قال الشيخ نشأت زارع إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بمحافظة الدقهلية فى خطبة اليوم الموحدة بعنوان "الحقوق المتكافئة فى خطبة الوداع" إنه فى العام العاشر من الهجرة ودع الرسول صلى الله عليه وسلم الأمة فى لقاء تاريخى يضع لهم خلاصة تجاربه فى الحياة ويعطيهم مفاتيح الدنيا والاخرة فى وثيقة تعد اعظم وثيقة حقوق انسان فى تاريخ البشرية. وتابع: "فى هذا اللقاء بين الأمة ورسولها ثار على الجهل والظلم والاستغلال والعنف والعصبية والطائفية والقبلية والمذهبية وتحدث النبي بكلمات موجزة ولكنها تحتاج إلى مجلدات لتفصيلها منها ما قاله عن أمور الجاهلية ووضعه تحت قدمه فى التراب .. "ألا وإن كل شيء من أمور الجاهلية موضوع تحت قدمي " وأمور الجاهلية كانت الربا والاستغلال والحروب الأهلية والعصبية والقبلية وقال لهم ايضا :"لاترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض". وواصل قائلا: "كما قال الرسول الكريم ان الكفر الحقيقي هو ان يضرب المسلمون رقاب بعض، وها نحن اليوم نري بحارا من الدماء في بلاد المسلمين علي ايدي بعضهم دون ان يتدخل العدو فضاعت بلاد وشردت عباد لان المسلمين لم يستجيبوا لتعليمات الرسول وهانت عليهم الدماء فاصبحت ماء وخربوا اوطانهم لصراعات سياسيه وخدمه مجانيه للاعداء ،ثم لم ينسي اهم القضايا وثوابت استقرار اى امة على ظهر كوكب الارض قضية الدماء والاموال والأعراض " ان دماؤكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى عامكم هذا" وراينا حرب البسوس مرة ثانية ولم ننتبه الى تحذير النبى فى حجة الوداع لنا من الفرقة والتنازع والتشرذم ومن الطائفية والمذهبية والعصبية . وأضاف زارع :" ان النظرة الصحيحة للإسلام أنك لاتعادى احدا بسبب عقيدته او مذهبه او جنسه وانما اختلاف العقائد للتعارف وللتكامل وللتعايش وتبادل المنافع وليس للعداء والكراهية والنظرة الصحيحة ايضا ان البشرية باكملها بينهم قاسم مشترك إنهم أولاد أبا واحدا كلكم لآدم وآدم من تراب فلا يصح العداء بينهم ولكن التعاون والتعايش والتكامل لعمارة الأرض وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان فى الحج تذوب الفوارق وتتلاشي العصبيات والقبليات فلامذهبية ولا طائفية فالكل ينادى نداء واحدا لبيك اللهم لبيك وهذا درس لنا ان جميعا ان نبتعد عن هذه الامراض التى تدمر البلاد والعباد وهى محرقة الاوطان وامراض الجاهلية القديمة الولاء للقبيلة والعرق والجنس وللعصبيات والحزبية ولكن الشعار الوحيد ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون . واختتم قائلا :"لم ينسي رسولنا الكريم نصف المجتمع الا وهى المرأة فهو يودع الامة قائلا فى خطبة الوداع: "استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عندكم عوان، لا يملكن لأنفسهن شيئًا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاعقلوا أيها الناس قولي " والحكمة من تخصيص النبي المرأة بالذكر بسبب ان المسلمين لا يزالون قريبى عهد بالجاهلية وتقاليدها التي كانت المرأة تورث ولاترث وخوفا من تأثير تلك التقاليد على معاملة الأزواج لزوجاتهم أكد النبي ما لها من حقوق وما عليها من واجبات وأوصى بها خيرا نبذا للجاهلية وتقاليدها الجائرة وتذكيرا بأهمية اتباع تعاليم الشرع. ً