* تخضع لإشراف هيئات أمريكية وتعتبر دليلاً على التدخل الخارجي في شئون مصر * تعلم الأطفال قيم المجتمع الأمريكي والانتماء للولايات المتحدة * طلابها في حالة ضياع بين مصادر الثقافة الغربية والقيم العربية الإسلامية أثارت تصريحات وزير التربية والتعليم التي قال فيها إن لديه تقارير عن وجود حالات شذوذ جنسي في 3 مدارس أجنبية الكثير من اللغط وعلامات الاستفهام، لدرجة تقدم أحد كبار المحامين ببلاغ للنائب العام ، يطالب فيه بمحاكمة الوزير بالتستر على ما لديه من معلومات.. وفتحت من جديد ملف المدارس الدولية في مصر. وتناولت دراسة علمية للدكتورة بثينة عبدالرؤوف أوضاع هذه المدارس بالشرح والتحليل. وأشارت الدراسة إلى الإختلاف بين كل من نظام التعليم الأمريكي والانجليزى والالمانى والتعليم المصري من حيث مرجعية الأهداف ويعني هذا أن هناك اختلاف في النتائج، كما أشارت إلى الاختلاف بين النسق القيمي للمجتمع المصرى والقيم السائدة بمناهج التعليم الأجنبي، مما يؤدي إلى اختلاف الشخصية المستهدفة لكل من النظامين على اعتبار أنها نتاج العملية التعليمية. وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج وأهمها: 1- تعمل هذه المدارس بشكل منفصل تماماً عن المجتمع المصري ولا تقع تحت طائلة أي قانون وإن كان هناك إشراف على المرحلة الثانوية فهو إشراف صوري، وتخضع هذه المدارس لإشراف هيئات أمريكية تطبق عليها مقياسها وأهدافها مما يمثل مظهراً من مظاهر التدخل الأجنبي في شئون داخلية للدولة، وهو ما كان سائداً قبل ثورة 23 يوليو إبان الاحتلال الإنجليزي لمصر. 2- إن دخول الأطفال في سن مبكرة إلى المدارس الأمريكية(مرحلة الحضانة) أو أي تعليم أجنبي"، يصلون إليها صغاراً جداً لم يستطيعوا بعد أن يخضعوا للهوية الثقافية لآبائهم ومجتمعهم، يدخلون إلى منظومة المدرسة يتعلمون من خلالها معايير وقيم المجتمع الأمريكي الذي يختلف بشكل أو بآخر عن المنظومة الثقافية للأسرة والمجتمع الذي ينتمون إليه، مما يؤدي إلى صراع داخل الفرد لتشكيل الهوية، وعادة ما يرفض الأطفال في هذه الفترة الانتقالية ثقافة آبائهم والمجتمع الذي يعيشون فيه ويعتنقون ثقافة المجتمع المضيف. ومن المعروف أن القيم المكتسبة في مرحلة الطفولة قيم راسخة وهي الأساس الذي يقوم عليه نسق القيم فيما بعد، وبذلك تصبح هذه المدارس مظهراً من مظاهر الاختراق للمنظومة القيمية في المجتمع المصري. 3- تسهم المدارس الأمريكية والدولية في تنمية أنماط اجتماعية جديدة تتميز بدرجة عالية من المرونة في أساليب التفكير والاتجاهات بما تتلاءم مع متطلبات العصر الحديث ومتغيراته، ولكن هذه الكفاءات من النوعية المطلوبة للسوق الدولي أو للبلد الأم. بدلاً من إنتاج كفاءات تتواءم مع الاحتياجات والموارد المتاحة للاقتصاد المصري، والذي يختلف تماماً عن الاقتصاد الأمريكي. 4- تقوم المدرسة الأمريكية بنقل ثقافة المجتمع الأمريكي مما يؤدي إلى تكوين فئات من الشباب ترتبط ارتباطا وثيقا بثقافة وافدة ويعمل ذلك على عدم وجود وحدة فى الفكر والعمل بين فئات المجتمع، مما يسهم في قلة التفاعل الاجتماعي وضعف تماسك أفراد المجتمع وارتباطهم، و يؤدي ذلك إلى تفكك النسيج الاجتماعي. 