صانع الدساتير يرحل بعد مسيرة حافلة، وفاة الفقيه الدستوري إبراهيم درويش    مائدة إفطار البابا تواضروس    طلاب جامعة دمياط يتفقدون الأنشطة البحثية بمركز التنمية المستدامة بمطروح    دورنا مجتمعي ولسنا حزبًا سياسيًا.. مصطفى بكري يكشف أهدف اتحاد القبائل العربية    الجيزة: انتهاء الاستعدادات لتلقى طلبات التصالح في مخالفات البناء بدءًا من الغد    غداً.. «التغيرات المناخية» بإعلام القاهرة    المخلفات الصلبة «كلها خير»| فرص استثمارية واعدة ب4 محافظات    إزالة الإعلانات المخالفة في حملات بمدينتي دمياط الجديدة والعاشر من رمضان    زيادة في أسعار كتاكيت البيّاض 300% خلال أبريل الماضي وتوقعات بارتفاع سعر المنتج النهائي    نواب وأحزاب: مصر تؤدي واجبها بكل جدارة وشرف.. وتأييد شعبي لجهودها    "خارجية النواب": الجنون الإسرائيلي في إدارة ملف حرب غزة بسبب الخوف من المحاسبة    خاص| مستقبل وطن: ندين أي مواقف من شأنها تصعيد الموقف ضد الشعب الفلسطيني    تين هاج: كلمات برونو بشأن مستقبله أُخذت خارج سياقها    الشناوي يشارك بمران الأهلي    فقرات فنية ترفيهية وتوزيع الشيكولاته ضمن احتفال استاد المنصورة بشم النسيم (صور)    الإنقاذ النهرى تكثف البحث عن جثمان شاب غرق بالنيل أثناء احتفالات شم النسيم بالأقصر    موعد عيد الأضحى 2024 طبقا للحسابات الفلكية في مصر.. فضل يوم عرفه وأبرز الداعية المستحبة في هذا اليوم    التموين: تم ضبط كميات كبيرة من الرنجة الفاسدة خلال شم النسيم 2024    فرقة وادي النطرون تقدم «ونيسة» ضمن مسرح قصور الثقافة    نور قدري تكشف تطورات الحالة الصحية لابنها    قبل عرضه في مهرجان كان.. الكشف عن البوستر الرسمي لفيلم "شرق 12"    "القارب" فيلم نادر لعمر الشريف يعرض في الدورة الثانية لمهرجان الغردقة لسينما الشباب    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    أطعمة يجب تجنبها في الصيف لتجنب عسر الهضم    صحة الإسماعيلية.. توعية المواطنين بتمارين يومية لمواجهة قصور القلب    بعد تعافيه من الإصابة.. سبب استبعاد أليو ديانج من مباريات الأهلي (خاص)    لسهرة شم النسيم 2024.. طريقة عمل كيكة البرتقال في المنزل    توقف خط نقل الكهرباء بين السويد وليتوانيا عن العمل    كلوب عن صلاح عندما تألق    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    متضيعش فلوسك.. اشتري أفضل هاتف رائد من Oppo بربع سعر iPhone    وزير النقل يتابع إجراءات الأمن والسلامة للمراكب النيلية خلال احتفالات شم النسيم    أمير قطر ورئيس وزراء إسبانيا يبحثان هاتفيًا الاجتياح الإسرائيلي المرتقب لرفح    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    أفراح واستقبالات عيد القيامة بإيبارشية السويس.. صور    الصحة تعلن إجراء 4095 عملية رمد متنوعة مجانا ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    نانسي عجرم توجه رسالة إلى محمد عبده بعد إصابته بالسرطان.. ماذا قالت ؟    في العام الحالي.. نظام أسئلة الثانوية العامة المقالية.. «التعليم» توضح    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    إصابه زوج وزوجته بطعنات وكدمات خلال مشاجرتهما أمام بنك في أسيوط    في خطوتين فقط.. حضري سلطة بطارخ الرنجة (المقادير وطريقة التجهيز)    المستشار حامد شعبان سليم يكتب :الرسالة رقم [16]بنى 000 إن كنت تريدها فاطلبها 00!    مصرع شخصين وإصابة 3 في حادث سيارة ملاكي ودراجة نارية بالوادي الجديد    مفوضية الاتحاد الأوروبي تقدم شهادة بتعافي حكم القانون في بولندا    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    غدا.. إطلاق المنظومة الإلكترونية لطلبات التصالح في مخالفات البناء    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    لماذا يتناول المصريون السمك المملح والبصل في شم النسيم؟.. أسباب أحدها عقائدي    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    تعليق ناري ل عمرو الدردير بشأن هزيمة الزمالك من سموحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الرازق توفيق يحذر: مصر والسعودية فى مرمى الاستهداف وقطر أكبر خائن للعرب .. الإخوان حلفاء المشروع الصهيوني وأدواته لتنفيذه على الأرض
نشر في صدى البلد يوم 09 - 12 - 2017


رئيس تحرير الجمهورية :
- قرار نقل السفارة الأمريكية محصلة نهائية لضعف العرب وتآمرهم علي بعضهم البعض
- إسقاط الدول العربية بأيدي شعوبها.. اللبنة الأولي لتنفيذ أهداف أعداء الأمة
- مسلسل الإجراءات ضد مصر وأزمة سد النهضة.. وسيلة لإنهاك وتفتيت الدول العربية
- مصر هي الجائزة الكبري وقلب الخرشوفة ومطلوب استدراجها وتدميرها
- تدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن مخطط تم تجهيزه مسبقًا لتنفيذ المشروعات الصهيونية
- هناك محاولات شيطانية من قوي الشر لجر مصر واستدراجها لمواجهات غير محسوبة
- وحدة المصريين أن يكونوا علي قلب رجل واحد أهم من أي وقت مضي هي الفيصل
- مصر تعيش في طوق النار علي حدودها الشرقية والغربية والجنوبية
أكد الكاتب الصحفي «عبد الرازق توفيق» رئيس تحرير جريدة الجمهورية أن قرار نقل السفارة الأمريكية يأتي كمحصلة نهائية للضعف الذي تعاني منه الدول العربية وتآمرهم على بعضهم البعض، وأن القرار الأمريكي يأتي لإستكمال سيناريوهات 2011، وأن وحدة الصف بين الدول العربية والفصائل الفلسطينية هي الحل الوحيد لمقاومة مخططات إسرائيل .
