توالت ردود الافعال الفرنسية المنددة بقرار الولاياتالمتحدة الانسحاب من اتفاق باريس حول المناخ الذي وقعت عليه 195 دول في عام 2015. فبعد تأكيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون انه لا مجال لاعادة التفاوض حول اتفاق باريس للمناخ في اتصال هاتفي مع نظيره الامريكي دونالد ترامب، وتأكيده انه يرتكب خطأ في حق الكوكب ودعوته لعلماء المناخ ورجال الأعمال الأمريكيين المحبطين للمجيء إلى فرنسا والعمل فيها. صرح وزير التحول البيئي والتضامن نيكولا هولو اليوم الجمعة في تصريح لاذاعة "أوروبا 1" بأن قرار الرئيس الامريكي ترامب بالانسحاب من الاتفاق يمثل رسالة من عنف لم يسبق له مثيل وإهانة للمستقبل، مؤكدا في الوقت ذاته ان هناك أمرا إيجابيا اثر هذا الإعلان وهو بدء تشكيل محور غير متوقع بين اوروبا والصين والهند وبما في ذلك داخل الولاياتالمتحدة ، كما اكد انه جار الاعداد لمبادرة فرنسية ألمانية في مجال المناخ. فيما رفض لوران فابيوس الرئيس الاسبق لمؤتمر باريس للمناخ تصريحات ترامب بأن اتفاق باريس سيكون له اثر سلبي على الاقتصاد الامريكي، مؤكدا ان فرص العمل التي ستجلبها الطاقة الخضراء ستكون اكبر بكثير من تلك التي سيتم الغاؤها في قطاعات قديمة. داعيا الى تحرك دولي للحفاظ على الاتفاق. واستبعد فابيوس ان يؤدي انسحاب واشنطن الى هدم لاتفاق باريس باعتباره كان أفضل تسوية ممكنة، مقرا في الوقت ذاته بوجود مخاطر بخروج بلدان اخرى من الاتفاق جراء الموقف الامريكي لا سيما تلك التي وقعت ولم تصدق بعد على الاتفاق مثل روسيا وتركيا، كما عبر عن قلقه من تداعيات هذا القرار على تمويل السياسات المناخية في الدول النامية. من جهته، دعا السياسي الفرنسي المدافع عن البيئة يانيك جادو النائب بالبرلمان الاوروبي على قناة "سي نيوز" اليوم الى اتخاذ تدابير عقابية اثر اعلان واشنطن بالانسحاب من الاتفاق وذلك بوقف المفاوضات حول المعاهدات العابرة للأطلسي وبفرض ضريبة الكربون. وقال:" علينا إثبات ان الاقتصاد الاوروبي يمكنه الخروج من الغاز والبترول والفحم، معتبرا انه من غير الوارد استيراد سلع أمريكية لا تطبق المعايير المفروضة على الشركات الاوروبية. وكان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند اكد أمس ان اتفاق باريس لا عودة فيه، معتبرا ان دونالد ترامب بقراره ذلك تخلى عن المستقبل، مستبعدا ان يمنع ذلك العالم من المضي قدما في كفاحه العقلاني والطوعي ضد الاحتباس الحراري. واعتبر ان القرار الامريكي لا يجب ان يتسبب في تعليق الاتفاق بل في تسريعه. من جانبها، انتقدت وزيرة البيئة السابقة سيجولين رويال الموقف الامريكي، داعية الى التصدي لقرار ترامب وإلا ستكون "جنحة ضد الانسانية اذا حقق أهدافه". وقالت رويال إن لوائح اتفاق باريس لا تسمح لدولة موقعة عليه بالانسحاب بهذه السهولة من البنود التي يتضمنها، مضيفة ان الخروج من الاتفاق يستلزم اربع سنوات وانه بعد تلك الفترة ستنتهي ولاية ترامب.