د. حنان نجم: الذكاء العاطفي

هو قدرة الشخص على التعامل مع عواطفه وانفعالاته بطريقة تعزز من إنتاجه وجودة الحياة من حوله، ليس ذلك فحسب بل جعل عواطفه وانفعالاته سببا لتحقيق أهدافه ومصالحه الشخصية.
أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن الذكاء العاطفي يساهم بأكثر من 80% من احتمالية نجاح الفرد أو فشله، في حين أن الذكاء التقليدي يساهم بأقل من 20% فقط.
العالم الآن تغير ولم يعد ذكاء الإنسان الفكري هو العامل الأهم لنجاحه ولم تعد الوظيفة مضمونة مدى الحياة ولا يأخذها إلا الشاطر (الإنسان الذي يستطيع أن ينجح اجتماعيا مع النجاح المهني )أهم شيئ أن أكون إنسان لدي المقدرة أن أكون واقعي في تقييمي لسلوكي وعندي القدرة على معرفة نظرة الناس لي ونظرتي لنفسي وعندما تتساوى النظرتين هذا يعني أني يتمتع بذكاء عاطفي عالي.
في دراسة مهمة ل "هوثر" في أواخر العشرينات من القرن الماضي على العاملين والمدراء في المؤسسات التي تهتم بالجوانب الاجتماعية في محيط العمل أظهرت النتائج أن الكفاءات العاطفية للعاملين كانت مهمة في رفع مستوى دافعيتهم للعمل، الموظف أو المدير الذي يتمتع بذكاء عاطفي عالٍ يكون حساس لتغير الحالة النفسية لزملائه سواء شخص يمر بأزمة عائلية أو حالة نفسية سيئة أو مثلا إجراء إداري محبط نتيجة مخالفته لأحد قواعد العمل وما إلى ذلك ،وهذا يساعده في تقدمه المهني بشكل أسرع.
هناك علاقة مهمة جدا بين النجاح المهني والقدرات العاطفية ،وبين التقدم في المسار الوظيفي والقدرة على التعامل مع مشاعرنا داخل العمل.
الذكاء العاطفي عنصر فعال جدا لا يمكن الاستغناء عنه لتحقيق نسب نجاح مرتفعة في مختلف المهن التي تعتمد بدرجة كبيرة على الثقة والإخلاص.
الذكاء العاطفي هو من أهم عوامل التقدم والنجاح في جميع المجالات وتولي المناصب القيادية والإدارية بكفاءة عالية،كما أنه يؤثر بشكل مباشر على العمل الجماعي والإنتاج.
غالبا ما يكون سبب الفشل في حياة الشخص هو العلاقات السيئة وليس قلة الخبرات الفنية.
حتى نقول أن هذا الفرد يتمتع بذكاء عاطفي يجب أن يكون متمتعا بخمس قدرات أساسية على الأقل.

أولها الدافعية والتحفيز، الوعي الذاتي، المهارات والعلاقات الاجتماعية، التعاطف مع الآخرين، ضبط النفس، جميع هذه القدرات تتكون، وتتبلور لدى الأشخاص في الخمس سنوات الأولى من أعمارهم ويصعب اكتسابها بعد ذلك.
تتكون وتخزن هذه القدرات في جزء من الدماغ اسمه الأميجدولا ويعمل هذا الجزء من الدماغ على تخزين جميع أنواع المشاعر والانفعالات التي تحيط بالإنسان في سنواته الأولى لتتحول بعد ذلك إلى تصرفات راسخة يتصرف بها، ولذلك تختلف محصلة الذكاء العاطفي من شخص إلى آخراعتمادًا على سلوك أسرته والبيئة المحيطة به في سنواته الأولى.
علموا أطفالكم في الخمس سنوات الأولى من أعمارهم الحب والصبر والشغف والإخلاص والإيثار والتواضع والتسامح حتى يحصدوا النجاح والسعادة والراحة.