وأضاف «عبد الرازق توفيق» خلال مقاله «أمة فى خطر» المنشور غدا الأحد بجريدة الجمهورية أنه لا يمكن لأحد أن يزايد على دور مصر التاريخي فى القضية الفلسطينية، وجهودها الحالية لإستعادة الحقوق الشرعية، فالقضية الفلسطينية قضية مصر الأولي والوحدة، والتي دفعت مصر من أجلها ثمنًا باهظًا من أرواح ودماء أبنائها من أجلها، فالحروب التي واجهتها مصر من أجل فلسطين تعتبر أحد أهم الأسباب فى أزمتنا الأقتصادية الحالية، فإسقاط الدول العربية جاء بأيدي شعوبها وأن ذلك كان اللبنة الأولي لتنفيذ أهداف أعداء الأمة .
وأشار «توفيق» إلى أن مسلسل الاجراءات ضد مصر وأزمة سد النهضة تعتبر وسيلة لإنهاك وتفتيت الدول العربية، فمصر هي الجائزة الكبري وقلب الخرشوفة والمطلوب استدارجها وتدميرها مثلما تم فى العراق وسوريا وليبيا واليمن، فالمخطط تم تجهيزه مسبقا لتنفيذ المشروعات الصهيونية، وقطر هي أكبر عدو وخائن للأمة العربية، وأنها تلعب دورًا برعاية صهيونية لإسقاط الدول العربية .. وإلى نص المقال كما جاء بجريدة الجمهورية .
أمة في خطر
بقلم – عبد الرازق توفيق
لم يأت قرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس من فراغ بل جاء كنتيجة طبيعية لأمرين مهمين.. الأول هي التخطيط الصهيوني خلال العقود الماضية للتوسع وابتلاع فلسطين بل وأكثر من ذلك من خلال الاطماع الإسرائيلية في الأراضي العربية.. الأمر الثاني.. هو الرهان علي اضعاف الدول العربية واشغالها والعمل علي اسقاطها وتأجيج الخلافات بينها وأيضا تجنيد دول عربية للتآمر علي الأمة العربية مثل قطر وبالتالي تسهيل عملية تنفيذ ما تم تخطيطه من الآلة الصهيونية المدعومة أمريكيًا والابتعاد تمامًا عن دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية والعودة لحدود 1967 وذلك طبقًا لقرارات الشرعية الدولية.
قبل الخوض في أسباب ما حدث ولماذا وجد القرار الأمريكي البيئة الخصبة للتنفيذ.. من الضروري أن نؤكد علي عدم المزايدة علي دور مصر في القضية الفلسطينية منذ أن بدأت وحتي هذه اللحظة التي تشهد تحركًا كبيرًا وقويًا لإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ابرزها الحق في اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية بالإضافة إلي الدور التاريخي سواء في ميادين القتال وقدمت أكثر من 120 ألف شهيد أو علي طاولات المفاوضات ودوائر صنع القرار العالمية وفي المحافل الدولية أو الرهان علي توحيد الصف الفلسطيني.
لسنا في حاجة إلي سرد واستعراض جهود وتضحيات وعطاء مصر والمصريين للقضية الفلسطينية وحقوق الاشقاء المشروعة سواء من عهد الملك فاروق مرورًا بالرئيس جمال عبدالناصر والرئيس السادات والرئيس مبارك.. ومازالت تحتفظ بنفس السياسات والتوجهات تجاه القضية الرئيسية التي تشغل مصر ويبذل الرئيس السيسي جهودًا غير مسبوقة في كافة المحافل الدولية لاستعادة الحق الفلسطيني في اقامة دولة مستقلة والعمل علي توحيد الصف الفلسطيني بابرام مصالحة شاملة خاصة بين فتح وحماس وهو إدراك عبقري لطبيعة اللحظة التي تمر بها القضية الفلسطينية وما تواجهه من تحديات خطيرة.
