كشف الباحث الأثري عبد الرحمن أبو زيد المتخصص في اللغة المصرية القديمة أن المؤلفات العربية التي تتناول الخط الهيراطيقي نادرة، رغم أنه يمثل جانبا مهما جدا من اللغة المصرية القديمة،وتتمثل تلك الأهمية في إمدادنا بكم معلومات هائل عن الحضارة المصرية القديمة. وقال ل"صدي البلد" إن هذا دعاه للتصدي لإصدار كتاب "سمات وأسس الخط الهيراطيقي" مؤخرا، ووصفها بالمهمة الصعبة لأنها لغة توقف التعامل بها منذ زمن بعيد وهى اللغة المصرية القديمة، علاوة على أن الخط الهيراطيقى لا يأخذ نفس شهرة الهيروغليفى. وتابع: الهيراطيقي يعد من أهم خطوط اللغة المصرية القديمة، وتكمن أهميته في أنه قد سجل لنا كل ما نعرفه عن الحضارة المصرية القديمة من فكر وثقافة وعلوم بل وكافة النواحى الاجتماعية والاقتصادية والقانونية فى مصر القديمة، أى أن هذا الخط فى الحقيقة يمثل المصدر الأول لمعرفتنا بجوانب الحضارة المصرية وتقاليد المجتمع المصرى القديم وتطوره على مر العصور. وقال: بحثت كثيرا فى كل المراجع والكتب العربية والأجنبية عن ذلك الخط، لكن للأسف لا توجد مؤلفات عربية اللهم كتابين أو ثلاثة ولم تغط كل جوانب الخط الهيراطيقى،كما طالعت كل الكتب الأجنبية التى كان موضوعها الخط الهيراطيقى، ولم أجد أيضا فيها كتاب يشمل كل ما أريد أن أقدمه فى كتابى، فمنها كتاب عن العلامات وآخر عن بردية فقط، ولم أجد كتابا يحتوى على كل ما يخص الخط الهيراطيقى من العلامات وتطورها وأشكالها ومعظم البرديات التى وجدت فى تلك الفترة, وعن كتابه قال: قسمته إلى 4 أقسام رئيسية، الأول يتناول مقدمة عن اللغة المصرية القديمة وخطوطها والخط الهيراطيقى ومراحل تطوره، والأدوات اللازمة للكتابة بهذا الخط وسمات وأسس الخط الهيراطيقى والقواعد والأساليب المتبعة فى إختصار العلامات، والقسم الثانى يحتوى على أهم العلامات وتطورها خاصة مرحلة الهيراطيقية الوسيطة التى استقر بها الخط الهيراطيقى ووصل إلى أبهى صوره، وقسمت العلامات إلى ذات القيمة الصوتية الأحادية وذات القيمة الصوتية الثنائية والثلاثية، ثم أهم العلامات التى تشمل أوضاع الرجل والمرأة والعلامات التى تمثل أجزاء من جسم الإنسان والطيور. وتابع: أما القسم الثالث يحتوى على مصادر الخط الهيراطيقى منذ نشأته وحتى نهاية الأسرة 18، والتى تتمثل فى أهم وأشهر البرديات المكتوبة بالخط الهيراطيقى منذ نشأته فى بداية الأسرات وتحديدا الأسرة الأولى حتى الدولة الحديثة، التى تمثل جزءا كبيرا وهاما من التراث الأدبى، مثل نجاة الملاح والقروى الفصيح وبردية "وستكار" المعروفة بخوفو والسحرة، وبردية بريس التى تحمل نصائح الحكيم والوزير بتاح حتب والحكيم كاجمنى وبردية ايبريس الطبية وبردية ريند الحسابية. أما القسم الرابع يلقي الضوء على بعض البرديات التى قدمتها فى الفصل الثالث، وشرح وترجمة بعض النصوص التى يقوم بدراستها معظم الباحثين والدارسين للخط موضوع الكتاب، كما أضفت للكتاب ملحقا يحتوى على أهم وأشهر البرديات التى يحتاجها دارسى الخط الهيراطيقى تقع خارج الفترة الزمنية التى يتناولها الكتاب، وأنه يغطى منذ نشأة الهيراطيقية حتى نهاية الدولة الوسطى،ولا يتطرق إلى الهيراطيقية الحديثة والمتأخرة،وذلك حتى يكون الكتاب مرجعا كاملا متكاملا للباحثين والدارسين.