كتبت منذ ثلاثة أيام، فى جريدة «النهار» الكويتية، مقالاً بعنوان «أوباما يسقط فى التحرير».. المقال عبارة عن حوار بين الرئيسين، أوباما ومرسى.. الفكرة تقوم على مكالمة هاتفية متصورة، بين الرئيسين.. انتهت بأن أغلق الرئيس الأمريكى، سماعة التليفون قائلاً: المكالمة انتهت.. مرسى طلب تسليم موريس صادق.. «أوباما» رد بأنه يفضل السقوط فى الانتخابات، على أن ينتهك الحريات! حين كتبت المقال، لم أتوقع أن يكون هناك اتصال بين الرئيسين، فى اليوم التالى، لأحداث السفارة فى جاردن سيتى.. لم أتصور أن تكون المكالمة الهاتفية، غاضبة إلى هذا الحد.. الرئيس أوباما قال: مصر لا هى حليفة ولا عدوة.. هذا التصريح يكشف عن حجم الغضب.. أول خسارة دولية، لنظام حكم الرئيس مرسى.. لم أتخيل أن يفقد أوباما أعصابه، وربما أغلق الهاتف أيضاً، بعد غزوة السفارة! لا شك أن الرئيس الأمريكى، فى ورطة حقيقية.. لا يستطيع أن يتصرف مع مصر، كما يتصرف مع ليبيا مثلاً.. لا «مارينز» ولا مباحث فيدرالية.. فى المقابل «رومنى» يستغل الأزمة لمهاجمة «أوباما».. هنا أسقط فى يد أوباما.. دول الربيع العربى، تثور فى وجه أمريكا.. لو لم تتحرك مصر، ما تحرك أحد.. أول مرة نسمع صراحة، أن مصر لا هى حليف ولا عدو، مع أن مصر لم تقتل السفيرة!. منطقيًا كان ينبغى على مصر، أن تتحرى الموقف.. أن تقف بجانب أوباما، فى الانتخابات الرئاسية.. أن تقدر رد الفعل، خاصة أن الدولة الأمريكية، لم تتورط فى شىء.. معروف أنه سلوك فردى، من مصريين مهاجرين أصلاً.. لماذا أقول منطقياً كان على مصر، دعم «أوباما» فى هذه المرحلة؟.. الإجابة، لأن أوباما منحاز للعرب، منحاز لأفريقيا، منحاز للمسلمين، ومتهم بأنه مسلم أيضًا!. ليس مقبولاً مع كل حبنا للرسول، أن نقوم بغزوة السفارة.. لم نسمع أن الرسول حارب السفراء، ولا أوصى بذلك.. اقتحام السفارة لا يعبر عن سلوك مسلمين، ولا يعبر عن غيرة إسلامية.. قد يعبر عن فوضى.. مرة أخرى أصحاب الفيلم المسىء، ليسوا غير أفراد، من أقباط المهجر.. قبل كل ذلك هم مصريون.. ارتباك الإدارة الأمريكية منطقى، إذا كان هذا ما يفعله الحليف، فماذا يفعل العدو؟! فى سباق الانتخابات، كل الأسلحة مباحة.. الحرب الكلامية بين الرئيس أوباما، ومنافسه الجمهورى ميت رومنى، تشتعل بضراوة.. ما جرى فى مصر وليبيا واليمن، انتهزه «رومنى» ليكون الرئيس القادم.. اعتبر رد الفعل الأمريكى، بأنه «مخجل وشائن، وينطوى على سوء تقدير شديد، وأشبه بالاعتذار».. أوباما رد عليه، بأنه أظهر «مستوى من التهور السياسى والنفعية»! أى مرشح مكان «رومنى»، سوف يستغل ما حدث لسفارات أمريكا.. أكثر من هذا أى مرشح مصرى للرئاسة، فى المستقبل، سوف يستغل مواقف مثل هذه، ضد الرئيس مرسى.. سيعددها وينتقد تصرف الرئيس فيها.. كما أن أمريكا تحتاج إلى قيادة عظيمة، مثلما يقول «رومنى»، مصر تحتاج إلى قيادة تحسن التصرف أيضاً.. أمريكا خسرت ومصر خسرت.. خسارة مصر أكبر فى أحداث السفارة! ربما تكون «غزوة السفارة»، واحدة من الأسباب، لو خسر «أوباما»، مقعده فى البيت الأبيض.. «أوباما» لن ينسى ما جرى.. صحيح أن مصر لم تقتل السفيرة، لكن ردة الفعل فى مصر، باقتحام السفارة، شجعت من يقتحم، ويقتل ويحرق، فى بنغازى وصنعاء.. لهذا قال «أوباما»: مصر لا هى حليفة ولا صديقة.. المكالمة انتهت!. نقلا عن المصري اليوم