القرار الأمريكي بنقل السفارة إلي القدس عمل ليس وليد اللحظة كما قلت ولكن تم الاعداد له خلال العقود الماضية بشق الصف العربي واضعاف الأمة العربية واسقاط دوله وتأجيج الخلافات بينها.. فلم يكن العدوان العراقي علي الكويت واسقاط الدولة العراقية وتفكيك جيشها إلا حلقة من حلقات التآمر علي أمة العرب وأصبح هناك جرح عربي غائرًا في القلوب والنفوس وكذلك أيضا استبعاد قوة العراق من المعادلة العربية الإسرائيلية كبداية لتنفيذ الأهداف الصهيونية.. ومن الواضح أن كل ما تم ترتيبه والتخطيط له خلال السنوات الماضية لم يكن ليخدم سوي المشروع الصهيوني.
خلافات العرب سواء بين الجزائر والمغرب أو ما حدث في لبنان أو غيرها من الدول العربية كانت مجرد بداية للمخطط.. وتبقي حالة الانقسام والتشرذم العربي والخلافات بين الدول العربية هي أحد الأسباب التي أدت للقرار الأمريكي الذي ادرك تمامًا ما وصلت إليه أمة العرب بل وجندوا دولًا مثل قطر لخدمة المشروع الصهيوني وأصبحت الدولة أكثر خطورة من إسرائيل علي العرب.. فقطر تدفع بسخاء بالمليارات ومن ثروات الأمة العربية لاسقاط وتدمير الدول العربية وتفكيك جيوشها واستبعادها من معادلة القوي في المنطقة لخدمة الكيان الصهيوني.
قطر للأسف دولة عربية أصبحت كيانًا سرطانيًا جديدًا إلي جانب الكيان الصهيوني تأمرت علي سوريا وليبيا والعراق ودفعت المليارات لتخريب وتدمير هذه الدول وتمول التنظيمات الإرهابية والجماعات التي تزعم أنها ترفع راية الدين زورًا وبهتانًا وتوفر لهم الغطاء السياسي والملاذ الأمن وباتت "المحفظة القذرة" التي توفر التمويل لأدوات ومرتزقة وخونة وعملاء لتدمير الأمة.. فخارت قواها وانهكت وهي تواجه الإرهاب الأسود بشراسة ودفعت دول العرب ثمنًا باهظًا من قوتها وأمنها واستقرار شعوبها لصالح كفة إسرائيل.
مازالت قطر حتي هذه اللحظة تمول الإرهاب. فما يحدث في سيناء وما يتم تنفيذه من عمليات إرهابية يجري بأموال قطرية بعد أن اختارت الدوحة أن تكون مساندًا وداعمًا لمشروعات أعداء الأمة في تل أبيب وطهران ولعل حادث اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح دليل علي الإجرام والخيانة القطرية لإعادة قضية اليمن إلي نقطة الصفر.
أدركت الدول العربية خطورة سياسات ومؤامرات قطر الشيطانية التي تجسد خيانة غير مسبوقة فحكام الدوحة الذين يستقوون بأمريكا وبريطانيا وتل أبيب وتربطهم علاقات قوية مع إيران.. ولعل الموقف الرباعي المصري السعودي الإماراتي البحريني دليل علي تورط قطر في محاولة إسقاط الأمة العربية بما تشكله من خطر جسيم علي الأمن القومي العربي.. لذلك فالقرار الأمريكي جاء نتيجة حالة العنف والخلافات والصراعات والانقسامات العربية العربية وأيضًا التآمر القطري الواضح الذي يحتاج إلي تكاتف عربي لا يعرف الحياد أو الرعونة في استئصال هذا الورم السرطاني من جسد الأمة العربية.
لم يكن ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي إلا حلقة أخري من التآمر علي الأمة العربية وللأسف الشديد ثم خداع الشعوب المغيبة إلي إسقاط دولها بأيديها واستنزاف وتفكيك جيوشها لصالح أعداء الأمة وأصبحت ليبيا وسوريا والعراق مجرد مشاهد للخراب والدمار ولم تجن شعوب هذه الدول سوي البؤس والقتل والتشريد وانهيار الأوطان في مخطط ومؤامرة مازال الطابور الخامس يطلق عليها ثورات الربيع العربي وهو بكل المقاييس مؤامرة مكتملة الأركان ساهم فيها بالتخطيط والتمويل أعداء الأمة العربية.
ثورة 25 يناير في مصر كان هدفها إسقاط الدولة الأكبر والأقوي والتي تمتلك القوة والقدرة العسكرية.. والكثرة السكانية والكلمة والتأثير في المنطقة ولم يكن أبدًا هدفها إسقاط نظام مبارك.. السؤال لمن يفهم لماذا كانت ثورات الربيع العربي في الدول العربية فقط تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن ومن قبلهم تم إسقاط العراق.. ولصالح من.. هل كانت لصالح الشعوب العربية.. هل جنت الشعوب الديمقراطية والرخاء والازدهار والنمط الغربي والأمريكي في الحياة أم حصدت الدمار والخراب والقتل والدماء والإرهاب وضياع الأوطان وفقدان الاحساس بنعمة الأمن والأمان وغرق الأطفال وانتهاك أعراض النساء بالفعل شعوب غبية لا تفرق بين الأبناء والأعداء والأصدقاء.. ترقص علي رءوس الأفاعي وتعلم أن لدغة الموت قادمة.. كيف احتفظ بأفعي في منزلي.. النهاية معروفة قتلت كل من في البيت.
