145 ألف للطب و75 للهندسة.. المصروفات الدراسية لكليات جامعة المنصورة الجديدة    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    سعر الذهب اليوم الخميس 31 يوليو 2025.. عيار 21 بكام الآن في الصاغة؟    مصر توقع اتفاقية جديدة لتعزيز أنشطة استكشاف الغاز في البحر المتوسط    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: إعلان حركة رؤساء مباحث الثغر.. وزوج يطعن زوجته بالمحكمة لرفعها قضية خلع ضده    بعد المشاركة في تظاهرات بتل أبيب ضد مصر.. كمال الخطيب يغلق التعليقات على «إكس»    الخارجية: لا توجد دولة بالعالم قدمت تضحيات للقضية الفلسطينية مثلما قدمت مصر    منظمة التحرير الفلسطينية تطالب بإنهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة    البرتغال تدرس "الاعتراف بدولة فلسطين"    سانشو يخطط للعودة إلى بوروسيا دورتموند    نيكولاس جاكسون يدخل دائرة اهتمامات برشلونة    هويلوند: مستمر مع مانشستر يونايتد وجاهز للمنافسة مع أى لاعب    إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة على طريق أسوان الصحراوي الغربي    دخلا العناية المركزة معًا.. زوج بالبحيرة يلحق بزوجته بعد 3 أيام من وفاتها    إزالة إشغالات وأكشاك مخالفة وعربات كارو ورفع تراكمات قمامة خلال حملة موسعة في القليوبية    قرارات تكليف لقيادات جديدة بكليات جامعة بنها    ترفض الانكسار.. مي فاروق تطرح أغنية «أنا اللي مشيت» من ألبوم «تاريخي»    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    «انصحوهم بالحسنى».. أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقيموا الصلاة (فيديو)    «صحة شمال سيناء»: زيارات مفاجئة للمستشفيات للارتقاء بصحة المواطنين    جامعة بنها تعقد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشري    ب مكونات منزلية.. وصفة سحرية لتنظيف القولون وتعزيز صحة الجهاز الهضمي    دياز: كومباني أخبرني بأنني سألعب على الجناح الأيسر.. وهذه تفاصيل محادثتي مع فيرتز    جثمت على صدره.. الإعدام لربة منزل قتلت طفلها انتقامًا بالبحيرة    اسكواش - دون خسارة أي مباراة.. مصر إلى نهائي بطولة العالم للناشئات    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    رئيس جامعة دمياط يترأس اجتماع مجلس الجامعة بجلسته رقم 233    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    عودة نوستالجيا 90/80 اليوم وغدا على مسرح محمد عبدالوهاب    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    وزارة الداخلية تضبط طفلا يقود سيارة ميكروباص فى الشرقية    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    واشنطن تبلغ مجلس الأمن بتطلع ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا 8 أغسطس    وزير الخارجية اللبناني يبحث مع مسئولة أممية سبل تحقيق التهدئة في المنطقة    الخميس 7 أغسطس.. مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات "مهرجان الصيف الدولى"    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    "قريب من الزمالك إزاي؟".. شوبير يفجر مفاجأة حول وجهة عبدالقادر الجديدة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    القنوات الناقلة لمباراة برشلونة وسيول الودية استعدادًا للموسم الجديد 2025-2026    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    محافظ المنيا: تشغيل عدد من المجمعات الحكومية بالقرى يوم السبت 2 أغسطس لصرف المعاشات من خلال مكاتب البريد    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    بالأسماء إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة بصحراوى المنيا    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    حنان مطاوع تودع لطفي لبيب: مع السلامة يا ألطف خلق الله    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حان أوان التمكين.. التمساح الإخواني يستعد لالتهام العصفور المصري
نشر في صدى البلد يوم 31 - 12 - 2012

لماذا لا يطبق التمساح فمه على العصفور الذى ينقر بين أسنانه؟ يُروى عن المرشد السادس المرحوم الحاج مصطفى مشهور، أنه قال فى جماعة من إخوانه «إن هناك علاقة فطرية بين التمساح والعصفور، التمساح يأكل ملء فيه، وتعلق فضلات الطعام بين أسنانه، فيحط العصفور من السماء مطمئنًا يأكل ما بين أسنان التمساح، والأخير ليس غافلًا عما يفعله العصفور ولكنه أولًا شبع لا يحتاج لأكل عصفور صغير الحجم لا يغنى ولا يسمن من جوع، والعصفور يأكل وينظف الأسنان»، كان الراحل الكبير يتحدث عن المؤلفة قلوبهم «العصافير» ولماذا يتعطفون «الإخوان» عليهم، ويطعمونهم على حبهم، مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا، يتمسكن للجماعة، أو يتيمًا من نظام بائد يستجير بالجماعة، أو أسيرًا وقع فى يد الجماعة لفساد فى الأرض، وهؤلاء على مدار الوقت يصبحون من أصحاب الولاء.
