سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل ينجو روحاني من مقصلة الانتخابات الرئاسية..الإحباط يسيطر على الناخب الإيراني..والرئيس في مواجهة مكتومة مع الحرس الثوري..ومخاوف من «القوى الخفية» في إيران
روحاني يخلع عمامة الرئيس لحشد مؤيديه في الانتخابات مؤسسات إيرانية تديرها "قوى خفية" تعمل ضد روحاني رئيسي "الفقير سياسيا" المرشح الأوفر للفوز بانتخابات الرئاسة الحرس الثوري ينقلب على روحاني بسبب "مكاسب اقتصادية" يتوجه الناخبون الإيرانيون يوم 19 من شهر مايو الجاري إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد في الانتخابات التي يتنافس فيها الرئيس الإيراني الحالي، حسن روحاني، ونائبه إسحق جهانغيري، بالإضافة إلى المرشح المحافظ، علي رئيسي، وهم المرشحون الأبرز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، إلى جانب المرشح مصطفى هاشمي طبا، و محمد باقر قاليباف و مصطفى مير سليم. خلال المناظرات الرئاسية، لاقى روحاني هجوما شرسا من بقية منافسيه، وتركزت الانتقادات حول فشل السياسات والبرامج الاقتصادية للحكومة، وهو جعل روحاني يفقد الكثير من رصيده في الشارع الإيراني، بحسب ما ذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية، الأمر الذي دفعه في النهاية، خلال المناظرة الثالثة إلى خلع عمامة "الرئيس" وتحدث مع منافسيه كمرشح للانتخابات لا يكتفي بالدفاع الذي أفقده الكثير من شعبيته في المناظرتين السابقتين، بل يكيل الاتهامات لمنافسيه وللدولة العميقة التي تقف خلفهم، دون أن يشير لرموزها الكبار بالاسم، بحسب صحيفة "القدس العربي". تقول قناة "فرانس 24" إن الإيرانيين جربوا المحافظين والإصلاحيين في الحكم، ولم يجدوا فارقا كبيرا، أو لم يجدوا من يلبي آمالهم وتطلعاتهم، وهو ما أصابهم بخيبة أمل، فالرئيس الإصلاحي، حسن روحاني، وعد بالكثير في مجال إطلاق سراح السجناء السياسيين دون أن ينفذ شيئا مما وعد، كما أن خطط حكومته الاقتصادية لم تسفر عن تحسن ملحوظ في مستوى معيشة الأحياء الفقيرة في إيران، والتي يعول المسؤولون كثيرا على خروج سكانها إلى صناديق الاقتراع، وأشارت القناة إلى أن " بعض السكان يتحدث عن ذكريات جيدة خلال عهد سلف روحاني، محمود أحمدي نجاد، رغم تصريحاته المثيرة للجدل التي زادت التوترات بين إيران والقوى الغربية، وأضافت "يذكر العديد من أبناء الطبقة العاملة قيام حكومته بتوزيع المعونات المالية وتنفيذ المشاريع التطويرية، على الرغم من أن ذلك تسبب في تضخم كبير أدى إلى انتشار أبنية مهجورة في طهران". تشير تطورات الأوضاع الداخلية في إيران إلى ما يشبه محاولة ناعمة لانقلاب بعض المؤسسات التي تتحكم فيها "قوى خفيه" على الرئيس الإيراني، حسن روحاني، فعلى سبيل المثال، حذفت هيئة الاذاعة والتلفزيون صورة من فيلم روحاني الدعائي، يظهر فيها وهو يصلي خلف رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الراحل، هاشمي رفسنجاني، وإلى جانبه يقف الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي الممنوع من الظهور إعلاميًا والمعزول بأمر قضائي. وكان روحاني قال في المناظرة إنه سيعمل على فك عزلة إيران داخليًاوخارجيًا، في إشارة أيضًا إلى جهوده التي تعثرت في فترة ولايته الأولى، لرفع الاقامة الجبرية عن مير حسين موسوي وزوجته، ومهدي كروبي. كما قامت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في حكومة الرئيس روحاني، بحظر كتاب يحمل اسم "آخر رئيس وزراء"، ومنعت تداوله من الأسواق وكان حقق نسبة كبيرة من المبيعات بعد يوم واحد من صدوره، وهو عن سيرة المرشح الرئاسي المعترض مير حسين موسوي المفروض عليه الإقامة الجبرية منذ فبراير 2011 ، مع زوجته الشاعرة والأستاذة الجامعية زهراء رهنورد، والمرشح المعترض الآخر لانتخابات 2009 مهدي كروبي. بحسب صحيفة "القدس العربي"، وهو ما شكل ضربة في ظهر روحاني لكافة وعودة الخاصة بالحريات الاجتماعية وتخفيف القيود وغيرها. ما حدث من هيئة الإذاعة والتليفزيون ووزارة الثقافة يسير في تناغم واضح مع الهجوم الذي تشنه مؤسسات إعلامية تابعة للحرس الثوري الإيراني على روحاني، خاصة وأنه وجه انتقادات مبطنة أكثر من مرة، للمؤسسة على تسيطر على مفاصل الدولة الإيرانية، وتتحكم في اقتصاد البلاد. يقول الباحث في الشأن الإيراني، عمرو أحمد، ل"صدى البلد" إن روحاني حظي بكثير من الانتقادات من أعلى سلطة دينية في ايران وهو المرشد على خامنئي بسبب ما وصف بانه سوء ادارة الحكومة في الملف الاقتصادي حتى ان المرشد طالب باعتماد الاقتصاد المقاوم في تصريح له نهاية مارس الماضي وانتقد فشل الحكومة في تقديم اصلاح اقتصادي. وأضاف أحمد، أن الحرس الثوري كان له موقف واضح من حكومة روحاني وهو ما ظهر في ملفين الأول الاتفاق النووي الإيراني والانفتاح على الغرب والثاني البرنامج الاقتصادي وأسباب ذاك ترجع إلى رفض الحرس أي توسع وانفتاح على العالم الغربي لانه يرى أن ذلك يتعارض مع اجندته الخاصة سواء في الداخل أو الخارج، لكنه يصدر بأن هذا الأمر يعد متناقض مع مبادئ الثورة الإيرانية، الأمر الثاني متمثل في رفض أي استثمارات خارجية حتى يظل مهيمنا على مصالحه الاقتصادية في الداخل لذلك يدعم الحرس الاقتصاد المقاوم الذي دعا إليه المرشد. وأشار أحمد إلى أن المرشح إبراهيم رئيسي له نفوذ وقوة داخل التيار المحافظ والحرس الثوري كما أن التقارير الإيرانية تصفه بأنه يعد ليصبح خليفة للمرشد على خامنئي الذي كبر في السن ويعاني من الأمراض، ناهيك عن هجوم خامنئي على حكومة روحاني، وخروج الأخير عن النص في تصريحاته الأخيرة التي تنتقد الأوضاع في البلاد. وأعرب الباحث في الشأن الإيراني عن توقعه بفوز إبراهيم رئيسي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.