ثورات الربيع العربي التي انطلقت بالخراب في 2011 تحت مسميات خادعة أحد أسباب القرار الأمريكي بنقل السفارة إلي القدس وما هو إلا محاولة لاستكمال سيناريو 2011 بتفتيت الدول العربية بعد انهاكها والنماذج موجودة وحاضرة في ليبيا وسوريا واليمن لا حول ولا قوة لهذه الدول وشعوبها بعد أن كانت تدب فيها الحياة والقوة والخير أصبحت خرابًا ودمار ودماءًا وأصبحت الديار ينعق فيها البوم بعد أن نجح الأعداء من آل صهيون في إيقاع الشعوب في الفخ المنصوب منذ عقود طويلة وذهبنا بأيدينا وبمنتهي السذاجة والهبل والعبط إلي تدمير أوطاننا فنحن أمة العرب للأسف لا نفكر "عاوزين جنازة نشبع فيها لطم".. هي بالفعل جنازات للأوطان.. ميادين عاش فيها الخونة والعملاء والطابور الخامس والإرهابيون ليالي طوال وانساقت وراءهم شعوب مخدوعة غبية تهدم وتخرب وتحرق وتفسح المجال لتجار الدين والشر وأعداء الوطن لضرب الدول لصالح كيان واحد هو الكيان الصهيوني.
هل يمكن أن يتآمر الإنسان علي أمه أو أبيه أو شقيقه.. الإجابة نعم في هذا الزمان وارد.. قطر الدليل والنموذج التي تخون كل يوم أمة العرب والتي تحتفظ بعلاقات قوية لا تربطها بالدول العربية حيث اللقاءات والمنتجعات القطرية والتنسيق علي أعلي مستوي وحتي يعلم كل المزايدين أن مصر رغم ارتباطها بمعاهدة سلام مع إسرائيل هي أقل دولة عربية تعاملًا مع تل أبيب ومواقفها واضحة وسياساتها ثابتة تعلنها في كل مكان وفي كافة المحافل الدولية.
لاشك أن الفلسطينيين أنفسهم وراء القرار الأمريكي بنقل السفارة إلي القدس.. فقد تركوا قضيتهم وتفرغوا للخلافات والانقسامات والتشرذم والعداوات في الوقت الذي كانت تحتاج فيه قضيتهم أن يكونوا علي قلب رجل واحد وبدلًا من الانتقام من عدوهم راحوا يتقاتلون ويقتلون بعضهم البعض ويستعرضون قوتهم ويلقون بعضهم البعض من فوق الأسطح وكان التشفي والانتقام هو شعارهم وبدلًا من أن توجه القوة والجهود والوحدة إلي موقف ضد إسرائيل خارت قواهم وأضاعوا طاقاتهم في خلافات داخلية بتحريض من قوي عربية مثل قطر وإقليمية مثل تركيا وإيران تتحالف مع إسرائيل وتحقيق أهدافها.
مصر سبقت الجميع ودعت جميع الأطراف الفلسطينية إلي مصالحة وأن يكون الفلسطينيون علي قلب رجل واحد وبالفعل نجحت الجهود المصرية وعادت حكومة الوفاق الفلسطينية إلي غزة وأصبحت الأمور في هذا المجال تتسارع من قبل فتح وحماس بعد القرار الأمريكي وأن يسمو الجميع علي الخلافات والصراعات والانقسامات وهو ما أدركته مصر من اللحظة الأولي ودعت إليه وتمت بوساطتها ورعايتها وهو الأمر الذي يؤكد أن القيادة المصرية علي درجة كبيرة من الوعي والضمير العربي الحي وحرصت علي لم الشمل الفلسطينية لأنهم يواجهون تحديات خطيرة ومازالت القاهرة تعمل بجهود مضنية وخلاقة لإعادة اللحمة الفلسطينية والتخندق نحو أهداف إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وأيضًا لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق.
لم يتوقف الدور المصري عند تبني المصالحة الفلسطينية بل تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني الشقيق وحده عما يحتاج من مصادر للطاقة والكهرباء والمواد والاحتياجات الأساسية وفتح معبر رفح ليكون نافذة علي قضاء حوائج الفلسطينيين في العلاج والتنقل والسفر.
أدركت مصر أيضًا أن وحدة الفلسطينيين هي اللبنة الأولي في مقاومة أطماع الدولة الصهيونية وأن جميع أبناء الشعب الفلسطيني لابد أن يكونوا علي قدر المسئولية التاريخية لاستعادة حقوقهم وفرض أمر واقع من خلال أن تكون المطالب والأهداف والكلمة واحدة.. وأن تكون أيضًا التضحيات علي الجميع.
