يعمل الذكاء العاطفي على مساعدة الانسان في التغلب على ضغوطاته اليومية التي تواجهه ويعينه على التعامل مع الازمات . ويشير مختصون الى انه رغم اهمية الذكاء العاطفي الذي يعتبر من المفاهيم الحديثة نسبيا الا انه ما يزال مغيبا على مستوى الفهم المجتمعي واستيعابه وتطبيقه بصورة عملية في حياتنا اليومية.. فعن طريقه يصبح مستوى التفكير اكثر انضباطا ويمكن اكتسابه والتدرب عليه . تقول الدكتورة ايمان ابو دلو الاخصائية في العلوم التربوية ان علماء النفس والسلوك لاحظوا ان نجاح الانسان وسعادته في الحياة لا يتوقفان على ذكائه العقلي وانما على صفات ومهارات قد توجد وقد لا توجد عند الاشخاص الاذكياء .. واطلق العلماء على هذه الصفات والمهارات تسمية الذكاء العاطفي . وتضيف لوكالة الانباء الاردنية ان اغلب العلماء اتفقوا على ان الذكاء العاطفي هو قدرة الانسان على التعامل مع عواطفه بشكل ايجابي بحيث يحقق اكبر قدر ممكن من السعادة لنفسه ولمن حوله أي قدرة الانسان على التعامل الايجابي مع نفسه ومع الاخرين . فالذكاء العاطفي عند أي انسان كما تقول يتحدد في كيفية مواجهة مشاكله فكلما ازدادت هذه المشاكل عند من يملك هذا الذكاء يزداد ثقة وتماسكا في مواجهتها. وحول امكانية اكتساب الذكاء العاطفي تقول ابو دلو انه يمكن اكتسابه بشرط ان يعرف الانسان كيف يغير نفسه ثم يتدرب على ما تعلمه وبعدها يصبح الامر مسألة وقت ليس الا حتى انه يمكن تطوير الذكاء العاطفي ليفوق الذكاء العقلي .. فالذكاء العاطفي يفتح المجال والافاق امام الانسان . وتتساءل الدكتورة ابو دلو حول احجام مدارسنا وموءسساتنا عن غرس هذه الخصائص والسمات والمهارات في نفوس الطلبة والافراد بحيث يبدو مجتمعنا منفتحا وقادرا وساعيا نحو الافضل ولا تخيفه العقبات بل تزيده تحديا . وتوءكد ان ممارسة التربويين تركز على الناحية العقلية فقط حيث ندفع باولادنا نحو التفوق الاكاديمي والعقلي متناسين المهارات الاجتماعية والمشاعر وحمل المسوءولية . اما اخصائي الطب النفسي الدكتور عاهد حسني فيرى ان ذكاء الانسان لن يحقق شيئا دون وجود العواطف التي لها تاثير كبير في شوءون حياة الانسان وربما هي المرشد الاساسي لسلوكه. ويقول ان هناك دراسات تشير الى ان عوامل الذكاء تسهم ب 20 بالمائه فقط من العوامل التي تحدد النجاح في الحياة و80 بالمائة لعوامل اخرى. ويوءكد الدكتور حسني ان مفتاح السعادة يكمن في ضبط الانفعالات المزعجة ..فعادة لا يمكن السيطرة على نوعية الانفعال ولكننا نملك السيطرة على الوقت الذي يستغرقه هذا الانفعال . ويربط بين زيادة نسبة معدلات الطلاق وانخفاض مستوى الذكاء العاطفي حيث ان قرار الطلاق يصدر في ظروف واسباب محددة لا تستوجب مثل هذا القرار الخطير.. فمثلا قد يكون ناتج عن اختلاف وجهة نظر بين الزوجة والزوج في امور حياتية اعتيادية يوءدي الى نقاش حاد فينتهي بهذه الكارثة مقارنة بمشكلات او اختلافات سابقة لامور اساسية تم حلها بسلام وهدوء . وتقول الدكتورة فاطمة البريكي من جامعة الامارات في مقال لها نشرته ان امتلاك ناصية الذكاء العاطفي اصبح في الوقت الحاضر من اكبر احتياجاتنا خاصة تحت الضغوطات المتزايدة من مختلف جوانب الحياة حيث لا يخلو يوم عمل لاي فرد منا من التعرض لضغوط وفي مواجهة هذه الضغوط يجب ان يتحلى الفرد بقدر كاف من القدرة على ضبط عواطفه وانفعالاته كي يتمكن من التغلب على الموقف الذي قد يجر اليه او قد يجد نفسه فيه نتيجة تراكم ظروف جمعتها الصدفة البحتة . وتعرف البريكي الذكاء العاطفي بانه الاستخدام الذكي للعواطف بحيث يوظف لخدمة الفرد نفسه اذ يتحسن بها سلوكه ويصبح مستوى تفكيره اكثر انضباطا مما يزيد من فرص نجاحه أيا كان موقعه في المجتمع . وترى ان هذا الجانب لا يجد اهتماما يتناسب واثره في الاستقرار النفسي والسلوكي والاجتماعي للفرد والمجتمع في ان واحد موءكدة انه لا يزال في مجتمعنا مغيبا على مستوى فهمنا واستيعابنا وتطبيقاتنا له بصورة عملية في حياتنا اليومية