لمواجهة العزلة العربية.. قطر تقدم فروض الولاء والطاعة إلى اللوبي الصهيوني

سلطت صحيفة "لوموند دبلوماتيك" الفرنسية، في عددها الشهري الصادر في سبتمبر، الضوء على لجوء قطر إلى اللوبي الصهيوني في أمريكا ومحاولات الدوحة المستميتة لاسترضاء جماعات الضغط الأمريكية المؤيدة لإسرائيل وعدد من المنظمات "الصهيونية" بعدما قطعت الدول العربية علاقتها مع الدوحة بسبب دعمها للإرهاب.
ونشرت الصحيفة الشهيرة، موضوعا بقلم آلان جريش مديرها السابق عنوانه "لوبي إسرائيلي في أمريكا .. الفيلم الوثائقي الممنوع .. قطر تبحث عن أصدقاء" وسلطت الصحيفة الضوء على تراجع قناة الجزيرة القطرية عن بث فيلم وثائقي عن أساليب وممارسات جماعات الضغط الأمريكية الموالية لإسرائيل، موضحة أن الدوحة منعت بث الفيلم لأنها تدرك حاجتها لتلك المنظمات والجماعات في دعم سياستها بعد خلاف الدوحة مع الرباعي العربي.
وأشارت إلى أنه في ابريل الماضي، نشرت المنظمة الصهيونية الأمريكية بيانا قالت خلاله إنها "فخورة وسعيدة" باجتماعات رئيس المنظمة مورتون كلين مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وعدد من كبار المسؤولين القطريين، ورحبت المنظمة بتراجع قناة الجزيرة عن بث فيلم وثائقي عن "اللوبي الصهيوني الأمريكي".
وتقول الجزيرة القطرية إن الفيلم لم يشير إلى "اللوبي اليهودي الأمريكي" وإنه يركز على المنظمات الأمريكية الموالية لإسرائيل التي تعزز مصالح القوى الخارجية على الأراضي الأمريكية إلا أن القناة لم تبث الفيلم خشية من غضب تلك الجماعات.
وتابعت أن الدوحة وجدت نفسها منعزلة بعد مقاطعة مصر والسعودية والبحرين والإمارات لها في 2017، حيث طالبت تلك الدول الإمارة الصغيرة بوقف دعمها للإرهاب والجماعات المتطرفة المدعومة من إيران وحزب الله وغيرها.
وقالت الصحيفة إن المقاطعة العربية اثرت على قطر وجعلتها تشتري خدمات شركات علاقات عامة في واشنطن للتقريب من الوسط المحافظ المقرب من ترامب ولا سيما "اللوبي الصهيوني".
وأوضحت عددا كبيرا من الموالين لإسرائيل وأعضاء تلك الجماعات زاروا الدوحة أكثر من مرة، بينهم آلان ديرشويتز صديق الرئيس ترامب ومايكل هوكابي وهو مسيحي يهودي التي تعمل ابنته في البيت الأبيض وكذلك جون باتشلور المذيع في الراديو.
وأشارت إلى أن خوف أمير قطر من دعم واشنطن للدول العربية دفعه لدفع أموال طائلة لمقابلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعقد صفقة أسلحة ضخمة مع الولايات المتحدة، مضيفة أن قطر تبرعت لصالح العديد من المنظمات الصهيونية بما في ذلك منظمة "جنودنا يتحدثون" التي تنظم جولات لضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي في أمريكا.
وتسائلت الصحيفة عن الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون نتيجة تلك السياسة القطرية الجديدة التي تتبعها الدوحة منذ عام تقريبا لمواجهة جيرانها العرب وحماية موقفها، مشيرة إلى أنه منذ وصول حمد بن خليفة آل ثاني للحكم في 1995 اتخذت قطر سياسة منفصلة عن جيرانها العرب.