في الوقت الذي تبذل مصر فيه جهودًا مضنية لتوحيد الصف الفلسطيني نجد أن هناك بعض القوي التي تسعي إلي تفتيت وشق الصف الفلسطيني خاصة قطر التي سعت إلي إجهاض المصالحة واستمرار حالة الانقسام والشقاق والخلاف بين الأطراف الفلسطينية بالكثير من المغريات وهو نفس الأمر الذي اتجهت فيه تركيا التي تقيم علاقات كاملة ومتكاملة مع الجانب الإسرائيلي وتتحدث بلسان وتفعل خلف الستار ما يناقض أقوالها لكنها في النهاية علي علاقة قوية وشراكة مع تل أبيب لذلك علي المواطن العربي ألا ينساق وراء الشعارات وعليه أن يدرك الحقائق ويتوقف عندها طويلًا فهناك جهود مخلصة ومتجردة وهناك أيضًا من يعمل لصالح الكيان الصهيوني مثل قطر وتركيا.
إذا كانت ثورات الخراب والخريف العربي قد أسقطت دولًا وفككت جيوشًا عربية واستنزفتها في مخطط ومرسوم لاضعاف الدول العربية وتدميرها بأيدي شعوبها والمتعاونين من أبناء هذه الدول من العملاء والخونة والطابور الخامس.. لذلك لم يبق سوي الجيش المصري العظيم بقوته وصلابته والتي سعت قوي الشر لاستدراجه لمستنقعات واستنزافه وما يحدث من إرهاب في سيناء يصب في هذا الهدف لكن بطولات وتضحيات جيش المصريين أكبر من أي إرهاب وعلينا قراءة التاريخ بشكل جيد ومتأن فالاستنزاف الذي يستهدف الجيوش ويضعفها يتلوه إجهاز مباشر علي قوة الجيوش لتحقيق الأهداف النهائية من تقسيم وتفتيت لذلك فإن الجيش المصري يدرك تمامًا مثل هذه المخططات وهو الجيش الوحيد الباقي في المنطقة وما حدث في اليمن والعراق وسوريا وليبيا خير دليل ومثال ويقيني أنه مطلوب القضاء علي الجيش وتحويله إلي ميليشيات لمواجهة الإرهاب وهو ما حدث اعتبارًا من يناير 2011 للإضرار بالدولة المصرية وإسقاطها فهو يمثل عصب الدولة المصرية والأمة العربية وعن تدخل مصر في مغامرات غير محسوبة فقد حاربت من أجل القضية الفلسطينية منذ 1948 والحروب التي تلتها هي نتاج ومحصلة للمواجهات العسكرية مع إسرائيل وخسرت المليارات وتسببت هذه الحروب في تراجع اقتصادها إلي حد كبير ومازالت تدفع ثمن هذه الحروب وتأخر مشروعها الوطني نحو البناء والتنمية والتقدم.. ومصر ستظل تدافع عن القضية الفلسطينية والعمل من أجلها علي كافة الأصعدة والمحافل الدولية والسعي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وفضح الدول التي تخالف المواثيق والأعراف الدولية وتضرب بها عرض الحائط.
الجيش المصري لديه تحديات وتهديدات ومخاطر عظيمة تتربص بمصر من كل حدب وصوب فجميع الاتجاهات الاستراتيجية لمصر تشهد تهديدات جد خطيرة بالإضافة إلي متغيرات وصراعات حادة في المنطقة لذلك مطلوب الاحتفاظ ببناء القوة والقدرة وعدم الزج بها بما يهدد أمن مصر وأمتها العربية وهناك حلول ووسائل وطرق أخري علي الصعيد الدولي ويجب أن تكون المشاركة بالتساوي والعدل ويقوم كل طرف عربي بدوره بإخلاص وصدق للنوايا وعلي العرب أولًا أن يطهروا أنفسهم ويتصدوا للدول التي تخون الأمة وتتآمر عليها مثل قطر التي تتعاون مع أمريكا وإسرائيل لتحقيق أهدافهما في المنطقة خاصة الدول العربية والإضرار بها.
الجيش المصري العظيم هو ملك شعبه يحمي أمنه وحدوده وأرضعه ويواجه تحديات وتهديدات خطيرة تواجه بقاء ووجود الوطن وسط مخططات ومؤامرات وسيناريوهات شيطانية تستهدف مصر ووجودها وتلاحمها ووحدتها لصالح الكيان الصهيوني والأطماع "الصهيو أمريكية" يجب أن ندرك اللحظة ولا نستدرج لمواجهات غير محسوبة ومخططة أن تكون فخًا لتدمير قوة بناها المصريون وقدرات تدفع بنا إلي مصاف الأقوياء وعلينا أن نقرأ التاريخ وما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي إنه كلما سعت مصر للتقدم حاولوا كسر قدميها لابد أن نحافظ علي جيش مصر العظيم لنحافظ علي مصر أولًا لأنها هي المطلوبة وهي قلب الخرشوفة التي يسعون لتدميرها لأنها تقف حجر عثرة أمام مشروعات الشيطان.. ولا أحد يزايد علي مصر التي قدمت آلاف الشهداء من أجل فلسطين والجميع بنعم بالرخاء والثراء ومصر تواجه أزمات اقتصادية طاحنة يدفع ثمنها شعبها العظيم فقد عاشت سنوات طويلة تحت اقتصاد الحرب الذي تم توجيهه للحرب مع إسرائيل من أجل القضية الفلسطينية.
