أعلن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة في العراق أنه يحقق في تقارير تشير لمقتل عشرات المدنيين قد يصل عددهم إلى 200 شخص في الغارات الأمريكية الأخيرة على مدينة الموصل التي تشهد معركة تهدف لطرد تنظيم "داعش" الإرهابي. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إنه لو تأكد سقوط المدنيين فإن تلك الغارات سيتم تصنيفها بين الضربات التي خلفت أعلى عدد قتلى من المدنيين في تاريخ سلاح الجو الأمريكي منذ غزو العراق في 2003. وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير بوقوع مدنيين في الموصل تأتي فورا بعد حادثتين في سوريا حيث يحارب التحالف الدولي أيضا تنظيم "داعش" من الجو، بعد أن أبلغ ناشطون على الأرض وسكان محليون بوقوع عشرات من المدنيين في غارات أمريكية. ورأت أن تلك الحوادث مجتمعة تثير التساؤلات حول قواعد الاشتباك التي كانت مشددة يوما ما لتقليص الخسائر البشرية من المدنيين، وإذا كانت ارتخت تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بقتال تنظيم "داعش" بشكل أكثر هجومية. وقالت الصحيفة إن مسؤولين بالجيش الأمريكي أصروا، أمس الجمعة، على أن قواعد الاشتباك لم تتغير، لكنهم اعترفوا أن الغارات الأمريكية في سورياوالعراق تم تكثيفها ضمن جهود الضغط على داعش على عدة جبهات. ونقلت عن متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية جون توماس، أن الجيش يسعى لتحديد إذا كان الانفجار في الموصل ناتجا عن غارة للتحالف أو ضربة جوية أمريكية، أم نتيجة قنبلة أو لغم وضعه عناصر تنظيم "داعش". وأضاف توماس: "أنه سؤال معقد ونحن لدينا حرفيا أناس يعملون بدون توقف خلال الليل ليفهمون الوضع"، مؤكدا أن "الانفجار والأسباب التي تقع وراءه اجتذبت الاهتمام على أعلى مستوى.. وحاليا نحن لا نعرف" من المسؤول عن ذلك الانفجار. وعلى الجانب الآخر، فإن ضباطا عراقيين قالوا إنهم يعرفون تماما ما حدث، حيث قال معن السعدي قائد بالقوات العراقية الخاصة، إن مقتل المدنيين كان نتيجة ضربة للتحالف الدولي جاءت بناء على طلب من رجاله لاستهداف قناصة "داعش" من فوق أسطح 3 منازل في حي الموصل الجديدة، مؤكدا أن القوات الخاصة لم تكن على علم أن الأدوار السفلية من المنازل كانت تعج بالمدنيين. وأضاف السعدي، حسب الصحيفة، أنه "بعد التفجير فوجئنا بالضحايا المدنيين..أنا أعتقد أنه كان فخا نصبه داعش كي نوقف عمليات القصف الجوي، ولتأليب الرأي العام ضدنا". وأشارت الصحيفة إلى أن السعدي طلب من التحالف وقف الغارات الجوية حتى يتم تقييم ما حدث ولاتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمنع وقوع المزيد من المدنيين. ونقلت الصحيفة عن ضابط آخر بالقوات العراقية الخاصة، تحدث شرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، قوله إن "هناك تراخيا ملحوظا في الالتزام بقواعد التحالف الدولي للاشتباك منذ تنصيب دونالد ترامب رئيسا"، في 20 يناير الماضي.