قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن شهر رمضان اختصه الله بكثير من الخصال، وأولى تلك الخصال نزول القرآن الكريم فيه، قال تعالى : ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾، وقال سبحانه: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ القَدْرِ﴾. وأضاف جمعة، في بيان له على صفحته الرسمية ب "فيس بوك" قائلا: "هناك عدة تفسيرات في معنى نزول القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر، التفسير الأول: هو أن الله أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا، واستند هذا التفسير لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أُنزل القرآنُ في ليلة القَدْرِ جملة واحدة إلى سماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض» [الحاكم ، والبيهقي]". واستدل بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنزل القرآن في ليلة واحدة إلى السماء الدنيا ليلة القَدْرِ، ثم أُنْزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ: ﴿وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلًّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾، ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاه لِتَقَرَأه عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاه تَنْزِيلًا﴾» [النسائي، والحاكم في المستدرك]. ولذا قال القرطبي: «ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر على ما بيناه جملة واحدة وضع في بيت العزة في سماه الدنيا ثم كان جبريل ينزل به نجما نجما في الأوامر والنواهي والأسباب، وذلك في عشرين سنة» [تفسير القرطبي]. وتابع جمعة: "التفسير الثاني: أنه نزل إلى السماء الدنيا في عشرين ليلة قَدْر، أو ثَلاث وعشرين أو خمس وعشرين حسب الاختلافات في مدة مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة في كل ليلة قدر ينزل ما يقدِّر الله إنزاله في كل السنة، ثم نزل بعد ذلك منجمًا في جميع السنة، وقد حكى الفخر الرازي هذا القول، وتوقف في الأخذ به، هل هو أولى أو القول الأول". التفسير الثالث: أنه ابتُدِئ نزوله في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجمًا في أوقات مختلفة، وهذا القول مروي عن الشعبي. التفسير الرابع: أنه أنزل من اللَّوْح المحفوظ جملة واحدة، وأن الحفظة نجَّمته على جبريل في عشرين ليلة، وأن جبريل نجَّمه على النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة، وهذا القول غريب، والمعتمد أن جبريل كان يعارضه في رمضان بما ينزل به عليه طول السنة، وهو مروي عن ابن عباس. وقد حكاه الماوردي، وعلى كل حال فإن رمضان شهر القرآن وهذه أهم خصائصه.