لا يغيب عن عقل أي مصري مدرك وفاهم لما يراه لمصر ويخطط لها فجميع أشكال التعنت في ملف سد النهضة الاثيوبي والعراقيل التي تواجه الوصول إلي اتفاق لا يلحق الضرر علي مصر والتحريض علينا ما هو إلا وسائل لاشغال مصر الكبري والقوية بملفات وقضايا تبعدها عن باقي قضايا الأمة العربية المهمة وابرزها نقل السفارة الأمريكية إلي القدس فالهدف أبعادنا واشغالنا وأيضا الإجراءات التي استهدفت القاهرة والأمة العربية وما يحدث في دول العرب من حروب ونزاعات وصراعات داخلية.. وتدخلات اقليمية مثل إيران وتآمر قطري علي الأمة كان هدفه التمهيد لمثل هذا القرار الأمريكي فالأمة ضعفت وذهبت ريحها إلي أمور أخري تدافع عن وجودها وبقائها وانشغلت بذلك علي حساب قضاياها المهمة وفي القلب منها القضية الفلسطينية هكذا تكون اللعبة بنظرية فرق تسد ويتحقق للأمريكان والإسرائيليين ما أرادوا بفضل المؤامرة علي أمة العرب سواء من داخلها أو من قوي الشر والهيمنة في الخارج.
سد النهضة هو حلقة لاشغال مصر وأبعادها عن مواجهة قضايا الأمة العربية.. وتجنيد قطر وحكام الدوحة الخونة كان مسمارًا في نعش القدس فما يحدث في اليمن وسوريا ولييبا والعراق جاء بتواطؤ وخيانة قطرية مكشوفة ومفضوحة وهناك مواقف فيها ميوعة من بعض الأطراف العربية التي تدعي التزام الحياد والرهان علي حسابات خاسرة لذلك لا يمكن أن تترك مصر قضاياها وقضية وجودها وتدخل في مواجهات ومغامرات غير محسوبة علي الاطلاق فما حدث منذ 2011 كان عملية انهاك وتفتيت ممنهجة لاضعاف الأمة العربية.
القرار الأمريكي بنقل السفارة من تل أبيب إلي القدس كشف وفضح الجماعات الإرهابية التي تخدع الناس برفع شعارات الإسلام وعلي رأسها جماعة الإخوان الإرهابية التي خرجت من رحمها كل التنظيمات الإرهابية الأكثر خطورة وشراسة فقد وجهت هذه الجماعات نشاطاتها الإرهابية من قتل وتفجيرات وحرق وأبشع الجرائم واستهداف رجال الجيش والشرطة وأسقطت ليبيا واليمن وسوريا والعراق ودمرت جيوشها فهي تجاهد فقط لتدمير الأمة العربية وجيوشها واستهداف المساجد والكنائس.. فلم تسلم منها صلاة جمعة يؤدي الناس فيها فريضة الله رب العالمين أو كنيسة يتعبد فيها ويصلي الأخوة المسيحيين في يوم الأحد وظل أهل السبت في أمان وسلام واستقرار بعيدا عن استهداف جماعات الضلال والإرهاب الذين خانوا الله ورسوله وكانوا مجرد أدوات للأمريكان والصهاينة لإسقاط أمة العرب واستنزاف وتفكيك جيوشها ألم يكن من الأولي لهؤلاء استهداف من يحتلون الأقصي والقدس الشريف لماذا فقط توجه بنادقهم وقنابلهم وعبواتهم الناسفة للدول العربية القوية.
لقد وضحت الأمور وسقطت أقنعة الإخوان إلي الأبد وكشفت الجماعات والتنظيمات الإرهابية عن الوجه القبيح والعمالة والخيانة للإسلام واحة العرب فقد عاشوا ومازالوا مجرد مرتزقة وعملاء ومقاتلين بالوكالة لصالح المخطط الصهيو-أمريكي.. وإن جهادهم المزعوم لم يستهدف سوي الإسلام والمسلمين.. حتي أن هناك "نكتة" تقول إن عضو الإخوان سأل المرشد متي نقاتل اليهود فأجابه عندما يعتنقون الإسلام.. هدفهم تدمير دول المسلمين وإهدار ثرواتهم وتشريد شعوبهم وتفكيك جيوشهم والسؤال البسيط الساذج لصالح من كل هذا.. الإجابة أكثر بساطة بطبيعة الحال لصالح المشروع الصهيوني الذي هم جنود مرتزقة فيه.
وهل يمكن لعاقل بعد اليوم أن يصدق أو يتعاطف أو يقف علي الحياد في مواجهة تنظيم الإخوان الإرهابي الذي تحالف وتواطأ مع قوي الشر ووقع علي بيع مصر وتقسيمها.. لا تغرنكم أكاذيب الإخوان والأتراك والقطريين هم مجرد تروس وأدوات قذرة في يد أعداء هذه الأمة.