«مشهور» كان يرى أن الجماعة تحتاج إلى تربية العصافير، وتشبعها بإذن مرشدها، هكذا تنظر الجماعة إلى الموالى الذين يقبلون الفتات مما تبقى على موائد الجماعة النهمة إلى الحكم، من باب، هم أولى من غيرهم من العلمانيين الملاحدة الذين يضمرون للجماعة شرًا، يكيدون كيدًا، ومن باب ثانٍ ستحتاجهم الجماعة عاجلًا أم آجلًا عندما يحين أوان «فتح مصر»، ولعبت العصافير التى سمّنتها الجماعة وتغّذت على بقاياها دورًا حيويًا فى تمكينها من مفاصل الدولة الحيوية، وساعدتهم على التهام عجل مبارك المذبوح على مذبح ثورة 25 يناير، هل شبعت الجماعة؟، لا.. هل من مزيد، لا تشبع الجماعة أبداً، نهمة شبقة لالتهام الوطن بأكمله، ثم تتثاءب من ثقل الطعام، تفتح فمها لتأكل العصافير، تعيينات الشورى نموذج مثال، شبعت الجماعة بأغلبية الشورى، وتركت الفتات العالق بين أسنانها لعصافير خضر تغدو خماصًا وتعود بطانًا من دسم الفتات الإخوانى.
«مشهور» والذين معه كانوا أشداء على المصريين، وضعوا لبنات خطة التمكين منذ أمد طويل، تحديدًا فى مؤتمر للتنظيم العالمى فى فبراير 1992 فى إسطنبول بتركيا، يومها كان مشهور أمير التنظيم العالمى، وكان يكنى ب«أبوهانى» كانت الخطة التى تحصلت عليها من تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى قضية «سلسبيل» فى العام 1995 ونشرت- وقتها- فى مجلة «المصور»، ونالت ما نالت من نفى الإخوان والتابعين والموالين والمؤلفة قلوبهم، وهم الآن نادمون على ما كذبوا وكنا وقتها مستشرفين لما جاء فى خطة التمكين جزاهم الله خيرًا أن سكتوا على التمكين حتى أتاهم الخبر اليقين، فأصبحوا على ما كانوا نادمين يوم لا ينفع الندم.
(1)
الخطة المكونة من ثلاث خطوات كان مقدرًا لها بضع سنين، صارت الثمار دانية القطوف، الآن يسارعون الخطى لإنجاز التمكين ونحن عنهم غافلون، أخذتنا صاعقة الدستور، وهم أقسموا لينفذنّها مصبحين ولا يستثنون، الخطة يجرى تنفيذها على قدم وساق، لاحائل بينهم وبين التنفيذ المكين إلا العثرة الاقتصادية التى وعد كبيرهم الدكتور يوسف القرضاوى بتفكيكها فى بضع شهور، ووعد من على منبر عمر بن الخطاب فى العاصمة القطرية «الدوحة»، بضخ 20 مليارًا من الدولارات الأمريكية جزاء «نعم» للدستور، ووعد الشيخ دين عليه، وعليه أن يفى بالدين قبل أن يركب المنبر الكبير، منبر الأزهر الشريف، مقتل خطة التمكين فى الانهيار الاقتصادى؛ ولذا يتداعون- الإخوان- من كل حدب وصوب لإنقاذ الاقتصاد من عثرته، ولكنهم غير ناجحين، واستقالة الدكتور «فاروق العقدة» محافظ البنك المركزى التى تم نفيها، ليست بجديدة على السامعين من الإخوان المسلمين.
