خرج علينا المدعو محمد عبد الله نصر و المعروف بالشيخ ميزو بادعاء المهدية ليثبت أن أي شخص من الممكن أن يدعي المهدية ولا يستطيع أحد تكذيبه فبالتالي يكون أمر المهدية خرافة من الخرافات،التي يتعلق بها الناس لتغيير الواقع الأليم المحيط بالمسلمين . و الحقيقة أن هذا الكلام يدل إما على الجهل الشديد بأمارات المهدي،أو يدل على التغافل المقصود عنها تلبيسا على الناس في أمر من عقيدتنا و من أشراط الساعة ،دلت عليه السنن و الآثار الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام و أقوال أهل العلم المعتبرين ، وفيما يلي ننقل من كتاب "المهدي" لشيخنا العلامة د.محمد إسماعيل المقدم بشيء من التصرف و الاختصار،و من أراد التبحر في هذه المسألة ففي هذا الكتاب المبارك غنية كما هي عادة الشيخ المقدم –حفظه الله- مجمل عام لصفات المهدي،كما جاءت في الأحاديث : اسمه محمد بن عبد الله ،من أهل بيت النبي – صلى الله عليه و سلم - ،من ولد فاطمة –رضي الله عنها- ،أجلى الجبهة ،أقنى الأنف ، يُصلحه الله في ليلة ، تُملأ الأرض قبل خلافته ظلما و جَورا،فيملؤها بعد خلافته قسطا و عدلا ، و ذلك في آخر الزمان. يملك سبع سنين ،يسقيه الله الغيث ، و تُخرج الأرض نباتها ، و تكثر الماشية ،و تعظم الأمة، و تنعم في عهده نعمة لم تنعمها قط ،يُعطي المال صَحاحا ، و يَحثيه حثيا ،لا يعده عدا. ينزل عيسى ابن مريم فيصلي وراءه ؛ مما يستلزم أن يكون المهدي معاصرا خروج الدجال ؛ لأن عيسى – عليه السلام – يقتله بعد نزوله من السماء. جملة أحاديث فيها التصريح بلقب المهدي: 1-عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه-:قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم - :"يخرج في آخر أمتي المهدي ، يسقيه الله الغيث ، و تخرج الأرض نباتها ، و يُعطى المال صحاحا ، و تكثر الماشية ، و تعظم الأمة ، و يعيش سبعا أو ثمانية" (أخرجه الحاكم في المستدرك و صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 711) و السبعة و الثمانية أي:حججا. 2- و عنه- رضي الله عنه - :قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم - :"لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما و عدوانا ، قال :ثم يخرج رجل من عترتي – أو من أهل بيتي - ،يملؤها قسطا و عدلا ، كما ملئت ظلما و عدوانا " ( رواه الإمام أحمد و حكم الألباني بتواتره في السلسلة الصحيحة (1529)) 3- و عنه أيضا – رضي الله عنه - :قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم - :"المهدي مني ، أجلى الجبهة ، و أقنى الأنف ‘ يملأ الأرض قسطا و عدلا ، كما ملئت ظلما و جَورا ، و يملك سبع سنين " (رواه أبو داود و قال الألباني في "تخريج المشكاة " : "إسناده حسن" (3/1501)و كذا قال في "صحيح الجامع الصغير" (6/22) ،(6612) 4-عن علي – رضي الله عنه - :قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : "المهدي منا أهل البيت ، يصلحه الله في ليلة " (أخرجه ابن ماجه و الإمام أحمد و صححه الألباني في "صحيح الجامع " (6611) و "السلسلة الصحيحة" (2371)) 5-عن جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - :"ينزل عيسى ابن مريم ،فيقول أميرُهم المهديُّ : "تعال، صل بنا " فيقول : " لا ؛ إن بعضهم أمير بعض ، تكرمة الله هذه الأمة " (أخرجه أبو نعيم في "أخبار المهدي" و ذكره السيوطي في "العرف الوري" و قال الإمام ابن قيم الجوزية في "المنار المنيف" ص(147،148) : "و هذا إسناد جيد". ذكر أحاديث فيها صفة المهدي و بعض أحواله : منها: 6- عن ابن مسعود – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه و سلم – أنه قال :" لو لم يبق من الدنيا إلا يوم ، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني – او من أهل بيتي – يواطىء اسمه اسمي ، و اسم أبيه اسم أبي " (رواه أبو داوود (4282) في المهدي ، و الترمذي (2231) ،(2232) في الفتن و أشار إلى صحته ابن القيم في "المنار المنيف " ص (84) و صححه شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية" (8/254) و حسن إسناده الألباني في "تخريج أحاديث المشكاة" (3/24)(5452) سرد أسماء الصحابة – رضي الله عنهم – الذين رووا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أحديث المهدي: عثمان و علي و طلحة و عبد الرحمن بن عوف و الحسين و أم سلمة و أم حبيبة و ابن مسعود و ابن عباس و ابن عمر و عبد الله بن عمرو و أبو سعيد الخدري و جابر و أبو هريرة و أنس و عمار و عوف بن مالك و ثوبان و قرة بن إياس و علي الهلالي و حذيفة و عبد الله بن الحارث و عمران بن حصين و أبو الطفيل و جابر بن ماجد الصدفي و أبو أيوب و أبو أمامة و العباس و تميم الداري و عائشة و عمرو بن مرة الجهني. رضي الله عنهم و عن سائر الصحابة أجمعين
من العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي: سفيان الثوري و أبو داود صاحب "السنن" و الترمذي صاحب "الجامع"، والبربهاري صاحب شرح "السنة" و الخطابي صاحب "معالم السنن" ،والبيهقي و ابن العربي و القاضي عياض و السهيلي و ابن الجوزي و ابن الأثير، والحافظ المنذري و الإمام القرطبي المفسر و شيخ الإسلام ابن تيمية و المزي و الذهبي، وابن قيم الجوزية و ابن كثير و الهيثمي و ابن حجر و السخاوي و السيوطي، والهيتمي و علي القاري و المناوي و مرعي بن يوسف الحنبلي و البرزنجي و الزرقاني والسندي و الصنعاني و السفاريني و شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشوكاني و محمد صديق خان و المباركفوري و محمد الخضر حسين، و محمد الأمين الشنقيطي و أحمد شاكر و الألباني و ابن باز و أبو شهبة و حمود التويجري، وعبد المحسن العباد البدر و غيرهم كثيرون.
علماء أفردوا آحاديث المهدي بالتصنيف : نعيم بن حماد في "الفتن" و السجستاني في سننه و ابن أبي خيثمة و أبو الحسين المنادي و أبو نعيم الأصبهاني في"صفة المهدي" و جلال الدين يوسف بن يحي الشافعي في "عقد الدرر في أخبار المنتظر" و ابن كثير في "الفتن و الملاحم" و أبو زرعة و الحافظ السخاوي في "ارتقاء الغرف" و ابن بريدة في "العواصم عن الفتن القواصم" و السيوطي في "العرف الوردي في أخبار المهدي " و ابن حجر الهيتمي في "القول المنتظر في علامات المهدي المنتظر" والمتقي الهندي في "البرهان في علامات آخر الزمان" و علي القاري الهروي في "المشرب الوردي في مذهب المهدي"،مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي في "فوائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر" و البرزنجي في "الإشاعة لأشراط الساعة"،و الصنعاني و أبو العلاء العراقي الحسيني‘والسفاريني في "البحور الزاخرة من علوم الآخرة" و الشوكاني في "التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر و الدجال و المسيح"، وصديق حسن خان في "الإذاعة" و محمد حبيب الله الشنقيطي في "الجواب المقنع المحرر في أخبار عيسى و المهدي المنتظر" و منصور علي ناصف في "التاج" و أحمد بن محمد بن الصديق في "إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون" و محمد بن مانع في "تحديق النظر في أخبار الإمام المنتظر"، والعباد البدر في "الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة عن المهدي"و حمود التويجري في "الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر" و عبد العليم البستوي في "الآحاديث الواردة في شأن المهدي في ميزان الجرح و التعديل" و أبو الفضل عبد الله بن الصديق في "المهدي المنتظر" و حامد ليمود في "سيد البشر يتحدث عن المهدي المنتظر". نصوص بعض أهل اعلم في إثبات حقيقة المهدي: 1- قال الإمام القرطبي المفسر الشهير في كتابه "التذكرة في أحوال الموتى و أمور الآخرة" ،أثناء نقده حديث "و لا مهدي إلا عيسى ابن مريم" :"منقطع ، و الأحاديث عن النبي صلى الله عليه و سلم في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة 0ثابتة ،و أصح من هذا الحديث ؛فالحكم بها دونه" (التذكرة 2/723) 2- و قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في "منهاج النبوة" : " الأحاديث التي يُحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة ، رواها أبو داود و الترمذي و أحمد و غيرهم من حديث ابن مسعود و غيره" (منهاج السنة النبوية 8/254) 3- و قال الإمام المحقق ابن قيم الجوزية في "المنار" بعد أن ذكر أحاديث في شأن المهدي:"و هذه الأحاديث أربعة أقسام : صحاح و حسان و غرائب و موضوعة " (المنار 151) 4- و قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله – في "نهاية البداية و النهاية" : "فصل في ذكر المهدي الذي يكون في آخر الزمان ؛ و هو أحد الخلفاء الراشدين و الأئمة المهديين و ليس بالمنتظر، الذي تزعم الروافض ،وترتجي ظهوره من سرادب سمرا ؛ فإن ذلك ما لا حقيقة له ، و لا عين و لا أثر ، أما ما سنذكره فقد نطقت به الأحاديث المروية عن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أنه يكون في آخر الدهر، و أظن ظهوره يكون قبل نزول عيسى ابن مريم كما دلت على ذلك الأحاديث" (نهاية البداية و النهاية 1/37) 5- و قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" : " و قد أخرج ابن ماجه عن ثوبان رفعه ، قال : (يقتتل عند كنزكم ثلاثة ،كلهم ابن خليفة) فذكر الحديث في المهدي ، فهذا إن كان المراد بالكنز فيه الكنز الذي في حديث الباب دل على أنه إنما يقع عند ظهور المهدي؛ و ذلك قبل نزول عيسى ، و قبل خروج النار جزما ، و الله أعلم "(فتح الباري 13/81) 6- قال الإمام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- : " و قد ورد ما يدل على أن المهدي من ذرية الحسن – رضي الله عنه – كما رواه أبو داود و غيره " ( رسالة في الرد على الرافضة ص 29) 7- قال الشيخ ابن باز -حمه الله - :" أما إنكار المهدي المنتظر بالكلية كما زعم ذلك بعض المتأخرين فهو قول باطل; لأن أحاديث خروجه في آخر الزمان، وأنه يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا، قد تواترت تواترا معنويا وكثرت جدا، واستفاضت، كما صرح بذلك جماعة من العلماء, منهم أبو الحسن الآبري السجستاني من علماء القرن الرابع, والعلامة السفاريني، والعلامة الشوكاني وغيرهم, وهو كالإجماع من أهل العلم"( جريدة عكاظ 18 محرم 1400 ه) ضوابط الحكم على مدعي المهدية : 1-يجب التفريق في مسألة المهدي بين تصديق خبر الصادق المصدوق – صلى الله عليه و سلم – بشأن المهدي – و هذا واجب على كل مسلم – و بين الحكم على فلان انه المهدي على سبيل التعيين-وهذا غير ملزم لكل مسلم- إلا أن يأتي دليل قاطع على تعيينه. 2-جميع علامات المهدي إنما تعرف من خلال أخبار الوحي المعصوم إلى النبي-صلى الله عليه و سلم – و لا حجة في أي مصدر آخر ،سواء أكان الأحاديث و الآثار الضعيفة و الموضوعة ، أو الرؤى المنامية ، أو الكشف أو الإلهام ، أو ادعاء لقيا النبي – صلى الله عليه و سلم – يقظة بعد وفاته أو لقيا الخضر – عليه السلام – أو الأولياء ....إلخ. 3- لما كان المهدي مجددا من المجددين ؛ لزم أن يكون مستقيما على منهاج النبوة ، متمسكا بالعقيدة السلفية ، بريئا من البدع الردية ، و إلا فإن فاقد الشيء لا يعطيه. 4-ليس في الأحاديث الثابتة ما يدل على أن المهدي سوف يطالب الناس بالإقرار بمهديته ، أو يمتحنهم على ذلك و يقهرهم ، فضلا عن تكفيرهم ، و استباحة دمائهم. 5- إن علامات المهدي المبشر به نوعان : الاول : أمارات متشابهة : و هي الصفات المشتبهة المشتركة القابلة للتكرار،في غير المهدي الحقيقي فيمكن أن يتصف بها بعض الناس فعلا ، أو يتكلف الاتصاف بها ، و هذه العلامات – و إن اجتمعت كلها في شخص ما - ؛ فإنها لا تكفي لإثبات أنه صادق في دعواه المهدية، حتى ينضم إليها : النوع الثاني: و هو الأدلة المحكمة القاطعة بأن فلانا بعينه هو المهدي المنتظر ، و هي العلامات غير القابلة للتكرار مع غير المهدي الحقيقي و لا يستطيع مدعي المهدية أن يفتعلها ، أو يتكلف إيجادها ، أو يدعي أنها وقعت بالفعل ، و هي نزول عيسى ابن مريم – عليه السلام – في زمانه من السماء ، و اجتماعه به ، و صلاته – عليه السلام – أول نزوله – خلف المهدي ، ثم قتله الدجال. انتهى النقل باختصار و تصرف من كتاب "المهدي" للشيخ المقدم – حفظه الله – و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين كتبه/م.هيثم مجدي الحداد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.