اكتشاف حفريات حيوان مفترس عاش في مصر منذ 34 مليون عام.. بالصور

اكتشف علماء جيولوجيون حفريات نادرة ترجع إلى حيوان مفترس من الثدييات، اصطلح على تسميته «ذو الطعان» لما يتميز به من مجموعة مخيفة من الأسنان الحادة القوية، والمفاجأة أنه كان يعيش على أرض مصر منذ نحو 34 مليون عام مضت.
ووفق دراسة بحثية نشرت في 19 أبريل 2017 في مجلة «أوبن أكسس بلوس وان» الكشفية للعالم ماثيو بورثس من جامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، وإريك سيفرت من جامعة «ساوثرن كاليفورنيا»، اكتشفا أن هناك نوعا جديدا من الثدييات المنقرضة آكلة اللحوم تسمى «هاينودونتس» هاينودونتس، وقد سبق وجود الحيوانات الأرضية المفترسة الحديثة في إفريقيا التي كان يعيش على أرضها وأيضا في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية.
واصطلح على تسمية ذلك الحيوان تفصيليا أيضا، وفقا للدراسة، «ماسراسكتور نانانوبيس» ويعني مواطن الأراضي ذي الساقين والعضلات مثل روتويلر.
وبتعريب اسم «ماسراسكتور» وجد أنه يعني «القطاعة المصرية»؛ حيث إن «نانانوبيس» مشتق من أنوبيس، وهو إله مصري وفقا للعهد القديم صور برأس كلب.
في حين كان «ماسراسكتور» معروفا بالعلوم منذ عقود، إلا أن حفرا حديثا في مصر وجد العديد من الجماجم والفكوك وشظايا عظام الذراع شبه كاملة.
ويقول الباحثون إن الاكتشاف الجديد لعضو في عائلة حيوان من فصيلة «هينودونت» والتي انقرضت الآن، وهي مجموعة تشبه بشكل سطحي الحيوانات المفترسة الكبرى في أفريقيا بعد انقراض الديناصورات، كما يقول ماثيو بورثس، من جامعة أوهايو.
وأضاف «بورثس»، أحد مؤلفي الدراسة، في مقابلة مع شبكة «سي بي سي نيوز»، أن «هينودونتس» مقاربة لحجم جسم حيوان «الكركدن» أو وحيد القرن العملاق.
وقد عاش «ماسراسكتور» في مصر، والتي كانت أرضها قديما تشبه بيئة المستنقعات، بسبب وجود المياه الكثيرة والتي تشبه ايفرجليدز فلوريدا.
وقال «بورثس» إن إقليم البحر الأبيض المتوسط الواسع قسم أفريقيا في مواجهة الحدود البرية الرئيسية الأوروبية، ما أدى إلى ظهور حيوانات غريبة تطورت بمعزل عن بعضها البعض.
وتشمل بعض الأمثلة حيوانا يشبه فرس النهر والخنزير، والفيلة القديمة من فصيلة «الماماوث» التي تبدو غريبة عندما نشاهدها اليوم.
كما جاء «ماسراسكتور» على مر السنين في تطور غير متوقع.
ويضيف «بورثس»: "إنها جزء من سلالة من هياينودونتس المفترسة وكانت تتميز بأسنان يمكن أن تطحن كل من اللحوم والنباتات".
وبمقارنة أسنان «ماسراسكتور» بالحيوانات مثل الحيوانات التي تخلط مع فرائسها في طعامها ما بين الفواكه والبذور، خلصوا إلى أن تلك الفصيلة من المحتمل أن تكون من آكلات اللحوم.
كما تم العثور على بقايا الرئيسيات ذات الأسنان المميزة وعظام في موقع بمحافظة الفيوم في مصر، ما دفع الباحثين إلى الاعتقاد بأن «ماسراسكتور» ربما يكون قد سبق أسلاف القرد والبشر، جنبا إلى جنب مع الثدييات مثل «هيراكسيس» والقوارض الكبيرة.
واكتشاف الأسنان يثير تساؤلات حول مدة بقائه على المدى الطويل وانقراضه في نهاية المطاف، وعلى الرغم من كون الحيوانات المفترسة ناجحة في أن تصطاد فرائسها في أدغال مثل أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية منذ ما يقرب من 40 مليون سنة، فإنها اقتلعت في نهاية المطاف من قبل آكلة اللحوم والثدييات التي تشمل الكلاب والقطط والدببة التي احتلت مكانها اليوم.
ووفقا للدراسة، فإن أسباب انقراض ماسراسكتور هو محير بشكل كبير.