قال الشيخ أحمد صبري الداعية الإسلامي، إن علامات الساعة الصغرى خروج المهدي آخر الزمان، يملأ الأرض عدلًا، كما ملئت جورًا وظلمًا، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويفيض المال. واستشهد «صبري» خلال لقائه ببرنامج «منهج حياة» بما رواه أبو داود (4282) - واللفظ له -، والترمذي (2230) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي - أَوْ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِي - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا، وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا» مشيرًا إلى أنه اسمه سيكون «محمد بن عبد الله» وهو من ولد السيدة فاطمة -رضي الله عنها- ابنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن نسل الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-. ونوه بأن الله سيصلح حال «المهدي» في ليلة واحدة وقيل ساعة، موضحا أن معنى يصلح أي: يدله الله تعالى على مؤهلات ما يقود بها الأمة في ليلة، أو أن ينشر الله تعالى أمره في العالم في ساعة ويكون ذلك سهلًا نظرًا لانتشار التكنولوجيا الحديثة، منوهًا بأن البعض يفسر خطأ بأن المقصود من صلاح المهدي أي صلاح أخلاقه، مشددًا على أنه سيكون فقيهاً عالمًا بالشريعة الإسلامية ومطبقًا لها. واستند إلى ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/75/ الرسالة )، وابن ماجة في سننه (5/541) بشار ) وغيرهما من طرق عن ياسين العجلي عن إبراهيم بن محمد الحنفية عن أبيه عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ». وجاء في تفسير ابن كثير: «أن معناه واضح، وهو أن المهدي يتفضل الله عليه بتعليمه وإرشاده وتوفيقه ويتوب عليه في ليلة، وفيه وجه آخر، وقال القاري: يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ أَيْ: يُصْلِحُ أَمْرَهُ وَيَرْفَعُ قَدْرَهُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، حَيْثُ يَتَّفِقُ عَلَى خِلَافَتِهِ أَهْلُ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ فِيهَا». وأكد أنه وردت أحاديث صحيحة بشأن المهدي، وأنه من أشراط الساعة، وأنه يملأ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا، وقد بين بعض هذه الأحاديث اسمه ونسبه، فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تذهب - أو لا تنقضي - الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي». أخرجه أحمد. وأشار إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصف المهدي في الحديث الصحيح: «المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت جورًا، يملك سبع سنين» رواه أبو داود والحاكم، موضحًا أن أجلى الجبهة أي عريضة، وأقنى الأنف أي مرتفع قصبة الأنف مع احديداب فيها، وقال الجوهري: القنى هو احديداب في الأنف، وقال ابن الأثير: القنى في الأنف طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه. وقال ابن منظور في لسان العرب: الأقنى من الأنوف هو الذي في أعلاه ارتفاع بين القصبة والمارن من غير قبح. ونبه على أن المهدي سيخرج من الشرق من خرسان ولن يباع نفسه، ولكن الناس ستبايعه بمكة بين الركن ومقام إبراهيم عليه السلام-، ويكون ذلك في آخر الزمان قرب خروج الدجال وقرب نزول عيسى عند اختلاف يقع بين الناس، فيخرج المهدي ويبايع ويقيم العدل بين الناس سبع سنوات، وينزل في وقته عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، هذا جاءت به الأحاديث الكثيرة. وألمح إلى أن المهدي المنتظر الذي جاءت به الأحاديث الصحيحة فإنه من بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد فاطمة رضي الله عنها واسمه كاسم النبي صلى الله عليه وسلم: محمد وأبوه عبد الله، هذا حق وجاءت به الأحاديث الصحيحة وسيقع في آخر الزمان، ويحصل بسبب خروجه وبيعته مصالح للمسلمين من إقامة العدل ونشر الشريعة وإزالة الظلم عن الناس.