«إذا أردت أن تعرف مصر؛ شاهد إعلاناتها».. هى الخلاصة التى يستنتجها أى مشاهد من الإعلانات التى تعرض حالياً، فهناك إعلانات ترفعك إلى «سابع سما»، مثل إعلانات الفيلات الفاخرة التى تطل على منظر جمالى رائع، وأخرى تنزل بك إلى «سابع أرض» مثل إعلانات الجوع وأبطالها الذين يأكلون من صناديق القمامة. هذا التفاوت الكبير صدم المشاهدين بكل مستوياتهم حسب الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، فالمواطن الذى ينتمى للطبقة الفقيرة عندما يشاهد الإعلانات الخاصة بالتجمعات السكنية سيتنامى لديه شعور بالحقد الطبقى تجاه ذلك المجتمع الذى تتوافر فيه كل تلك الرفاهيات فى الوقت الذى يدفعه الفقر إلى تكملة عشائه نوماً، والمواطن الذى ينتمى إلى الطبقة الثرية سيشعر بالصدمة أيضاً بسبب مظاهر الفقر الشديدة التى تعرض أمامه والتى سيعتبرها تشويهاً لحال البلد الذى يعيش فيه، أما المواطن الذى ينتمى إلى الطبقة المتوسطة فسيشعر بالظلم تجاه مجتمع لا يشعر بمعاناته ويدفعه دفعاً إلى الانتماء إلى الطبقة الفقيرة. وقال «صادق»: «بالرغم من الصدمة التى سببتها تلك الإعلانات فإنها تعد طبيعية لأنها تعكس واقع المجتمعات العربية المليئة بالتناقضات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويتمثل ذلك فى أن هناك 42% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر منهم 20 مليوناً استوطنوا العشوائيات والمقابر فى ظروف مأساوية، فى الوقت الذى تبلغ فيه الطبقة الغنية نسبة 10% ويوصف ثراؤها بأنه فاحش». أما الدكتور سامى عبدالعزيز، أستاذ العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة، فهاجم كلتا الحملتين الإعلانيتين، فالحملة الخاصة بالتجمعات السكنية والرفاهيات التى تقدمها كان من المفترض أن تظهر فى وسائل إعلانية معينة مراعاة لظروف طبقة معينة هى الفقراء، أما السبب الآخر فهى أنها تتوجه إلى طبقة معينة وليس كل المجتمع المصرى: «يؤخذ على أصحاب تلك الحملة أنهم أساءوا التخطيط الإعلانى لحملتهم». أما الحملة الأخرى الخاصة بإعلانات التبرعات فهى بحسب «سامى» تشوه سمعة مصر فى الخارج فتظهر سكانها وكأنهم «شحاتين» يأكلون من القمامة: «أصحاب تلك الإعلانات يستغلون رمضان أسوأ استغلال وأخطاؤهم ضعف أخطاء الحملة الإعلانية الأخرى لأنها تسىء لصورة مصر». واعتبر «سامى» أن الصدفة وحدها جعلت عرض كلتا الحملتين فى آن واحد وهو ما سيسبب شعوراً بالاستفزاز لدى المواطن العادى.