المنافسة تحتد بين الأعلانات في رمضان هذا العام و التي تستغل نسبة المشاهدة العاليه للمسلسلات للحصول على إنتشار أكبر...لو عدنا سنوات قليله للوراء سنجد أن طالما نجحت أعلانات رمضان في تحقيق نجاح كبير و ظلت عالقه بأذهان الناس لفترات طويله. أما هذا العام فقد شهد فشلا ذريعا و خيبة أمل أصيب بها الجميع لسماجة و أستفزاز تلك الأعلانات،، هناك أعلانات ترفعك سابع سما و تشعر أنك تعيش في بلد ليس لديه أي مشاكل أقتصادية أطلاقا، مثل: أعلانات الفيلات الفاخره و التي تطل على منظر جمالي رائع و خيالي. و هناك إعلانات تنزل بك الي سابع أرض، مثل:إعلانات الجوع و أبطالها يأكلون من صناديق القمامة، في حين أن كل جهه من هولاء سواء للجوع أو المرض لو وفرت ثمن هذا الأعلان المكلف ماديا جدا لوفروا لأنفسهم مبالغ طائله. و هناك أعلانات بعض الشقق ذات الأسعار المرتفعة و التي يعلن عنها بكلمة فقط، و هي كلمه مستفزة في بلد يعيش ظروف أقتصاديه مرهقه،، و هل أنت كبلد توفر لي الوظيفة و الدخل الذي يسمح بإمتلاكي لهذه الشقق!! هذا التفاوت الكبير صدم المشاهدين بكل مستوياتهم،، فالمواطن الذي ينتمي للطبقه الفقيرة عندما يشاهد الأعلانات الخاصه بهذه التجمعات السكنيه الفارهه سيتنامى لديه الحقد الطبقي تجاه ذلك المجتمع الذي تتوافر فيه تلك الرفاهيات في الوقت الذي يدفعه الفقر إلي تكملة عشاه نوما،و المواطن الذي ينتمي للطبقه الثريه سيشعر بالصدمه بسبب مظاهر الفقر الشديده التي تعرض أمامه و التي سيعتبرها تشويها لحال البلد الذي يعيش فيه. أما المواطن الذي ينتمي للطبقه المتوسطه و هي الغالبيه العظمى منا فسيشعر بالظلم تجاه مجتمع لا يشعر بمعاناته و يدفعه إلي الأنتماء إلي الطبقه الفقيره!! و برغم الصدمه التي سببتها تلك الأعلانات فأنها تعكس واقع المجتمع الملئ بالتناقضات السياسيه و الأجتماعيه و الأقتصاديه،، و يتمثل ذلك في أن 42% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، منهم 20 مليونا أستوطنوا العشوائيات و المقابر في الوقت الذي تبلغ فيه الطبقه الغنيه 10% و يوصف ثراءها بالفاحش. حمله التجمعات السكنيه و الرفاهيات كان يجب أن تراعي ظروف طبقة الفقراء، فهي تتوجه إلي طبقه معينه و ليس كل المجتمع المصري.. و حملة التبرعات تشوه سمعة مصر بالخارج و تظهر سكانها كأنهم "شحاتين" يأكلون من القمامه و أصحاب تلك الحملات يستغلون رمضان أسوأ أستغلال.. و خطأ هذه المؤسسات في نظري ضعف أخطاء التجمعات السكنيه لأنهم هكذا يسيئوا لسمعة مصر.. و عرض الحملتين معا يسبب شعور بالأستفزاز لدى المواطن العادي و يصيبه بالشيزوفرينيا. [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد