تعرف على موعد امتحانات الفصل الدراسي الثاني بمدارس كفر الشيخ    هالة السعيد: تنفيذ المرحلة الثانية من حياة كريمة ب150 مليار جنيه للعام المالي الجديد    الفسيخ يتخطى ال300 جنيه.. أسعار الرنجة 2024 في كارفور والمحال التجارية قبل شم النسيم    هبوط جماعي لمؤشرات البورصة في ختام تعاملات الثلاثاء    جهاز دمياط الجديدة يشن حملة لضبط وصلات مياه الشرب المخالفة    فيديو.. هروب إسرائيليين من شاطئ عكا بعد استهداف حزب الله مواقع عسكرية شمال المدينة    الغزاوي: ملف الرعاية يتصدر اهتمامات مجلس إدارة الأهلي    رسميا.. تحديد موعد نهائي كأس إنجلترا    وزير الشباب والرياضة يتفقد المدينة الشبابية بالعريش    السيطرة على حريق في مخازن أغذية وبلاستيك بالخانكة    إدارة المنيا التعليمية تعلن استعدادها لامتحانات نهاية العام    الإعدام شنقا للأب المتهم بالتعدي على ابنته والإنجاب منها في الشرقية    بدءا من اليوم.. برنامج حافل لقصور الثقافة احتفالا بعيد تحرير سيناء    استطلاع «GoDaddy»: نحو 93% من رواد الأعمال بمصر يتبنون التكنولوجيا في أعمالهم    هيئة الرقابة المالية تصدر ضوابط تسويق منتجات التأمين عبر فروع شركات الاتصالات    بقرار من الرئيس.. بدء التوقيت الصيفي الجمعة المقبلة بتقديم الساعة 60 دقيقة    بطولة أبطال الكؤوس الإفريقية.. فريق الزمالك لكرة اليد يواجه الأبيار الجزائري    سيدات سلة الأهلي يواجه مصر للتأمين في الدوري    «نجم عربي إفريقي».. الأهلي يقترب من حسم صفقة جديدة (خاص)    الحكومة: إنشاء منظومة تعليمية متكاملة لأهالي سيناء ومدن القناة    محافظ كفر الشيخ ونائبه يتفقدان مشروعات الرصف فى الشوارع | صور    بيلجورود الروسية تكشف عدد الق.تلى المدنيين في هجمات أوكرانيا منذ بدء الحرب    محافظة الجيزة تزيل سوقا عشوائيا بكفر طهرمس    وزير العدل يفتتح مؤتمر الذكاء الاصطناعي وأثره على حقوق الملكية الفكرية (صور)    مصرع سائق في حادث تصادم بسوهاج    من هم اللاعبين الرئيسيين في المحاكمة الجنائية لدونالد ترامب؟    شكسبير كلمة السر.. قصة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب    بيومي فؤاد يتذيل قائمة الإيرادات.. أسود ملون الأضعف في شباك تذاكر الأفلام (بالأرقام)    دار الإفتاء: شم النسيم عادة مصرية قديمة والاحتفال به مباح شرعًا    هل يحق للزوج التجسس على زوجته لو شك في سلوكها؟.. أمينة الفتوى تجيب    «إيني» توقع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد    نستورد 25 مليون علبة.. شعبة الأدوية تكشف تفاصيل أزمة نقص لبن الأطفال    غدا .. انطلاق قافلة طبية بقرية الفقاعى بالمنيا    هل مكملات الكالسيوم ضرورية للحامل؟- احذري أضرارها    رئيس شُعبة المصورين الصحفيين: التصوير في المدافن "مرفوض".. وغدًا سنبحث مع النقابة آليات تغطية الجنازات ومراسم العزاء    السفير طلال المطيرى: مصر تمتلك منظومة حقوقية ملهمة وذات تجارب رائدة    فرج عامر: الفار تعطل 70 دقيقة في مباراة مازيمبي والأهلي بالكونغو    «النواب» يبدأ الاستماع لبيان وزير المالية حول الموازنة العامة الجديدة    آخر تطورات الحالة الصحية ل الشناوي، وتفاصيل وعد حسام حسن لحارس الأهلي    رئيس جامعة عين شمس والسفير الفرنسي بالقاهرة يبحثان سبل التعاون    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    سقوط المتهم بالنصب على الطلاب في دورات تعليمية بسوهاج    "ضربها بمزهرية".. تفاصيل مقتل مسنة على يد سباك بالحدائق    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مناطق لحزب الله في جنوب لبنان    متحدث وزارة العمل: تعيين 14 ألف شخص من ذوي الهمم منذ بداية 2023    البرلمان يحيل 23 تقريرا من لجنة الاقتراحات والشكاوى للحكومة لتنفيذ توصياتها    تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من ارتفاع درجات الحرارة ونصائح الوقاية في ظل الأجواء الحارة    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    رئيس الأركان الإيراني: ندرس كل الاحتمالات والسيناريوهات على المستوى العملياتي    نيللي كريم تثير فضول متابعيها حول مسلسل «ب100 وش»: «العصابة رجعت»    رسولوف وهازنافيسيوس ينضمان لمسابقة مهرجان كان السينمائي    الرئيس البولندي: منفتحون على نشر أسلحة نووية على أراضينا    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 23-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية يرصد تطور الكتابة فى مصر
فى "رحلة الكتابة"..
نشر في اليوم السابع يوم 13 - 10 - 2010

صدر عن مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية، النسخة العربية من كتاب "رحلة الكتابة فى مصر"، تحرير الدكتور خالد عزب؛ مدير مركز الخطوط بالإنابة، وأحمد منصور، رئيس وحدة اللغة المصرية القديمة بالمركز، وتقديم الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية.
يضم الكتاب الذى يقع فى 195 صفحة أكثر من 18 دراسة لباحثين مصريين وأجانب، فى محاولة للكشف عن الكتابات المختلفة التى ظهرت على أرض مصر، ودراسة ظروف ظهورها واختفائها، وتقييم تأثيرها وتفاعلها مع المجتمع المحلى.
يبين الكتاب أن الكتابة على أرض مصر انقسمت إلى كتابة رئيسية، وهى الكتابات المصرية، القديمة (الهيروغليفية، والهيراطيقية، والديموطيقية، والقبطية)، والكتابة اليونانية، ثم الكتابة العربية، أو كتابات الجاليات الأجنبية التى عاشت لفترة ما على أرض الكنانة.
وفى دراسة بعنوان "بداية الكتابة فى مصر القديمة"، يشير الباحث جونتر دراير إلى أن أهم مصادر تطور الكتابة فى عصور ما قبل الأسرات هى تلك التى عُثر عليها فى مقبرة أو-ج بأبيدوس (تقريبًا 3200 قبل الميلاد) والتى تقدر بحوالى 125 آنية فخارية أو قطع تحمل بقايا كتابات بالحبر، وكذلك حوالى 160 بطاقة صغيرة للتعليق من العظام أو العاج تحمل علامات مخربشة، وتتواجد العلامات الحبرية على ما يسمى بالأوانى ذات الأيادى المموجة، والتى كانت تمتلئ بالزيت أو الدهون، وهى تتكون من علامة إلى علامتين بالحجم الكبير، تمثل نبات بالإضافة إلى حيوان، لتعطى تلك العلامات معلومات عن محتويات الإناء، ومصدره ومالكه.
وعن الكتابة واللغة فى مصر القديمة، يبين خالد داوود، أن الكتابة فى المقابر استخدمت بغرض التسمية والتعريف، وبغرض تسجيل وتدوين الطقوس التعبدية الخاصة بالملك، ولقد تطور الاحتفال بذكرى هذه الطقوس إلى نوع من التعبد، وتعتبر آثار مقابر عصر الأسرات المبكر ومعابد عصر الأسرات هى الدليل الأثرى الوحيد عليها، وتوحى بانطباع بأن الكتابة قد استخدمت فى منشآت الوادى والدلتا بشكل أكثر ندرة فى الاحتفالات الملكية.
وكانت الكتابة هى إحدى طرق إبداع وتدوين الأفكار فى شكل مادى، أو بطريقة ملموسة، وقد نقل الكُتاب والموظفون بذور المعرفة إلى أبنائهم، مما سمح بتكوين وتأسيس طبقة متميزة من الموظفين المتعلمين، وكان هنالك فارق، منذ البدايات المبكرة، بين الكتابة الهيروغليفية، والكتابة المختصرة، والكتابة الخطية الهيراطيقية، التى اُستخدمت فى الحياة اليومية على نطاق واسع.
وقد استخدمت الهيروغليفية فى تدوين اللغة المصرية القديمة من أواخر عصر الأسرات (حوالى 3400-3200 ق.م)، وحتى القرن الرابع الميلادى، ككتابة مدونة على الآثار، وبصفة رئيسية على جدران المعابد، والمقابر، والتماثيل، واللوحات، إما منقوشة أو مرسومة على الحجر، ومن أجل تلبية أغراض الحياة اليومية، استخدم خط أكثر اختصارًا من الخط الهيروغليفى وهو الخط الهيراطيقى، الذى استعمل للكتابة اليدوية على المواد الفانية والسهلة التخلص منها مثل ورق البردى، والكسرات الخزفية، والأوستراكا، والألواح الخشبية.
وتحت عنوان "المخطوطات والنقوش القبطية"، يؤكد الدكتور يوحنا نسيم يوسف أن اللغة القبطية هى اللغة المصرية القديمة فى تطورها الأخير، حيث أن القبطية كُتبت باستخدام الأبجدية اليونانية مضافًا إليها علامات إضافية من الخط الديموطيقى، ويختلف عدد هذه العلامات من لهجة إلى أخرى. وتعتبر الغالبية العظمى من مضمون المخطوطات القبطية ذات محتوى ديني، حيث احتوت هذه المخطوطات على نصوص دينية من الكتاب المقدس، وتؤرخ النصوص المبكرة بالقرن الرابع والخامس الميلاديين، ولقد جاء السواد الأعظم من المخطوطات من مصر العليا نظراً لطبيعة التربة الجافة التى استطاعت حفظ المخطوطات لفترة طويلة.
وفى دراسة عن "المخربشات المصرية القديمة"، يقول محمد شريف على إن مصر قد وُصفت بأنها "البلد الكلاسيكى للجرافيتى"، دلالة على كثرة وشيوع هذا العنصر الهام فى أرض مصر، حيث إنه منذ عصر ما قبل التاريخ تنتشر ظاهرة وجود المخربشات فى مناطق مختلفة على امتداد أرض مصر شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، وكانت تحتوى فى هذه الفترة المبكرة على تصوير أشكال فقط، ثم بدأت علامات الكتابة فى الظهور.
ويتطرق محمد شريف على إلى الكتابات السينائية أيضًا، فقد اكتسبت مجموعة النقوش والكتابات التى عثر عليها بشكل رئيسى فى شبه جزيرة سيناء، وعُرفت بالتالى باسم الكتابات السينائية أهميةً كبرى نظراً للدور الذى رأى الباحثون أنها يمكن أن تلعبه فى رسم العلاقة بين الأبجديات القديمة ومحاولة تحديد أصل الأبجديات الأحدث، بل وبالأحرى أصل أبجديات العالم أجمع قديمها وحديثها، وذلك باعتبارها واحدةً من أقدم أبجديات العالم إن لم تكن بالفعل أقدمها على الإطلاق.
وخصص صبحى يونس دراسته للنقوش الكارية فى مصر، والكاريون هم شعب هندو- أوروبى، موطنهم الأصلى هو جنوب آسيا الصغرى التى كانت آنذاك جزءًا من العالم الهيلينستى، وقد عُثر على 70% من النقوش الكارية فى العالم فى مصر، وجاءت غالبية هذه النقوش متركزة فى منطقة سقارة، الجبانة الرئيسية لمدينة منف، حيث تعتبر سقارة موطن استقرار الأقلية الكارية فى الحى الخاص بهم، وهو حى كاريكون.
ولقد شهد العقد الأخير محاولات ناجحة لقراءة النقوش الكارية، وذلك من خلال قراءة اللوحات التى تحمل نقوشًا هيروغليفية ونقوشًا كارية، مما ساهم فى التعرف على بعض القيم الصوتية للحروف، ولم يُعثر على أى من اللوحات الكارية فى مكانها الأصلى، بل أن هذه اللوحات إما أن تكون قد سبق استخدامها، وإما معدة لإعادة الاستخدام، وكان هذا الاكتشاف ذا أهمية قصوى للتأريخ لتواجد الأقلية الكارية فى منقطة سقارة، وكذلك لفك شفرة الكتابة واللغة الكارية.
