ممدوح نصيف.. هو صاحب محل البقالة في »رفح« الذي تم تهديده واطلاق النار عليه لكي يترك المدينة، نصيف رفض التهجير وبقي في "رفح" وعاد ليفتح محله الصغير ويعيش بين أهله واصدقائه من المسلمين والاقباط في هذا الجزء من وطن علّم الدنيا معني التسامح والمحبة. ما أبعد المسافة بين سلوك نصيف واخوتنا في رفح الرافضين للارهاب، وبين سلوك مسئولين في المحافظة وفي الحكومة راحوا يبررون الفضيحة بأن إخوتنا الاقباط تركوا رفح بمزاجهم »!!« او ان الحكاية هي مجرد حادث فردي ولا داعي للانزعاج »!!« او انه لا شيء قد حدث، والدنيا ربيع والوضع تحت السيطرة »!!«.. لينتهي الامر بمواجهة الحقيقة مع الاعلان عن توجيهات رئيس الجمهورية بتأمين عودة المهجرين من رفح الي مدينتهم.. ومع كل التقدير، فنحن امام مشهد جديد في حياتنا يحتاج فيه مواطن مصري الي »توجيهات الرئيس« لكي يعود الي منزله!! انها حقيقة تهربنا من مواجهتها في احداث دهشور، ثم في احداث العامرية، وكأن تجاهلها يعني انها غير موجودة، ويعفينا من التعامل الجاد لاستئصال اسبابها!! انها حقيقة تعني ان التراخي في مواجهة التطرف قد وصل بنا الي نقطة الخطر.. حيث عصابات الارهاب تعربد في سيناء، ورايات »القاعدة« ترتفع في قلب العاصمة، والهوس الديني يقتل في السويس ويهدد بالقتل في شوارع مدننا بدعوي »الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر« والسفهاء »من كل الاطراف« يملأون الفضائيات بأحاديث الفتنة، والمتنطعون يبدعون في الوقاحة وفي اصدار فتاوي التكفير ودعاوي القتل لكل من يخالفهم الرأي من المسلمين والاقباط علي حد سواء!! في مواجهة هذه المخاطر تبدو الدولة عاجزة، ويبدو البعض متواطئا لدفع الوطن نحو الكارثة، ويسعي البعض لعقد الصفقات مع الارهاب بدلا من المواجهة الحاسمة. لكن شعاع الأمل يبقي في الملايين من ابناء الوطن التي ترفض العبث بوحدتها الوطنية، والتي رأينا بعضها في سيناء تقف امام الارهاب وامام تراجع السلطة وتفكك الدولة في وقت واحد. يبقي شعاع الأمل في الملايين من ابناء الوطن التي تؤمن ان مصر لا يمكن ان تكون ابدا الدولة التي يحتاج فيها المواطن لتوجيهات »السيد الرئيس« لكي يعود الي منزله!! نقلاً عن الأخبار