البيئة: خلل طبيعي في البحيرة أدى إلى انتشار الثعابين.. تراكم المخلفات الزراعية بكثافة في المحافظة حولها الى أوكار ل الكوبرا.. والزواحف أحد أهم مكونات النظام البيئي

البيئة:
خلل طبيعي في محافظة البحيرة أدى إلى انتشار الثعابين
الابادة الجماعية للثعابين ليست الحل
تراكم المخلفات الزراعية بكثافة في البحيرة أدى الى تحولها الي أوكار للثعابين
الثعابين احد اهم مكونات النظام البيئى وقتلها يترتب علية ظهور كائنات حية اخرى باعداد كبيرة
خبير تنوع بيولوجي:
الثعبان كائن حي من حقه العيش
ظاهرة انتشار الثعابين فى محافظة البحيرة تحتاج الى بحث من خبراء الزواحف والبيئة
ارتفع عدد ضحايا ومصابي لدغات الأفاعى والثعابين ل8 أشخاص بقرى مركز المحمودية بمحافظة البحيرة، ويواصل أهالى قرية "منية السعيد" التابعة لمركز المحمودية تصديهم للثعابين والأفاعى بعدما زحفت عليهم من الأراضى الزراعية والأماكن المهجورة بأنواع عديدة من الثعابين شديدة السمية وعلي رأسها الكوبرا.
ونجحت الجهود الشعبية ولجان شباب القرية من قتل أكثر من 60 ثعبانا على مدار الأسبوعين الماضيين منهم 14 كوبرا، بعدما هجمت الأفاعى على القرية ولقى شاب فى مقتبل العمر مصرعه ليكون ضحية جديدة لنتشار الافاعى.
اكد الدكتور حسنى عباس مدير مديرية الطب البيطرى بالبحيرة، أنه تم الدفع بفريق عمل متخصص فى مكافحة الزواحف، مضيفا أنه تم حقن 5000 بيضة بمادة سامة لمواجهة الثعابين السامة على مشارف الأراضى الزراعية والمصارف، كما تم توعية الأهالى وتحذيرهم لتوخى الحيطة والحظر وعدم تعرضهم للبيض السام خوفًا على سلامتهم، كما تم تنفيذ مسح شامل للأماكن غير المأهولة بالقرية والتى بها بوص وحشائش ضارة لاحتمال اختباء الثعابين بها.
وقال الدكتور محمد سالم مدير الإدارة المركزية للتنوع البيولوجى بوزارة البيئة أن السبب الرئيسى فى انتشار الأفاعى والثعابين فى محافظة البحيرة هو حدوث خلل ما بالنظام البيئي الطبيعى منذ عدة سنوات وليس وليد اللحظة وأكد أن هناك تاثيرًا سلبيا على مفترسات الثعابين وهذا ما أدى الى ظهورها بكثافة فى الفترة الاخيرة.
واوضح سالم فى تصريحات خاصة ل " صدى البلد " ان هذا الخلل أدى الى تشرس الاعداد وكثافتها، موضحا أن أضعف مرحلة لتكاثر الثعابين لافتراسها هى بداية عمرها ومن هنا يحدث التوازن فى الاعداد وأشار إلى أن حجم الثعابين المنتشرة فى فى محافظة البحيرة كبيرة و تدل أن هناك خللا بالنظام البيئى.
وتابع أن الثعابين تهاجم من قبل الطيور الجارحة وإذا توفرت لها بيئة مناسبة وخصبة للاختباء عن أنظار الطيور الجارحة ستزيد بكثافة مثلما حدث الان ويوفر ذلك من خلال تراكم المخلفات الزراعية بالمحافظة بكثافة ولعدة سنوات مما أدى الى تحولها إلى إأوكار للثعابين.
وأشار الى أن توفر الغذاء المناسب للثعابين وهى الفئران ساعدها على التغذية والتكاثر وأكد ان هذة الظاهرة ليست منتشرة فى مصر فقط ولكنها موجودة فى احد مدن استراليا وامريكا ويتبع طرق معينة للجمع والسبيل الافضل لحل هذة الازمة فى البحيرة هو الجمع اليدوى عن طريق متخصصين " الرفاعية " بالتعاون مع مركز بحوث السموم.
وأكد على ضرورة الاستفادة من سم هذه الافاعى والذى يساهم فى صناعة انواع معينة من الادوية موضحًا ان الابادة الجماعية للثعابين ستضر بالنظام البيئى ولا يجوز ابادتها.
واشار الي ان الثعابين احد اهم مكونات النظام البيئى ولا يجوز قتلها او الابادة جماعيا لان ذلك سيؤدى الى خلل بالنظام البيئى مما يترتب عليه ظهور كائنات حية اخرى باعدا كبيرة نتيجة قتل الثعابين.
من جانبه قال الدكتور سامى عبد اللطيف خبير التنوع البيولوجى ومتخصص فى انواع الزواحف أن ظاهرة انتشار الثعابين فى محافظة البحيرة تحتاج الى بحث من خبراء الزواحف والبيئة موضحا ان القضاء على ظاهرة انتشار الثعابين بوضع 5000 بيضة سامة فى اماكن الاوكار والمصارف لمواجهة الثعابين فكرة غير موفقة نظرًا لوجود نوع واحد فقط من الثعابين يتغذى على البيض.
واشار عبد الطيف إلى ان الكوبرا تنتشر فى الاراضى الزراعية تحديدا ولذلك هى من اخطر الانواع نتيجة تعامل الفلاح فى الاراضى الزراعية، مؤكدا على ضرورة استعداد المستششفيات لوجود الامصال المقاومة لسم الثعابين والتعايش مع هذه الظاهرة وعدم ابادة الثعابين لانها تفيد الاراضى الزراعية اكثر من ضررها فهى تتغذى على الفئران التى تقضى على المحاصيل وتتغذى ايضا على العصافير التى تقضى على الحبوب.
واوضح ان الثعبان كائن حى من حقه العيش كأى حيوان فى الطبيعة.