبة الغابات الحدودية المهددة بإقامة أماكن للسكن، ونزع الغطاء النباتى من أجل الزراعة والممارسات البشرية الأخرى الضارة بها حوالى 39 % ، ونسبة الغابات الحدودية المهددة بالخطر في الدول المتقدمة 3 % ، وعدد الدول التى فقدت غاباتها الحدودية بشكل كلى 76 دولة ، وعدد الدول التى على وشك أن تفقد غاباتها الحدودية ومنها (نيجيريا - فنلندا - فيتنام - ساحل العاج) 11 دولة ، وتبلغ نسبة مساحة الغابات التي تقع فى المناطق الشمالية 50 % . ونظرا لأهمية الغابات فى الحفاظ على التنوع البيولوجى فى العالم، أعلنت الأممالمتحدة عام 2010 سنة دولية للتنوع الحيوى ، وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو ذكرت فى تقرير لها صدر فى مارس 2010، أن معدلات إزالة الغابات بالمقياس العالمي الشامل، على الأكثر نتيجة تحويل الغابات الاستوائية إلى أراض زراعية قد تباطأت على مدى السنوات العشر الماضية حتى وإن ظلت مرتفعة لدى العديد من الدول على نحو مثير للقلق . اما بالنسبة للمساحة العالمية من الغابات فتبلغ اكثر من اربعة مليارات هكتار بقليل او ما يقارب 36 % كنسبة اجمالية من مساحة اليابسة ، وسجل كلا من أمريكا الجنوبية وافريقيا أعلى خسارة سنوية صافية من إزالة الغابات خلال الأعوام 2000 - 2010، بما بلغ مقداره أربعة ملايين 4.3 مليون هكتار على التوالى ، وفى المقابل، حققت آسيا مكتسبات بنحو 2.2 مليون هكتار سنويا خلال العقد الماضي، نظرا لبرامج التشجير الواسعة النطاق في الصين والهند وفيتنام، التي وسعت من الرقعة الحرجية لهذه البلدان بما يقرب من 4 ملايين هكتار سنويا خلال السنوات الخمس الأخيرة، غير أن تحويل الأراضي الحرجية إلى استخدامات أخرى تواصل مع ذلك بمعدلات مرتفعة لدى العديد من بلدان القارة .