* خبراء: * مدير إحدى وكالات الدعاية: إعلانات "الأثرياء" تعرض المضمون بكوميديا لتحقق الانتشار * سعيد صادق: إعلانات "الثراء الفاحش" تخلق الحقد الطبقي وتزيد "المهمشين" مستقبلا * خبيرة رأي عام تطالب بتخصيص "نسبة" للفقراء من مكاسب الإعلانات * رشاد عبده: القنوات الفضائية مسئولة عن تخصيص جزء للفقراء من أرباح الإعلانات "أتبرع عشان 3 مليون مصري يشتروا أكل ويفطروا رمضان".. "احنا 3 إخوات وبابا مات وسابلنا فيلا بجنينة واحدة بس".. هذه هى ملخص بسيط لمجمل إعلانات رمضان التي تعرض على شاشات التليفزيون، منها ما يخاطب الطبقة المخملية في المجتمع المصري، ومنها ما يخاطب البسطاء من أجل التبرع لمن هم أشد فقرًا، ذلك الأمر الذي أثار سخرية وسخط الكثيرين على مواقع لتواصل الاجتماعي. هذه الإعلانات خاصة "المستفزة" لمشاعر الطبقة المتوسطة والفقيرة التي ينتمي إليهما معظم المصريين، طرحت العديد من الأسئلة منها بماذا تؤثر تلك الإعلانات على نفوس المشاهدين، السطور القادمة تجيب عن تلك التساؤلات. * الهدف التجاري يغلب: في هذا الصدد، قال ياسر حسان، مدير إحدى الوكالات الإعلانية، إن لكل إعلان شريحة معينة يخاطبها ولا يمكن أن تتوجه جميع الإعلانات لفئة بعينها في المجتمع، مشيرًا إلى أن لكل إعلان هدف واحد وهو تحقيق أعلى ربح وأكبر عائد وأعلى مشاهدة. وأضاف "حسان"، في تصريحات ل"صدى البلد"، أن هناك بعض الإعلانات تخاطب الطبقة الثرية تستند على عرض المضمون بشكل كوميدي بحت حتى ينتشر الإعلان في المجتمع، ومنه يتحقق الربح والترويج للمشروع المراد تسويقه. وتابع: "إعلانات التبرعات وغيرها من الإعلانات تكون متواجدة طيلة العام، ولكن تكثر في رمضان من أجل فضل الشهر، وحب الأشخاص لفعل الخير في هذا التوقيت". كما أكد أن جميع الإعلانات تحقق أرباحا، ولكن تعتمد على فكرة الترويج لها وكيف ستنتشر وسط رواد التواصل الاجتماعي. * إعلانات تخلق الحقد الطبقي: قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إن الإعلانات المستفزة والتي تعلن على شاشات التلفاز وتخاطب الطبقة الثرية تعرض طيلة العام على الشاشات، ولكن تكثر في شهر رمضان لجذب مشاهدين. وأضاف "صادق"، في تصريح ل"صدى البلد"، أن الإعلانات المخاطبة للطبقة الثرية تخلق الحقد الطبقي في نفوس البسطاء، ولكن لا تصل إلى حد ارتكاب الجريمة، أيضًا تعمق الفجوة الطبقية بين أبناء المجتمع الواحد. وأشار إلى أن التجمعات السكنية الجديدة أصبحت تفصل المجتمع وفقًا للمستوى المادي والثقافي، وهذا سيؤثر بشكل سلبي على المدى البعيد في ظهور مهمشين أكثر. * حتى إعلانات التبرعات مكلفة! أكدت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا وخبيرة الرأي العام، أن بعض الإعلانات التجارية تستفز المشاهد ولا تراعي من هم تحت خط الفقر، مشيرة إلى أن هناك إعلانات تتوجه لطبقة الغنى الفاحش، وأخرى من أجل التبرع للفقراء وتطوير العشوائيات وجمع الأموال من أجل إفطار من لا مال له. وقالت "عبد المجيد"، في تصريحات ل"صدى البلد"، إن هذه الإعلانات مكلفة جدًا بما فيها التي تطلب تبرعات تتكلف مبالغ باهظة، مطالبة بتخصيص جزء من جميع الإعلانات للفقراء في مصر حتى لا يشعرون بعدم الرغبة بهم في بلادهم. وأضافت: "العملية الإعلانية تحتاج إلى مراجعة بشكل عاجل حتى تراعي ذوقيات المشاهد والمستويات المتفاوتة في مصر، فضلًا عن أن تلك الإعلانات الموجود حاليًا تبني ألف سور بين أفراد الوطن الواحد". * كيف يتم تخصيص جزء من الإعلانات للمحتاجين من جانبه، قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن فكرة تخصيص جزء من أرباح الإعلانات للفقراء سيصاحبها ارتفاع في أسعار السلع المعلن عنها، وكذلك زيادة الضرائب كونه سيرفع تكلفة وقيمة الإعلان، وقد تلجأ الشركة صاحبة الإعلان لإلغاء فكرة الإعلان أو الترويج عن مشروعها. وأوضح "عبده"، في تصريحات ل"صدى البلد"، أنه من الممكن أن تتكاتف القنوات التليفزيونية وتخصص جزءًا من أرباحها من الإعلانات، وإنشاء صندوق خاص بالمؤسسات الإعلامية على غرار "تحيا مصر"، حتى يستفيد منه كل من هو تحت خط الفقر. كما أشار إلى هذا العمل سيقلل ولو بحد بسيط من الفقر في مصر، ما يدل على التكافل الاجتماعي.