بطبيعة الحال هذه الأوقات تظهر المزايدات والشعارات الحنجورية من قبل الطابور الخامس والمرتزقة في الداخل فهي فرصة للظهور والاسترزاق والتكسب الرخيص والعمل علي خداع الناس وحشدهم لتحقيق أهداف خبيثة في التآمر علي الوطن والمزايدة عليه.. وعلي المواطن المصري أن يعي ذلك جيدًا حتي لا يقع فريسة لهؤلاء المرتزقة مثلما وقع في فخ يناير 2011 وكاد يدمر وطنه ويسقطه في مستنقع الفوضي والانفلات وبالتالي تنفيذ السيناريوهات في التقسيم والتشريد.. وعليه أيضا أن يدرك أن أكثر دولة في العالم عربية أو إسلامية تقف إلي جانب الحق الفلسطيني هي مصر وأن أقل دولة علي علاقة بإسرائيل هي مصر وهناك دول مثل قطر خونة وطابور خامس لا تعمل لمصلحة الأمة بل تخونها في وضح النهار.
تظهر عناصر الطابور الخامس في هذه اللحظات مدفوعين بأمراض نفسية وأطماع وأيضا بتحريض خارجي لمحاولة جلد الدولة المصرية التي لم تتأخر يوما عن خدمة القضية الفلسطينية ومواقفها المشرفة وتضحياتها علي مدار العقود الماضية.. وهناك عناصر تحاول أن تبدو وكأنها تبني أجندة وطنية وتوعية إسلامية وهي في الحقيقة تجارة رخيصة بمشاعر الناس وللأسف الشديد هم أهم أسباب ما وصلت إليه الأمة العربية من ضعف وترهل وتسببوا في إسقاط دول عربية وتدمير وتشريد شعوبها وتفكيك جيوشها والأيام أثبتت أن شعاراتهم مجرد ستار لإخفاء خيانتهم وعمالتهم ضد الأمة.
القرار الأمريكي بنقل السفارة من تل إبيب إلي القدس أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها طرف غير نزيه بالمرة في أي حل لمشاكل المنطقة وعلي رأسها القضية الفلسطينية وأعلنت بكل بجاحة انحيازها لإسرائيل وضرب للمعاهدات والقرارات والمواثيق الدولية عرض الحائط وبالتالي فقدت المصداقية والاحترام ولا يصلح تصديها لأي قضية بنزاهة وهو أمر بات مشكوكا فيه وأصبحت هدفا مباشرا للتنظيمات الإرهابية وضد مصالح وثوابت الشعوب العربية والإسلامية.
وكان موقف مصر واضحا وجليا تجاه قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس فقد رفض الرئيس عبدالفتاح السيسي القرار وأي آثار تترتب عليه وأنه يخالف قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالوضع القانوني لمدينة القدس وتجاهل القرار للمكانة الخاصة التي تمثلها القدس في وجدان الشعوب العربية والإسلامية وجاءت نفس المواقف سواء بيان وزارة الخارجية أو مجلس النواب أو الأزهر الشريف ترفض القرار الأمريكي وتأثيره علي السلام في المنطقة والأمن والاستقرار وحذرت من عواقبه وتداعياته الكارثية.
منذ أن تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مسئولية قيادة البلاد كرئيس لمصر أعطي للقضية الفلسطينية أولوية أولي ولم يفوت فرصة في لقاءاته مع زعماء العالم في الحديث عن حق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس وأن قضية الفلسطينيين هي قضية محورية في المنطقة تتعلق بأمنها واستقرارها وبالتالي تشكل أمرا مهما في استقرار الغرب والتصدي للإرهاب الذي يتاجر بالقضية بل وناشد الرئيس السيسي الشعب الإسرائيلي وحث قيادته بالتحرك تجاه السلام مع فلسطين وتجسد ذلك في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة في نيويورك ووجه نداء تاريخيًا للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بأهمية إيجاد حل للقضية الفلسطينية مستندا علي نجاح التجربة المصرية في السلام مطالبا بتكرارها لحل مشكلة الفلسطينيين وإيجاد دولة لهم بجانب الدولة الإسرائيلية.
قادت مصر برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي مصالحة تاريخية بين فتح وحماس عندما أعلنت الحركة في 17 سبتمبر الماضي حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة والموافقة علي إجراء انتخابات عامة في سبيل إنهاء الخلاف المستمر منذ فترة طويلة مع حركة فتح والسماح لحكومة الوفاق الوطني بممارسة مهامها في القطاع.. وأعلن الرئيس السيسي حرص مصر علي تقديم كا فة أشكال العون والمساندة لإنجاز المهمة ودعا إلي التوافق والوحدة وترتيب البيت من الداخل لتأكيد صدق توجهات الشعب الفلسطيني نحو تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة واستعادة حقوقه المشروعة.