5- تسهم المناهج الأمريكية بطريقة مباشرة وطريقة غير مباشرة فى نقل وتدعيم القيم المتفق عليها في المجتمع الأمريكي، كما تؤكد على قيم الولاء والانتماء للولايات المتحدةالأمريكية. مما يؤدى إلى ضعف الانتماء والولاء للمجتمع المصرى وخلق جيل من الشباب فى حالة من الضياع الثقافى فلا هم ينتمون إلى مصادر الثقافة الأمريكية التى تشربوها فى تعليمهم ولاهم قادرون على استيعاب منابع الثقافة العربية الإسلامية المصرية ، ويؤدى ذلك إلى شعور هؤلاء الطلاب بالاغتراب عن بيئتهم ومجتمعهم،و الرغبة فى الهجرة إلى مجتمعات أخرى أو الشعور بالإحباط نتيجة لعدم القدرة على حدوث ما يريده من تغيير أو عدم القدرة على التكيف مع بيئته ومجتمعه من جهة أخرى.وينطبق ذلك على جميع المدارس الدولية ( انجليزية –المانية – كندية ). 6- تسهم المناهج الأمريكية فى تكوين طبقة متشربة بالقيم الفردية والمادية التى تميز النظام الرأسمالي الأمريكي دون الالتزام بأي قيم أخلاقية أو دينية. مما يؤدى إلى انصراف هذه الطبقة لتدعيم مكانتها ومكاسبها المادية وعدم الشعور بالمسئولية تجاه المجتمع. 7- ارتفاع مصروفات هذه المدارس يسمح لأبناء طبقة محددة من فئات المجتمع المصرى للالتحاق بهذه المدارس وهى طبقة رجال المال والأعمال والسياسة وكبار المسئولين فى السلطة، وتمثل هذه الفئات الطبقة العليا فى المجتمع ونظراً لطبيعة المجتمع المصرى فى توارث وتبادل المراكز القيادية فى كافة المجالات بين أفراد العائلة الواحدة والصحبة والشلة .. الخ، فإن أبناء هذه الطبقة من المفترض أن يكونوا قادة المستقبل فهم الصفوة المسيطرة على الأمور السياسية والاقتصادية والإعلامية مما يؤدى إلى تكريس التبعية فى ظل المتغيرات العالمية ومحاولة الهيمنة الأمريكية على دول المنطقة. 8- تعمل المدارس الأمريكية على تهميش الثقافة الوطنية واللغة القومية، وفى ذلك يشير على مدكور إلى "عندما يتعلم أبناؤنا بلغة غير العربية، فإننا ننقلهم رويداً وبالتدريج إلى منهج غير منهجنا وإلى عقيدة غير عقيدتنا وإلى تصور للكون وللإنسان والحياة غير تصورنا، اننا بذلك نجعلهم قابلين للاستلاب الثقافي والحضاري بل إننا نهيئهم للخروج على منهجنا ونظامنا الاجتماعي الذى جاء أصلاً لحمايتهم وتطويرهم وتربيتهم. 9- تعتبر المدارس الأمريكية فى مصر صورة باهته للنموذج الذى نقلت عنه حيث فقد التلاميذ القيم الإيجابية فى التعامل مع الكتاب المدرسي ،(تقوم المدارس بتوزيع ملازم لموضوعات من الكتاب ) وعدم القدرة على القيام بالأنشطة المميزة التى تربط موضوعات المنهج بالبيئة المحيطة فى المجتمع الأمريكي. فلا يستطيع الطلاب على سبيل المثال الذهاب إلى الغابات أو المعالم الطبيعية الواردة فى كثير من القصص حيث يرتبط كل منهج بالولاية التى يدرس فيها. وبذلك يفقد الطلاب القدرة على التعلم من خلال التجربة وهى أهم ما يميز التعليم الأمريكي، حيث تستخدم معظم المدارس الطرق التقليدية فى تدريس المواد والموضوعات خاصة المرتبطة بالبيئة المحلية الأمريكية، ولقد اتفق عدد من العاملين بالمدارس الأمريكية على أن المصريين أخذوا أسوء ما فى التعليم الأمريكي وتمسكوا بسلبياته المتمثلة فى المرونة الشديدة فى الدراسة ونظام الامتحان ،وسهولة الحصول على درجات مرتفعة، والحرية المطلقة للتلاميذ وعدم الالتزام بأي من قوانين وقواعد التعليم الحكومي، كما أن هناك كثيراً من المدارس الأمريكية داخل القاهرة استأجرت أماكن ضيقة ومحدودة مما لا يسمح للتلاميذ بممارسة الأنشطة الرياضية والفنية التى تمثل مناهج أساسية فى التعليم الأمريكي حيث يتم وضع الدرجات بشكل صوري.