التمكين للتبسيط ثلاث مراحل تباعًا، الأولى نشر الرجال فى خلايا الدولة ومفاصلها الحيوية، أن يكون للإخوان رجال صدقوا ما عاهدوا المرشد عليه فى كل المواقع الأساسية، تحديدًا جيش وشرطة وقضاء وإعلام، وبالتحديد زرع الرجال فى الجيش والشرطة للتحييد يوم الصدام المحتوم، ورغم القواعد المرعية فى هذه الجهات ذات الطبيعة العسكرية والقواعد الأمنية الصارمة، فقد تسرب إليها نفر ليس يسير قبل الثورة، ودخل فيها خلق كثير بعد الثورة، ومراجعة كشوف المقبولين من الدفعات الأخيرة فى الكليات العسكرية والشرطية يشى بالكثير، وليس خافيًا أسماء القيادات ذات الأصول العسكرية والأمنية التى برزت على السطح فى ثياب إخوانية بعد أن خلعت البزات العسكرية والشرطية، أحدهم كان مسؤولًا كبيرًا فى الاستخبارات الحربية، وهذا نفر قليل من كثير لو تعلمون وتتفحصون، لا يحول دون إخوانيتهم قواعد عسكرية صارمة، الضباط الملتحون «نموذج ومثال» وتأييدهم المفضوح فيما ذهبوا إليه من إطلاق اللحى من رئيس مجلس الشورى، الدكتور أحمد فهمى، يخزق العين من مؤسسة تشريعية ستضطلع بالتشريع طوال شهور قادمة، سيجد فهمى لهؤلاء مكانًا فى الشرطة المصرية، وهذا من باب التأكيد على طريقة السيخ فى بريطانيا.
فى المرحلة الأولى للتمكين، يظهر القضاء كهدف ثالث ورئيس، لن أحدثكم عن رموز الاستقلال الذين برزوا مستقلين وانتهوا تابعين لمكتب الإرشاد وهم على ثغور الجماعة قائمون يزودون بالحجة والقانون، ويتهمون المعارضين، ويتّشحون بالأرواب السوداء فى مأتم العدالة، إخوان كامنون، وبرزوا معلنين الشعار، من أجل مصر، مصر الإخوانية، مصر الخلافة البناوية، يسمون المعارضين بدستور لعين يشى بسواد أفكارهم وما يعتقدون بالتمكين، وانتظروا رئيسًا للمحكمة الدستورية من تيار الاستقلال، ولا تظنوا بالنائب المستقيل محمود مكى الظنون، مخلص لما يعتقد ونحن كنا الواهمين، وانتظروا خبرًا ليس ببعيد عن توليه منصباً جديداً، واستقالته التى يتحدث فيها بضمير القاضى ترشحه قاضى القضاة أو كبير الدستوريين.
ولن أحدثكم عن الدفعة الأخيرة التى تقدمت للنيابة من خريجى كليات الشريعة، وقبلت بتوقيع النائب العام، المستشار طلعت عبدالله، لأسباب لا علاقة لها بالنيابة والقضاء، وظلوا موقوفين أثناء ولاية المستشار عبدالمجيد محمود، وكان ما كان وصاروا وكلاء للنائب العام، والولاء هنا قد يكون فكريًا، يكفى أن نتفق فى الأفكار والغايات، إقامة الدولة الإخوانية، أو تنظيميًا، أبناء التنظيم أولى من غيرهم، وبمثل هذا نطق وزير الإعلام الإخوانى، صلاح عبدالمقصود، ولم يُخفِ حماسه للإخوان، وأنه يبحث عن قيادات إخوان لتولى القيادة فى «ماسبيرو»، يبحث عن إخوان لأنهم أمناء وصالحون، قالها بالفم المليان ولم يجرِ تكذيب، لا تكذيب فى مرحلة التمكين، هذه الأرض ومن عليها خالصة للإخوان المسلمين، ويكفى الولاء، والولاء يذهب بنا إلى قصة التمساح والعصفور، أى مصلحتهم من مصلحة النظام، وكما كان للبعض مصلحة مع نظام مبارك ويدين له بالولاء، فما بالك بالولاء للإخوان المسلمين فى مرحلة التمكين؟، بالتأكيد فيه خير عميم.
الإعلام جبهة رابعة للتمكين، ولم يخفه صلاح عبدالمقصود، ويروى عن المرشد الثالث المرحوم عمر التلمسانى، أنه كان ينصح شباب الإخوان بالإعلام ويدفعهم دفعًا إلى الصحافة وفتح صفحات مجلة «الدعوة» التى أغلقت فى العام 1982 لشباب الخريجين من جماعة الإخوان المسلمين، ليتحصلوا منها على عضوية نقابة الصحفيين، وعلى النسق جرى الدفع بشباب الإخوان إلى النقابة عبر مجلتى الاعتصام والزهور، والأخيرة ضمن 6 مجلات ملكية خالصة لابن وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود، الذى تحصل على 6 تراخيص لمجلات من هذا القبيل فى اجتماع أخير، وبلغ وجود الإخوان فى نقابة الصحفيين مبلغًا كان معه الحج لمكتب الإرشاد فرض عين على المرشحين لمنصب النقيب، وظلوا يحجون حتى وصل نقيب إخوانى إلى المقعد الكبير، وإن أنكر الهوية ولكنها ثابتة على نحو لا يملك معه ردًا، رغم مداراته هويته أمام السيد الرئيس، وكان قد سأله عن إخوانيته فأنكرها، وقال يقولون!!. هكذا صار لهم رجال وأتباع كثيرون فى النقابات المهنية والعمالية، منهم من كشف هويته ومنهم من ينتظر ساعة الصفر التى بها يبشرون، تمام التمكين وإن غدًا لناظره قريب.
