أثارت أنباء منع "الجزيرة" القطرية بث فيلم وثائقي خطير حول نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة بأمر مسئولين قطريين، جدلا واسعًا، ما تسبب في حالة من الغضب داخل أوساط القناة. وكشف الصحفي الفرنسي آلان جريش، مدير صحيفة "لوموند دبلوماتيك"، عن وجود حالة من السخط داخل القناة القطرية بسبب تدخل حكومة الدوحة لمنع بث الفيلم، متسائلا عن مدى مصداقية "الصفقة" التي عقد بين الحكومة القطرية واللوبي الإسرائيلي لمنع عرض الفيلم وتأثيره على قناة "الجزيرة" التي تدعي الاستقلالية دائما. وأوضح أن الدوحة أجلت بث الفيلم مقابل وقف اللوبي عن التحريض على قطر داخل الإدارة الأمريكية، وذلك في إطار محاولة لكسب تأييد واشنطن، كما نشرت المنظمة الصهيونية الأمريكية بيانا قالت خلاله إنها "فخورة وسعيدة" باجتماعات رئيس المنظمة مورتون كلين مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وعدد من كبار المسؤولين القطريين، ورحبت المنظمة بتراجع قناة الجزيرة عن بث فيلم وثائقي عن "اللوبي الصهيوني الأمريكي". وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، وجود تسريبات منشورة من الفيلم الممنوع، موضحة أن الحكومة القطرية تخوفت من أن يؤدي الفيلم الذي تم إعداده وتصويره بكاميرا خفية والذي يفضح "اللوبي الإسرائيلي"، إلى انقلاب الجماعات الإسرائيلية المقربة من ترامب على الدوحة أو تصنيف واشنطن ل"الجزيرة" كعميل أجنبي، وذلك بعدما أصبحت الإمارة الصغيرة في عزلة إثر مقاطعة دول الرباعي العربي لها بسبب دعمها المستمر للإرهاب. تزامن ذلك مع الكشف عن لائحة تضم 250 شخصا من المقربين من الإدارة الأمريكية والمؤثرين على قرارات ترامب قامت الدوحة بشرائهم للتأثير على السياسة الأمريكية لمصلحة الدوحة، حيث تلقى بعضهم مالا يقل عن 3 ملايين دولار من الحكومة القطرية. وأشارت إذاعة "مونت كارلو الدولية" إلى ظهور مقاطع فيديو على "يوتيوب" من الفيلم الوثائقي تم تسريبها إلى وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة حول قصة "مندس" شغلته قناة الجزيرة في أوساط الجماعات الموالية لإسرائيل في الولاياتالمتحدة منذ عام 2016 اسمه "طوني كلاينفيلد"، تمكن من جمع كل المكونات المطلوبة لإنتاج التحقيق، حيث نجح في أن يصبح متدربًا بمنظمة "مشروع إسرائيل" المؤيدة لتل أبيب في واشنطن والمهتمة بتحسين صورة إسرائيل في وسائل الإعلام، ويكشف الفيلم عن تجسس تلك الجماعات على مواطنين أمريكيين بمساعدة وزارة الشئون الاستراتيجية الإسرائيلية. ويظهر في المقطع المتدرب وهو يتحدث إلى أحد رؤسائه بالمشروع الذي يخبره أن المليونير الإسرائيلي الأمريكي آدم ميلشتاين الذي يدعم عددًا من الجماعات الموالية لإسرائيل في أمريكا، يموّل أيضًا منظمة سرية تستهدف النشطاء المعادين لإسرائيل والاحتلال في الجامعات الأمريكية، وهو الأمر الذي نفاه ميلشتاين لاحقا، رغم ظهوره في المقطع المسرب بنفسه وهو يشرح للمتدرب كيفية تشويه الناشطين، بينما يظهر مقطع آخر كيفية تنظيم مظاهرة طلابية "مؤيدة لإسرائيل" رغم أن بعضهم يعتبر الأمر "احتجاجات زائفة".