أكدت شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية، أنها نفذت العديد من المشروعات البيئية للتوافق مع القوانين والتشريعات البيئية والاشتراطات الصادرة من جهاز شئون البيئة طبقا للقانون رقم 4 لسنة 1994 وتعديلاته بالقانون رقم 9 لسنة 2009 وكذلك القانون رقم 48 لسنة 1982 وتعديلاته. وأضافت الشركة، في ردها على تقرير نشر على "صدى البلد" بعنوان: "مينة الفشل الكلوي قوص سابقا.."، أنها نفذت المرحلة الاولى والثانية من خطة توفيق الاوضاع البيئية لمصانع الشركة بالوجه القبلي عام 2015 / 2016 و2016/ 2017، وذلك تحت إشراف مركز بحوث التنمية والتخطيط التكنولوجي بجامعة القاهرة بالاشتراك معه المركز القومي للبحوث وبالتعاون والتنسيق مع جهاز شئون البيئة بالقاهرة. وتابعت: "تخضع جميع مصانع شركة السكر بمنطقة الوجة القبلي للرقابة المباشرة واللحظية من قبل وزارة الدولة لشئون البيئة، لنوعية المياه المنصرفة عن طريق رصد وقياس المؤثرات البيئية التي يتم متابعتها بالأقمار الصناعية عن طريق حساسات تم تركيبها بمعرفة وزارة الدولة لشئون البيئة ويتم إرسال بيان بتحاليل هذه المياه لوزارة الدولة لشئون البيئة على مدار 24 ساعة. وأشارت الشركة إلى قيام لجنة من وزارة البيئة برئاسة مستشار وزير البيئة بزيارة مصانع الانتاج بالوجه القبلي "كوم امبو - ادفو -ارمنت - قوص - دشنا - نجح حمادي" خلال الفترة من 1 / 3/ 2017 - 7/ 3/ 2017، وذلك لمراجعة وتقييم ما تم تنفيذه من خطط توفيق الاوضاع البيئية لكل من المرحلة الأولى والثانية لمصانع الشركة، وقد أشادت اللجنة بمستوى الاداء البيئي بجميع المصانع التي تم زيارتها وأفادت اللجنة بالتقدم الكبير الذي حدث فيما يخص نتائج تشغيل جميع المشروعات البيئية بما في ذلك ارتفاع جودة المياه المنصرفة. واوضحت الشركة أنها انشأت 9 محطات لمعالجة مياه الصرف الصناعي لمصانعها المختلفة بمنطقة الوجه القبلي ومنطقة الحوامدية وجميع المحطات تعمل بحالة جيدة وتخضع للرقابة المباشرة واليومية من قبل الفرع الإقليمي لجهاز شئون البيئة التابع له المصنع بكل مدينة أو محافظة، بالاضافة إلى انشاء 10 وحدات ابراج تبريد بالمصانع بهدف تقليل الحمل الحراري، حيث أن هذه المياه مكثفة ونظيفة وذات مواصفات أفضل من مياه نهر النيل وذلك بتكلفة استثمارية لمحطات معالجة مياه الصرف الصناعي وأبراج التبريد تقدر ب400 مليون جنيه. وأشارت الشركة أنها قامت بانشاء وحدة لتركيز الفيناس المخفف لمصانع أبو قرقاص بتكلفة استثمارية بلغت 22.250 مليون جنيه، حيث يتم استخدام الفيناس المركز كأحد مكونات الاعلاف الحيوانية، موضحة أن الشركة تقوم حاليا بتنفيذ مشروع إنشاء مجفف لتجفيف الفيناس المركز بتكلفة استثمارية 72 مليون جنيه، ومن المقرر الانتهاء منه نهاية العام الجاري. وأكدت الشركة أن مصانع شركة السكر والصناعات التكاملة المصرية غير ملوثة للبيئة وغير مسئولة عن الاصابة بمرض الفشل الكلوي بمدينة قوص، وأن الشركة حريصة على التوافق مع القوانين والتشريعات البيئية وفقا لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 وتعديالاته بقانون 9 لسنة 2009، وكذلك القانون رقم 48 لسنة 1982. وكان "صدى البلد" قد نقر تحقيقا تحت عنوان: مدينة الفشل الكلوى "قوص سابقا"..مصنعا السكر والورق يتحملان مسئولية الاصابة بالمرض.. وجمعية التنمية المجتمعية بقنا: نسعى لرعاية المصابين نفسيًا. وأشار الموقع في التحقيق إلى تزايد أعداد المصابين بمرض الفشل الكلوى بمركز قوص بمحافظة قنا، بشكل يومي، فالحالات المرضية فى ارتفاع كبير، حيث وصل عددهم حاليا إلى 215 حالة. هذا الأمر، دفع عددا كبيرا من أبناء قوص إلى تحويل نشاط جمعيتهم من الخدمات الاجتماعية إلى رعاية مرضى الفشل الكلى، وذلك فى محاولة منهم للاهتمام بالمرضى نفسيًا واجتماعيًا، وايضا تخفيف آلامهم ومساعدتهم فى تدبير نفقات العلاج. بداية المبادرة الإنسانية كانت منذ عام تقريبًا وتحديدًا فى الأول من شهر أبريل 2016، عندما قرر القائمون على جمعية التنمية للخدمات الاجتماعية بقوص والمشهرة برقم 642 لسنة 2002، إلى تحويلها إلى جمعية متخصصة فى