يعتبر الذكاء العاطفي مفهوم عصري حديث، وله تأثير واضح ومهم في حياة كل شخص في طريقة تفكيره وعلاقاته وانفعالاته، فالتعاون القائم بين الشعور والفكر أو بين العقل والقلب، وتبرز لنا أهمية دور العاطفة في التفكير المؤثر سواء في اتخاذ قرارات حكيمة أو في اتاحة الفرصة لنا لنفكر بصفاء ووضوح إذا ما أخذنا بعين الاعتبار، أن العاطفة إذا ما قويت أفسدت علينا القدرة على التفكير بالطريق السليم والوصول الى قرارات صائبة. فالشخص الذي يعاني من اضطراب وفقدان لاتزانه العاطفي بدرجة لا يستطيع خلالها السيطرة على عواطفه والتحكم فيها حتى ولو كان على مستوى عال من الذكاء، فإن اضطرابه ذلك قد يدفعه إلى ارتكاب جريمة. فالعقل العاطفي منفصل تمامًا عن مجالات الذكاء التي تخضع لامتحانات الذكاء المعروفة وهو يسيطر على الغضب والرد على حد السواء، وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار دور العواطف واهميتها في اتخاذ القرار الذي يستند إلى كل تفكير وعقلانية، فان التعلم العاطفي الذي وهبتنا إياه الحياة يعطينا إشارات من شانها ان تحدد معالم سير القرار بابراز بعض الخيارات وابراز اخرى غيرها. وعليه فالعقل العاطفي له شان في المحاكمة العقلية شانه شان العقل المفكر. فنحن نمتلك نوعان مختلفان من الذكاء عاطفي وعقلي، أما كيف نتصرف في هذه الحياة فهذا امر يقرره الطرفان وليس مجرد معامل الذكاء لأن الذكاء العاطفي هو الأهم. والقدرة العقلية وحدها لا تحسن العمل دون الذكاء العاطفي وبمعزل عنه. ومناطق الدماغ كلها شركاء رئيسيين في الحياة الذهنية فاذا تفاعلت كلها ارتفع مستوى الذكاء العاطفي وكذلك الحالة بالنسبة للقدرة العقلية. فعلينا ان نعمل على ايجاد تناغم وانسجام بين العقل والعاطفة واذا اردنا ان ننجح في ذلك علينا ان نفهم اولا بصورة واضحة ما الذي نعنيه بقولنا علينا ان نستخدم عواطفنا بذكاء. فالحياة العاطفية لها مجالها وميدانها وعيدانها وشأنها وتتطلب مجموعة من المهارات الفريدة لاستخدامها والاستفادة منها. وبالقدر الذي يكون فيه الفرد منا غنيا في هذه المهارات يكون قادرًا على فهم السبب الذي من أجله ينمو شخص في حياته وينجح فيها بينما غيره يساويه في فهم القدرات العقلية، ولكنه يتوقف عن النمو ويقصر النجاح في الحياة.