لذلك لا أحد يزايد علي مواقف مصر التاريخية والحالية فجهودها مسخرة لخدمة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مصر وهي أساس أمن واستقرار المنطقة ولكن ما تمر به أمة العرب من نزاعات وصراعات وتآمر بعض دولها علي دول أخري أدي إلي تفريغ جزء كبير من قوة الأمة واشغالها عن قضاياها الرئيسية وأبرزها القضية الفلسطينية فقد لعبت قطر دورا قذرا في تفتيت وإسقاط ليبيا وسوريا واليمن ومولت وساهمت في محاولات إسقاط مصر والإضرار بأمنها القومي رغم أنها تدرك أن مصر هي عصب الأمة ومصدر قوتها وأن استبعاد الجيوش العربية في سوريا وليبيا واليمن من معادلة توازن القوي يصب في صالح إسرائيل إلا أنها عملت في ذلك بكل إخلاص للمشروع الصهيوني وبرعاية أمريكية وبريطانية لتقويض أمة العرب.
لذلك فإن القرار الأمريكي جاء انعكاسا لما يحدث في الأمة العربية من عدم توافق وانحراف عن مصالح الأمة وتآمر البعض عليها ومن الضروري أن يدرك ويعرف كل مصري أن بلاده لم تفرط ولم تتهاون ولم تقصر في الماضي أو الحاضر وتبذل جهودا مخلصة لخدمة الأمة العربية والقضية الفلسطينية تحديدا في الوقت الذي تتعرض فيه القاهرة لمحاولات إسقاطها وإفشالها وتآمر دول عربية عليها واستهدافها بتمويل ورعاية الإرهاب أو الوقوف ضد مصالحها التي ترتبط بأمنها القومي وحقوق ومصالح شعبها وأصبحت تواجه مخاطر وتهديدات تتعلق بوجودها لذلك من الضروري الحفاظ علي قوتها وقدرتها في الردع والدفاع عن نفسها في مواجهة هذه المخططات والمؤامرات لأن مصر هي الهدف الرئيسي وهي كما أسلفنا قلب الخرشوفة وهي الكنز الثمين للأعداء لكن إرادة شعبها وقوة جيشها ووطنية واخلاص وحنكة قيادتها تقف حائلا دون تحقيق هذه المخططات الشيطانية فلابد ألا نسمح لأحد أن يستدرجنا لمغامرات لا نريدها وتستهدفنا بشكل مباشر وعلينا أن نقرأ التاريخ جيدا ونتدبر تجربة محمد علي وجمال عبدالناصر فاليوم لدينا مشروع وطني لبناء مصر الحديثة وقدراتها في شتي المجالات ولسنا علي استعداد أن ندخل في نفق مظلم يكلفنا ثمنا باهظا بتدمير مشروعنا الوطني لوضع مصر علي الطريق الصحيح وفي المكانة اللائقة لأن أعداء مصر لا يريدون لها أن تتعافي وتتقدم لأن ذلك ضد مخططاتهم ومصالحهم.
وعي المصريين هو السلاح الفتاك في مواجهة المؤامرات والمخططات التي تستهدف الوطن حيث يعتبر الإعداء أن مصر هي الجائزة الكبري وليس تخويفا أن المقاومة صعبة ووطيس المؤامرة سوف يشتد لكننا نثق في قيادتنا السياسية وقدرتها في إدارة المعركة بحنكة وحكمة وعبقرية وأيضا علينا أن نثق في قواتنا المسلحة الباسلة ونقف خلف مصر.
الفترة القادمة وسيناريوهاتها تتمثل في إشعال غزة وضربها بقوة بعد انتفاضة فلسطينية وحملة اعتقالات إسرائيلية ولن يكون أمام الشعب الفلسطيني في غزة إلا عبور الحدود المصرية.. لتحويل الصراع إلي العرب وبطبيعة الحال التشكيك في قادتهم والإيحاء والزعم بالتواطؤ مع أمريكا وإسرائيل لخداع الشعوب العربية.. فإن فتحت مصر حدودها للأشقاء سوف يروجون أن مصر تبيع سيناء وإن أغلقت مصر حدودها واستعملت القوة المطلوبة لتأمين حدودها ومنع تسلل الإرهابيين وسط اللاجئين الفلسطينيين سوف تبدأ حملة الاتهامات لمصر وقيادتها السياسية.
هدف أعداء مصر الأساسي والرئيسي هو الإيقاع بمصر لأنها كما قلت بالنسبة لهم هي الجائزة الكبري وأشعلوا النيران في جميع اتجاهاتها الاستراتيجية في الشرق سيناء.. وفي الجنوب السودان وفي الغرب ليبيا وصولا لأثيوبيا والتعنت المدفوع من قوي الشر الخارجية أو المتواطئة من قطر وتركيا بالإضافة إلي الطابور الخامس بالداخل وعلي شبكات التواصل الاجتماعي لنشر الإحباط والكراهية ونشر الشائعات والاتهامات الباطلة المكلفين بها.
الأيام القادمة أكثر صعوبة علي مصر والسعودية والمنطقة.. والمؤامرات والمخططات تعود لحيز التنفيذ من جديد لكن الدولة المصرية وقيادتها الوطنية قادرة علي المواجهة ويبقي الرهان علي وعي المصريين وإدراكهم ورفضهم لكل دعاوي الطابور الخامس والجماعة الإرهابية ومجموعات الخونة والعملاء في الداخل والخارج.. أكرر وعي وصبر المصريين يضمن سلامة الوطن في مواجهة قوي الشر.
تحيا مصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.