رعاية مرضى الفشل الكلوى وأمراض الكبد، تقدم لهم الرعاية الاجتماعية والمادية "علاج- عمليات- نظارات- كشوفات مجانية"، لأنهم وفقًا لرؤية الجمعية، فئة تعانى بشدة دون أن يشعر بهم أحد، فآلامهم تتجدد مع كل جلسة غسيل، وصحتهم تتدهور مع كل جلسة وكل جرعة علاج يتناولونها. ويرفع القائمون على الجمعية شعار "الوقاية خير من العلاج"، بعمل ندوات توعية مستمرة للأصحاء لتحذيرهم من مخاطر مرض الفشل الكلوى بضرورة إجراء تحليل "الكريتانين" كل فترة للوقاية من المرض، التحرك السريع فى حالة ارتفاع نسبته فى الجسم، لأن الاكتشاف المبكر لوجود خلل فى الكلى يساهم فى العلاج وتجنب الوصول إلى مرحلة متأخرة، كما يسعون خلال الفترة القادمة إلى فتح معمل مجانى متخصص فى تحليل "الكريتانين" لأبناء مدينة قوص لتجنب الإصابة بالمرض. من جانبه، قال أحمد عبدالله على، رئيس مجلس إدارة الجمعية، ان أكبر دافع جعلنا نتجه لرعاية مرضى الفشل الكلوى، وفاة مريضة فشل كلوى لم يتمكن نجلها من تدبير نفقات علاجها، وقبل وصولنا إليها فارقت الحياه. واضاف قائلا : "كانت هذه الحالة نقطة البداية لاتخاذ خطوات حقيقية لرعاية مرضى الفشل الكلوى الذين يعانون بشدة من النفقات الباهظة للعلاج". وأوضح انه قرر أن يكون مرضى الفشل الكلوى فئة أولى بالرعاية، نرعاهم ماديًا بتوفير ما يحتاجونه من علاج لا يوفره التأمين الصحى أو العلاج على نفقة الدولة، ونرعاهم اجتماعيًا ونفسيًا، من خلال الاستعانة بعلماء الدين كل فترة لعمل ندوات تتحدث عن الابتلاء والصبر وكيفية التعامل مع المرض، كما طالبنا مستشفى قوص بتخصيص أخصائي نفسي لمتابعة المرضى أثناء عمليات الغسيل لأنهم يكون فى أشد الحاجة لمن يساعدهم على مواجهة آلامهم. واستطرد "عبد الله"، قائلا: "الأمر لا يتوقف على ما سبق، لكن نقوم بعمل رحلات ترفيهية مجانية كل فترة للمرضى فى محاولة لإخراجهم من الحالة النفسية التى يعانون منها، نتيجة تدهور صحتهم من جراء عمليات الغسيل وما تسببه من إنهاك لصحتهم". وأوضح ان مدة الرحلة يوم واحد يرافقهم خلالها طاقم تمريض للتعامل مع أى طارئ يحدث مع الحالات، إضافة لاصطحاب كمية من المحاليل والأدوية اللازمة للعلاج، وكان آخرها رحلة ترفيهية لمدينة الغردقة، ونسعى لزيادة الخدمات المقدمة لهم خلال الفترة القادمة. وأشار إلى أن مدينة قوص تعد من أكثر مدن قنا إصابة بمرض الفشل الكلوى حيث تبلغ عدد الحالات المسجلة رسميًا 215 حالة تتزايد بمتوسط 12 حالة شهريًا، ومتوسط وفاة 5 حالات، و أن من أكثر الأسباب التى أدت لانتشار المرض بين أبناء المدينة مصنعى السكر والورق، ورغم ذلك لا يقومون بدورهم تجاه المجتمع أو المرضى الذين يعانون بسبب المعالجة الخاطئة لمخرجات المصانع، وحدث عمل ايجابي مرة واحدة فقط، وهو قيام مصنع الورق بالتبرع بمبلغ 5 آلاف جنيه لصالح المرضى، ولكن هذه اللافتة الانسانية لم تتكرر مرة اخرى. كما أن التجاهل لم يقتصر على المصانع التى لم تشعر بدورها الانسانى حتى الآن، لكن هناك معاناة أخرى يعانيها المرضى مع وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى قوص المركزى، حيث لا يوجد طبيب متخصص فى الكلى أو الأوردة حتى الآن ويتم التعامل معهم من خلال طبيب باطنة، إضافة إلى أن الوحدة التى تضم 50 جهاز غسيل كلوى لا يوجد لها مشرف صيانة. وأشاد رئيس الجمعية، بدور الكثير من المتطوعين فى دعم المبادرة والجمعية لاستكمال رسالتها فى رعاية مرضى الفشل الكلوى وعلى رأسهم المهندسة سلوى القوصى التى كانت سببًا رئيسيًا ايجابيا، بالاضافة الى ان هناك ما يقرب من 50 شخصا يتعاونون مع الجمعية فى رعاية المرضى، إضافة لدور الدكتور أيمن خضارى وكيل وزارة الصحة الذى يتعامل بمرونة مع مطالب الجمعية ويحاول أن يلبى الكثير من الخدمات المجتمعية التى يطلبها المرضى. لكن كعادة أى مبادرة إنسانية تطوعية وخاصة التى تهتم بصحة الإنسان، لا تجد آذانًا صاغية من قبل المسئولين التنفيذيين، لأنهم لا يهتمون إلا بالضحايا، بعد أن يفترسهم المرض ويحولهم إلى أرقام فى نظر المسئولين، إضافة لمشاكل التمويل التى تقف حجرًا عثرًا أمام وصول المبادرة لكافة المستهدفين.