يعد معبد الكرنك من علامات الأقصر بروعته ومعماره الهائل الذي يحمل بصمات لعدة ملوك متعاقبين، خاصة أنه يمثل دليلا متكاملا وكتالوجا يكشف مراحل تطور الفنّ المصري القديم والهندسة المعمارية الفرعونية المميزة، خاصة أن المنطقة تضم عدة معابد أخرى بخلاف الكرنك ومن أروعها معبد"خنسو"إله القمر. وما يزيد منطقة معابد الكرنك كلها روعة أكثر عروض الصوت والضوء الساحرة التي تقام بها يوميا كل مساء، خاصة عند البحيرة المقدسة التي تنعكس علي صفحتها المعابد والأعمدة الأثرية،مما يضفي المزيد من الجمال علي حفلات الصوت والضوء. وتشغل البحيرة المقدسة وسط الفراغ الذي تحده مقصورة أمون شمالا والفناءين الأولين للمحور الفرعي غربا داخل منطقة معابد الكرنك، وعبارة عن بركة مستطيلة الشكل أبعادها 200متر في 117متر,وكانت قائمة خلال عصري "حتشبسوت"و"تحتمس الثالث"، وكان الكهنة يتطهرون بمائها عدة مرات في اليوم,ويطفو علي صفحتها المركب المقدس أثناء الاحتفالات والأعياد الدينية. وتقام عروض الصوت والضوء في معابد الكرنك بسبع لغات هي العربية والانجليزية والفرنسية والالمانية واليابانية والايطالية والاسبانية، وتشهد إقبالا كبيرا من السائحين وزوار المكان، حيث حضرت كاميرا موقع صدي البلد أحدها ورصدته علي جدران المعابد. وعروض الصوت والضوء تصاحبها موسيقي تضفي عليها إبداعا وتميزا،حيث تحكي تاريخ وسيرة الملوك الذين حكموا وسادوا العالم وقت ان كانت الاقصرة حاضرة لمصر قاطبة ومقرا لعروش ملوكها،ومشهد الأضواء المنعكسة علي صفحة البحيرة يزيد المعابد والأعمدة والتماثيل الضخمة رونقا خاصا. يذكر أنه تم اختيار الأقصر عاصمة للثقافة العربية خلال مارس الجاري، حيث تجري الاستعدادات على قدم وساق لإطلاق الفعاليات الثقافية والفنية في مدينة طيبة، قبلة السياحة والثقافة 20 مارس الحالي.