وعن الكتابات الآرامية، تشير الباحثة مارجاريثا فولمر، إلى أن النصوص الآرامية عثر عليها فى مصر، وفارس، وآسيا الصغرى، وبابل، والجزيرة العربية، وفلسطين، وقد عثر على الغالبية العظمى من هذه النصوص فى مصر، حيث إنها أصبحت جزءًا من الإمبراطورية الأخميدية بعد غزو قمبيز لها فى عام 525 قبل الميلاد، كما أن سبب بقاء كميات كبيرة من الوثائق الآرامية فى مصر يعود إلى حقيقة أن البردى يستطيع البقاء فى مصر بفضل الظروف المناخية الملائمة فيها.
وقد عثر على أكثر الوثائق الآرامية أهمية وضخامة (بالأخص الخطابات، والوثائق الرسمية) فى جزيرة إلفنتين، فى محافظة أسوان، وفى هرموبوليس، وفى منف فى منطقة سقارة. لكن تم العثور فى أنحاء متفرقة من مصر على العديد من البرديات الأصغر حجمًا بالإضافة إلى كثير من النقوش، بما فيها المخربشات. ويبرهن تنوع أماكن العثور عليها بكل وضوح على انتشار استخدام الآرامية فى تلك الفترة.
وتبين دراسة الباحثة شيرين رمضان، الخاصة بالنقوش الأمهرية فى مصر، أن الأمهرية هى اللغة الرسمية لأثيوبيا، كما أن الأبجدية الأثيوبية المقطعية مشتقة من الكتابة العربية الجنوبية الصامتة (الساكنة) التى كانت مستخدمة فى الجنوب الغربى لشبه الجزيرة العربية من حوالى 1500 ق.م حتى القرن الثانى الميلادي. وقد أصبحت اللغة العربية الجنوبية السبأية هى لغة الأدب والكتابة لأثيوبيا، ولكن اللهجة الأثيوبية هى المستخدمة للتحدث، كما أن الخط السبائى قد شكل أساسيات الأثيوبية الكلاسيكية "الجعزية" الأمهرية الحديثة.
ويرجع تاريخ العلاقات الأثيوبية مع مصر ووادى النيل إلى الفراعنة، الذين بعثوا العديد من الحملات لجنوب البحر الأحمر للبحث عن الصمغ والمنتجات المحلية الأخرى، وبعد ذلك بعدة قرون، وبعد مجيء المسيحية لأثيوبيا فى بداية القرن الرابع، كانت مصر القبطية هى الأرض التى منها أخذت أثيوبيا أكثر الآباء البطاركة. ومازالت الأمهرية يتم التحدث بها وكتابتها بالخط الجعزى داخل الكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية، وفى القرن السادس تم ترجمة وإعادة نسخ قصة حياة "تكلا هيمانوت" أشهر وأهم القديسين (سياسياً و دينياً) من اللغة الأثيوبية للعربية.
ويكشف الدكتور خالد عزب فى الكتاب عن تطور الكتابات العربية فى مصر، فقد استخدم المسلمون منذ مطلع التاريخ الإسلامى نوعين من الخط يمثلان الأسلوبين الرئيسيين للخط العربي، هما الخط الجاف الذى عرف بالكوفى ذى الحروف المستقيمة والزوايا القائمة والحادة، والخط اللين ومنه النسخ المرن ذى الحروف المقوسة والمستديرة، وشهد كل منهما مراحل عديدة من التطور والابتكار. ويعتبر خط الثلث من أهم الخطوط التى تميزت بها مصر وعُرف خطاطوها بإتقانه، وهو ذو مدات أو سيقان طويلة مستقيمة، وهكذا تميز فى العصر المملوكي، بينما حمل العصر العثمانى معه إلى مصر، بوادر مزاحمة اللغة التركية للعربية سواءً فى المكاتبات الرسمية، أو فى النصوص المسجلة على العمائر أو التحف التطبيقية.
ويضم "رحلة الكتابة فى مصر" مجموعة أخرى متنوعة من الدراسات حول رحلة الكتابة فى مصر، ومنها "محاولات العرب لفك رموز الخط المصرى القديم فى القرون الوسطى"، لعكاشة الدالي، و"اكتشاف ونشر حجر رشيد" لشيرين رمضان، و"الكتابات والنقوش المسمارية" لناصر مكاوي، و"النقوش اليونانية فى مصر" لمحمود إبراهيم السعدني، و"النقوش والكتابات العبرية فى مصر" لماثيو مارتن، و"النقوش المروية فى مصر، لأحمد منصور، و"الكتابات السريانية والكتابات ذات الصلة فى مصر"، للوكاس رومباى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.