أكد قادة قطر، المنظمات اليهودية الأمريكية، أن وثائقيّ قناة الجزيرة عن اللوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة لن تتم إذاعته، كما ذكرت خمسة مصادر موالية لإسرائيل في واشنطن لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. وقالت المصادر، بحسب الصحيفة، إن القادة القطريين أكدوا أن الوثائقي الذي حمل عنوان "اللوبي الإسرائيلي" لن يذاع، وذلك في أواخر العام الماضي، في جزء من حملة الإمارة لتحسين صورتها في أعين المجتمع الأمريكي اليهودي. وتابعت الصحيفة، تلقى عدد من المنظمات الإسرائيلية في الولاياتالمتحدة خطابات الأسبوع الماضي من شبكة الجزيرة، تبلغهم بأن موظفيهم سوف يظهرون في الفيلم الوثائقي. الفيلم الوثائقي قام به أحد المراسلين المتخفيين، والذي استطاع الوصول إلى المنظمات الموالية لإسرائيل في 2016، ووثق أوضاع موظفيهم في العمل بالفيديو، وشبيه بالفيديو الذي بثته الجزيرة العام الماضي عن اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا، وأعطت الشبكة القطرية مهلة ثلاثة أسابيع للمنظمات للرد على الفيديو واقتباس كلامهم ليظهر في الفيديو. وفاجأت الخطابات التي أرسلتها الشبكة القطرية تلك المنظمات، وسط الشائعات في الشهور الأخيرة أن قادة قطر سوف يمنعون الجزيرة من العرض الفيلم، وكانت هآرتس قد أكدت أن القطريين قاموا بمثل هذا الإدعاء حول منع الفيلم منذ عدة شهور، ولكن في ضوء الأحداث الأخيرة والخطابات التي أرسلتها الجزيرة، لم يكن واضحًا إذا ما كان القطريون سيلتزمون بذلك. واعترفت الجزيرة في أكتوبر بإرسالها أحد المراسلين المتخفيين إلى داخل منظمة موالية لإسرائيل في واشنطن، وكان الإعلان في أعقاب حكم من قبل منظم وسائل الإعلام البريطانية "أوفكوم"، والتي عارضت الشكاوى ضد فيلم قناة الجزيرة حول اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا، قائلة إن هذا العمل لم يكن مضللًا أو معادٍ للسامية. ويأتي الإعلان عن فيلم حول اللوبي الإسرائيلي في أمريكا، بعد أن عينت قطر نيك موزين، أحد أعضاء لوبي واشنطن، والمستشار السابق لسيناتور تكساس تيد كروز، من أجل تحسين موقف الإمارة في الولاياتالمتحدة، وخصوصًا في المجتمع اليهودي. وبدأ موزين في ترتيب لقاءات بين قادة الدولة القطرية وزعماء المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة، ورفض القطريون تهمة تأيدهم لحركة حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى، ووصفوا تعاونهم مع إسرائيل أنه لإعادة بناء غزة بعد حرب عام 2014. وتتابع الصحيفة، بعد وقتٍ قليل من إعلان الشبكة القطرية، أنها ستعرض الوثائقي الجديد، طالب مسؤولو المجتمع اليهودي موزين باستخدام صلاته مع القطريين لإيقاف إذاعة هذا الفيديو، وحذّر أحدهم وهو نوح بولاك - مستشار سياسي يعمل مع عددٍ من الجماعات الموالية لإسرائيل -، موزين، إنه إذا أُذيع الفيديو سوف يُعرض هذا جهوده في تحسين العلاقات القطرية مع يهود الولاياتالمتحدة للخطر. عرض موزين القضية على القطريين، وتلقى تأكيدًا شفهيًا في أكتوبر الماضي أن الفيلم لن يُعرض، ولكن لم يتلقَ تأكيدًا مكتوبًا كذلك، وتم إبلاغ عدد قليل بهذا الاتفاق، وقال أحد المصادر ل "هآرتس"، إن الأمير القطري بنفسه ساعد في الوصول لهذا القرار. وتقول الصحيفة، إنه منذ أواخر أكتوبر لم يكن هناك أي تقارير جديدة عن وثائقي القناة القطرية، حتى وصلت الخطابات الأسبوع الماضي، ولكن ازداد العمل الذي يقوم به موزين لصالح القطريين، ففي يناير ساعد على تنظيم عدة زيارات للإمارة، قام بها المحامي الشهير آلان دورشويتز، ورئيس منظمة الصهيونية الأمريكية مورت كلين، ومحافظ ولاية أركنساس مايك هاكابي، المشهور بدعمه القوي للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. كلًا من كلين ودورشويتز قالوا إن القطريين دفعوا ثمن رحلاتهم، وصرح كلين لصحيفة "هآرتس"، أنه تحدث مع أمير قطر تميم بن حمد حول تغطية الجزيرة لإسرائيل في لقاء استمر لساعتين، وطلب مسؤولون إسرائيليون آخرون - زاروا الدوحة مؤخرًا - من المسؤولين القطريين أن يغيروا من تغطية الجزيرة السلبية عن إسرائيل. وتضيف الصحيفة، عندما عيّن القطريون موزين وشركته في الصيف الماضي، ظهرت تقارير بأنه يتلقى 50 ألف دولار شهريًا، ولكن التقارير الأخيرة التي أظهرتها وزارة العدل تظهر أن شركته تتلقى - بداية من 1 نوفمبر الماضي - 300 ألف دولار شهريًا. زار وفد قطريواشنطن الأسبوع الماضي، كجزء من خطة حوار استراتيجي بين قطر وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأقام وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حدثًا في معهد المشاريع الأمريكية، حيث سُئل بواسطة صحيفة "هآرتس"، عن طلب القادة الأمريكيين اليهود بتغيير سياسات الجزيرة في تغطية أحداث إسرائيل. وقال الوزير القطري - حسب الصحيفة الإسرائيلية -: "بخصوص تغطية الحزيرة، فالدستور القطري يقول بشكل واضح إن الحكومة لا تتدخل في الإعلام، ولكن يجب على الجزيرة أيضًا الالتزام بالمعايير الدولية وقواعد السلوك، وهناك آليات واضحة إذا كان أي شخص يشكو من تغطية الجزيرة". وذكر وزير الخارجية أيضًا حكم "أوفكوم" لصالح الشبكة، مضيفًا: "كانت هناك بعض الشكاوى ضد الجزيرة في المملكة المتحدة، ولكن ثبت بعد ذلك أن الجزيرة اتبعت المفاهيم المهنية". وتابعت الصحيفة، في الأيام الأخيرة بعد وصول خطابات الجزيرة، طلبت بعض المنظمات الموالية لإسرائيل من موزين، أن يرى إذا ما كانت تأكيداته حول عدم إذاعة الفيديو كاذبة، أو إذا كانت الجزيرة تتصرف من تلقاء نفسها بعيدًا عن القادة القطريين. وتختتم الصحيفة تقريرها برد موزين الذي قال: "إنه يناقش القضية مع المسؤولين القطريين، ولا يعتقد أن الفيلم الوثائقي سوف يعرض في المستقبل القريب".