(2)
المرحلة الثانية، التبشير بالأفكار بعد زرع الرجال، أو ما يسمى زرع الأفكار وتهيئة الأجواء، والأفكار ليست بنت لحظتها الراهنة ولكنها مبثوثة فى المجتمع منذ أمد طويل، وليس حديث الحجاب الجارى الآن بجديد، والحديث المتواتر بين المرشد الثانى حسن الهضيبى والرئيس جمال عبدالناصر ليس بخافٍ عن السامعين، طلب المرشد من ناصر فرض الحجاب على نساء الأمة، فرد عليه ناصر حجب بنتك أولًا، وامنعها من الذهاب إلى السينما، رد ناصر لا يمنع الفكرة، والحجاب فكرة ويجب أن تسود، وإخضاع السينما والمسرح والأدب والفنون جميعها لما يسمى «باب الأخلاق» فكرة ولابد أن تسود، تحجيب الشاشة ملازم لتحجيب النساء، وليس بحجب المواقع الإباحية، رغم أن هذا مستحيل إلا أنه يطلق كذر الرماد فى العيون للتحجيب المجتمعى تحت مظنة الفتنة، وما يراد من سلطة المجتمع وارد فى الدستور، ويتحدث به كثير، واستحداث «المحتسب» للنهى عن المنكر والأمر بالمعروف، وتطوير الرقابة على المصنفات الفنية إلى رقابة على المصنفات الشرعية ليس ببعيد، وإبعاد الدكتور سيد خطاب وتعيين بديل مقيم- موظف قديم- ليس ببعيد عن التفكير لتهيئة الرقابة على الفكر الجديد.
أما عن الصحف والمجلات القومية فلا تسل، ولولا يشق على الإخوان إغلاقها لما ترددوا، ولولا أن الرقيب المقيم ذو خبرة سابقة ينفر منها الصحفيون لاستعادوا سلطة الرقيب، وفكرة العضو المنتدب المعين من أعضاء الإخوان فى مجلس الشورى باعتباره قيّمًا على المؤسسات القومية لا تزال تلعب فى العقول، ويدّخرونها إذا ثبت فشل المعينين فى تهيئة الصحافة القومية وتأهيلها لتصبح صحافة إخوانية . الصحافة الخاصة أيضًا ينتظرها المزيد، تهديدًا، وإرهابًا، وابتزازًا، وقضايا، وجرجرة فى المحاكم، والتوصية بمنع كتّاب قلمهم حاد ومسنون، وتهديد رؤوس الأموال الخاصة فى الفضائيات بملفات محفوظة منذ زمن المخلوع.
(3)
تهيئة الأجواء للمرحلة الثالثة من التمكين ليست ببعيدة وتجرى متفرقات متتابعات، وفى دستور يفتح الباب واسعًا لحزمة من القوانين، سيقوم عليها مجلس الشورى الإخوانى والتابعون فى تعبيد الطريق إلى التمكين الكامل وطرح تطبيق الحدود التى غفل عنها الدستور، واكتفى بتهيئة المقام للتشريع بالحدود، وفتح الطريق بمواده لتطبيق الحدود وهذا ليس ببعيد عن السامعين.
فى هذه المرحلة ستسمع عجبًا حوارات يتورط فيها فضائيون فى تطبيق الحدود، وموانعه وموجباته على سبيل تمضية الليل فى حوارات متعمدة وموجهة وتخدّم على مرحلة التمكين العليا، ذروة سنام خطة التمكين، التمكين بالحدود، وإقامة شرع الله الذى يزعمون، ويعلنون الولاية الإسلامية فى مصر «عاصمة الخلافة الإسلامية»، وهى دولة لطالما تمنى «البنا» ومات دون تحقيق خطوتها الأولى.
