أكد الدكتور محمد عمران، رئيس هيئة الرقابة المالية، أن صدور قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2291 لسنة 2018 بشأن النظام المعدل للصندوق الحكومي لتغطية الأضرار الناتجة عن بعض حوادث مركبات النقل السريع داخل مصر، جاء فى أعقاب التعديلات التى تمت على أحكام المادة (24) من القانون رقم 10 لسنة 1981، والتى استهدفت منح مزيد من متطلبات حوكمة صناديق التأمين الحكومية الأربعة المسجلة بالهيئة، ومن بينها ذلك الصندوق والمعروف "صندوق تأمين الحوادث المجهلة" عبر منحه الشخصية الاعتبارية. وقال رئيس الهيئة، في تصريح له اليوم، السبت، إنه بمقتضى القرار سيتم تسجيل الصندوق بالسجل المعد لهذا الغرض بالهيئة، ليخضع لجميع الأحكام المنظمة لعمل صناديق التأمين الحكومية الواردة بقانون الإشراف والرقابة على التأمين في مصر ولائحته التنفيذية، وفى خطوة تشريعية لتنفيذ برنامج الهيئة الطموح لتطوير التشريعات المنظمة للأسواق والأدوات المالية غير المصرفية. فى السياق نفسه، كشف المستشار رضا عبد المعطى، نائب رئيس هيئة الرقابة المالية، أن الصندوق الحكومى لتغطية بعض الأضرار الناتجة عن حوادث مركبات النقل السريع، تم إنشاؤه -لأول مرة بمصر - بمقتضى القانون رقم 72 لسنة 2007 بهدف تحقيق أكبر قدر من الحماية للمتضررين من حوادث مركبات النقل السريع بالنسبة للحالات الأكثر احتياجا للحماية جراء فقد عائلهم أو تعرضه لعجز "كلى / جزئى" نتيجة حوادث مركبات النقل السريع فى حالات الحوادث المجهلة أو الحوادث المعلومة التى لا تغطى من أى من شركات التأمين. وقال نائب رئيس الهيئة إن إجمالي قيمة التعويضات المسددة منذ إنشاء الصندوق عام 2007 حتى 30/6/2018 بلغت ما يزيد على 460 مليون جنيه، سدد منها حوالى 250 مليون جنيه خلال الثلاث سنوات الأخيرة مقابل نحو 210 ملايين جنيه مسددة عن الفترة منذ عام 2007 وحتى 30/6/2015. وأضاف عبد المعطي أن صندوق التأمين الحكومى لتعويضات الحوادث المجهلة تلقى خلال تسعة أشهر من العام الحالي 363 طلبا ما بين مستحق وغير مستحق وتحت الدراسة، سدد عنها 108 ملايين جنيه. وأشار إلى أن قيمة التعويض تصل عند الوفاة أو العجز الكلى إلى مبلغ 40 ألف جنيه وبنسب فى حالات العجز الجزئى، وذلك دون حاجة للجوء للقضاء توفيرا للنفقات وتسريعا لإجراءات الصرف للحالات المستحقة، كما يؤدى الصندوق دوره إلى جانب 15 شركة تأمين تزاول هذا النوع من التأمين الإجباري، والذى يغلب عليه البُعد الأجتماعى فى مجال إنفاذه من خلال إتاحة الحماية التأمينية لفئة المتضررين من حوادث مركبات النقل السريع. وفى مجال مواجهة بعض صور الممارسات الضارة، أوضح عبد المعطى أن الصندوق على وشك الانتهاء من عملية ميكنة جميع العمليات اليدوية للصندوق، وأنه تم ربط قاعدة بيانات الصندوق مع النظام الإلكتروني لتعويضات التأمين الإجباري للسيارات بالاتحاد المصرى للتأمين، بهدف منع أى تلاعب أو تكرار فى البيانات أو صرف نفس التعويض مرتين. ونوه عبد المعطى بأنه تم بالفعل الانتهاء من ميكنة النظام التكنولوجي الخاص بالصندوق والمعنى بالجزء القانونى منه والمتضمن القضايا ومطالبات التسوية، وأصبح النظام حاليا يتيح تقديم وتسجيل المطالبات الناتجة عن حوادث الوفاة أو العجزين الجزئى أو الكلى المستديمين، والتى يتم إبلاغ الاتحاد المصرى للتأمين بها من خلال شركات التأمين الأعضاء، كما يجرى العمل الآن على إطلاق برنامج «مواريث» الذي يصرف التعويض لورثة المتوفى أوتوماتيكيا، وذلك من خلال إعداد النماذج المالية آليا لصرف تعويضات ضحايا الطرق والمقرر الانتهاء منه خلال شهر من الآن على أقصى تقدير. يشار إلى أن صندوق التأمين الحكومى عن الحوادث المجهلة يلتزم بتغطية المسئولية المدنية الناشئة عن الحوادث التى تقع للغير عن المركبة، وذلك عن أخطار الوفاة، والعجز الكلى، أو الجزئى المستديم، والأضرار المادية التى تلحق بممتلكات الغير، ويشمل الغير «الركاب»، ويعتبر الشخص راكبًا سواء كان فى داخل السيارة أو صاعدًا إليها، أو نازلًا منها، ويتم التعويض فى حالات عدم معرفة المركبة المسئولة عن الحادث، أو عدم وجود تأمين على المركبة لصالح الغير، أو حوادث المركبات المعفاة من إجراءات الترخيص.