سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الغدر في دمه».. زعيم كوريا الشمالية يطيح بوزير الدفاع ورئيس الأركان قبل أيام من القمة الأمريكية الكورية.. ومحللون: التعديلات هدفها منع اندلاع احتجاجات داخل الجيش وتشديد الرقابة
كيم جونج أون يعزل قادة الجيش وسط مراقبة كوريا الجنوبية باحثون: التغيير في الأغلب يتعلق بقضية داخلية الأسد في بيونج يانج قبل قمة كيم - ترامب أجرى كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية تعديلات مفاجأة في قادة الجيش بالأمس، وذلك قبل أيام من القمة المرتقبة بين أمريكاوكوريا الشمالية، ورجح محللون أن هذه التعديلات تأتي لمنع قيام احتجاجات من قبل كوادر في الجيش الكوري الشمالي، بينما يرجح آخرون أن هذه التغييرات تشكل استمرارية لسياسة تشديد الرقابة على الجيش من قبل الحزب الحاكم. يتزامن ذلك مع الإعلان عن نية الرئيس السوري بشار الأسد للتوجه إلى كوريا الشمالية في زيارة رسمية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية، وستكون هذه هي المرة الأولى التي يستضيف فيها زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون رئيس دولة منذ توليه الحكم في عام 2011، فيما قال الدكتور عمار الأسد نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السوري لوكالة "سبوتنك" الروسية، إنه "في ظل تلك العلاقات الجيدة بين كوريا الشمالية وسوريا والتوافق في الكثير من القضايا الدولية، فليس مستغربا أن نرى الرئيس كيم جونج أون في دمشق أو الرئيس بشار الأسد في بيونج يانج". وذكرت كوريا الجنوبية الاثنين أنها تتابع التغييرات التي جرت في صفوف الجيش الكوري الشمالي بعد معلومات أشارت إلى أن بيونج يانج استبدلت ثلاثة من أعلى ضباطها قبل القمة المرتقبة مع الولاياتالمتحدة، حيث يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في 12 يونيو في سنغافورة في قمة ستكون الترسانة النووية الكورية الشمالية على رأس جدول أعمالها. وبحسب "راديو فرنسا الدولي"، فإن التعديلات يمكن أن يكون هدفها منع قيام قيادات في الجيش الكوري الشمالي باحتجاجات على أي تعديل محتمل في السياسة النووية، فيما تشير مصادر إلى أن المقالين هم وزير الدفاع ورئيس أركان القوات المسلحة ومدير المكتب السياسي للجيش الشعبي وهم يشكلون أعلى سلطة عسكرية في البلاد. يذكر أن "جيش الشعب الكوري" يحظى بنفوذ واسع في كوريا الشمالية حيث يعتبر عصب السلطة، وغالبا ما يظهر كيم وإلى جانبه جنرالات من جهة وشخصيات مدنية من جهة ثانية خلال الاحتفالات المهمة، وفي مايو الماضي أعلنت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية عن تعيين كيم سو جيل مديرا للمكتب السياسي العام الواسع النفوذ في الجيش بدلا لكيم جونج جاك، فيما أشارت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" نقلا عن مصادر في الاستخبارات أن رئيس هيئة الأركان الميجور جنرال ري ميونج سو استُبدِل أيضا بمساعدة ري يونج جيل. وأكدت "يونهاب"، أن وزير الدفاع باك يونج سيك حل محله أيضا نو كوانج شول الذي كان يشغل منصب نائبه الأول، ونقلت عن مصدر استخباراتي قوله إن وزير الدفاع الجديد نو كوانج شول معروف ب"اعتداله"، معللا تلك التغييرات بقوله "يبدو أن كوريا الشمالية استقدمت وجوها جديدة لأن من سبقوهم كانت تنقصهم المرونة في طريقة تفكيرهم". وبحسب قناة "فرانس 24" الفرنسية، فإن محللين قالوا إن التغيير في الأغلب يتعلق بقضية داخلية، وقال كيم دونج يوب الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأقصى في جامعة كيونجنام: "لا جدوى في تقسيم المسؤولين الكوريين الشماليين إلى متشددين ومعتدلين"، مشيرا إلى أن التغيير على الأغلب هدفه تطبيق سياسات جديدة تركز على الاقتصاد ولذلك تم تعيين مسؤولين لديهم فهم أفضل في هذا المجال. واعتبرت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية أن هذا التعديل الواسع سيكون أمرا غير معتاد، وذكر المتح باسم الوزارة بايك تاي-هيون للصحافيين "سنراقب التطورات"، فيما رأى باحثون في شئون النظام الكوري الشمالي أن التغييرات في صفوف المكتب السياسي العام لدى الجيش "تشكل استمرارية لسياسة تشديد الرقابة على الجيش من قبل الحزب". ويرى الباحثون أن المكتب السياسي قد يملك القدرة على التصدي لقرارات القيادة الكورية الشمالية أو أن يحاول الاستفادة من المساعدات الاقتصادية مستقبلا من كوريا الجنوبية، موضحين أن المدير الجديد للمكتب كيم سو جيل هو ضابط يحظى بثقة "كبيرة جدا" من الزعيم الكوري الشمالي، وبعدما أمر كيم جونج أون بإعدام زوج عمته جانج سونج ثايك بتهمة الخيانة في عام 2013، تم تعيين هذا الضابط في لجنة لحزب العمال الحاكم. يذكر أن البلاد لا تزال في حالة صراع فعلي بعدما انتهت الحرب الكورية "1950-1953" بهدنة وليس بمعاهدة سلام، حيث رسخ والد الزعيم الحالي وسلفه كيم جونج إيل سياسة "الجيش أولا" التي تشكل أساس عقيدة كوريا الشمالية، ودائما ما تصر بيونج يانج على حاجتها للأسلحة النووية لحماية نفسها من أي اجتياح أمريكي محتمل.