الحدود ستكون، وبدأت بالفعل محور حديث مجتمعى، ما لها وما عليها، حوار قائم وسيزيد، حتى يولف المصرى على حديث الحدود، حديث الحدود يسرى وتدركه العقول بلا عناء، ولا يكتمل إسلام المرء إلا بتطبيق الحدود أو السعى لتطبيقها، أو تطبيقها بالتدريج على نحو ما صرح به السيد الرئيس فى مقابلاته الصحفية أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية، لم ينف التطبيق، ولكنه يتكلم عن التدريج، وهو صادق فى القول، ليطمع الذى فى قلبه مرض تصديق الإخوان والرئيس، إن الحدود مستبعدة التطبيق، والتدريج المقصود فى المرحلة الثالثة، التمكين العليا.
هم على أعتاب المرحلة الثالثة، ونقول هذا عن يقين، مرحلة فرض الأفكار وإقامة الدولة الإسلامية كاملة، ما يسمى مرحلة التمكين العليا، وهى مرحلة سيلعب فيها مجلس الشورى دورًا محوريًا فى سنّ قوانين الدولة المرتجاة، وستلعب فيها وزارة الإخوان القادمة دورًا مهمًا فى حصر الوظائف العليا منها أو البسيطة، وتمكين الإخوان منها لتكون لهم الغلبة فى شركات البترول والطيران والاتصالات بعد أن سيطروا على مدراء ونظار المدارس، والمناطق التعليمية، وعمداء الكليات، ومديرى المدارس الخاصة- الإخوانية منها وغير الإخوانية- وعلى النقابات المهنية والعمالية، ليكونوا نصيرًا للقرارات والقوانين الإسلامية، ويمنعوا الاحتجاجات والمظاهرات، ويشكلوا درعًا واقيًا للنظام الإسلامى، مستتبعين خطى عبدالناصر فى تأسيس المناطق العمالية لتكون ظهيرًا للثورة، وهم يشكلون ظهيرًا لهم عماليًا ومهنيًا وقبليًا وعائليًا، وليس أدل على ذلك من نتائج الاستفتاء فى المناطق العمالية والقبلية والصعيدية والواحات وسيوة، هذا ظهير للقرارات الإسلامية، وكما سن فقهاء الإخوان قوانين الشريعة فى السودان سيقومون على سن القوانين الشريعية فى مصر، ويتولى إقرارها مجلس الشورى، ومجلس الشعب الجديد الذى يبشرنا الإخوة بأنه ذو أغلبية إخوانية بكل تأكيد، والدستور- والحمد لله- يحيل حزمة من القوانين إلى المجلسين، فاتحًا طريقًا للأخونة الكاملة.
(4)
هل اكتملت خطة التمكين؟
يمكن القول، إن المرحلة الأولى استغرقت وقتًا طويلًا ربما عهد مبارك كله، حيث تم زرع الرجال، وأثمر الحصاد مجالس نقابات مهنية وعمالية من الإخوان، ونقباء إخوان، وعسكريين وشرطيين إخوان، وقضاة إخوان، ومدرسين إخوان أشرفوا على الاستفتاء إشرافًا تمكينيًا مميزًا انتهى إلى نتيجة خطط لها بليل مكتب الإرشاد، وجرى تنفيذها بعون الإخوة والأخوات، وعجبًا كان السادات ينادى على نساء مصر بالأخوات دون أن يدرك أنه قسم فى جماعة الإخوان، قسم الأخوات اللاتى لعبن دورًا فى تمكين الإخوان من بيوتات العائلات، وبنات العائلات، خاصة الفقيرات منهن والثريات اللاتى يجدن فى النقاب حالة جديدة يتلبسنها ولا يخرجن منها، أو يظفرن بزوج، أما المرحلة الثانية فتمكنوا من إنجازها فى شهور قليلة، بعد أن قطفوا ثمار ثورة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، كانت المرحلة الثانية متراجعة حذرة خجولة خشية المطاردات الأمنية التى حفل بها نظام مبارك، كسرت الثورة الحاجز وخرج الإخوان، لا ليثوروا على ظلم وطغيان بل ليعبئوا الأجواء بأفكارهم وما يعتقدون، أنجزوها سريعًا- جرى دمج المرحلتين الأولى والثانية فى مرحلة واحدة- وجرى تمكينها وتمتينها فى عجالة استغربها كثيرون، وعاب عليهم كثير، وخشى منها كثير، ولكنهم لا يعبأون، دنت الثمرة وحان وقت قطافها، حان أوان التمكين.
نقلا عن المصرى اليوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.