سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إعلانات المنتجعات ومساكن الرفاهية.. منتهى الاستفزاز.. ونشطاء مواقع التواصل: لن نذهب إلى منتجع عمرو دياب وسنكتفي بشاي عمرو عبد الجليل.. وخبراء: تزيد من الصراع الطبقي وتستفز مشاعر المواطنين
شتان بين إعلانات المنتجعات الجديدة، وبين إعلانات التبرعات التي زادت خلال الشهر الكريم، فلك أن تتخيل كم التعاسة التي يشعر بها الفقير بمجرد مشاهدة تلك الإعلانات، ومع تزايد نسبة تلك الإعلانات نشعر وكأننا نعيش في مجتمع لا يعرف إلا أقصى اليمين حيث الغناء الفاحش، وأقصى اليسار، حيث الفقر والمرض، الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تناولوا انتشار تلك الإعلانات بكثير من السخرية وكانت أبرز تعليقاتهم "انا مش حاروح بورتو زى عمرو دياب ولا اروح رأس سدر، أنا حاشرب شاى العروسة مع عمرو عبد الجليل" لاشك أن تلك الهجمة الشرسة لإعلانات الرفاهية لها مردودها السلبي اقتصاديا واجتماعيا...وهذا ما حاولت "البوابة نيوز "البحث عنه خلال السطور التالية: يقول "عماد البنا "خبير اقتصادى إن الإعلانات تؤثر على الوضع الاجتماعي بصوره أكبر من الوضع الاقتصادى، والسبب هو عدم وجود تكافؤ للفرص، ووفق الأممالمتحدة فإن هناك تعريفين للفقر هما تعريف مستوى الفقر الذي تصل نسبته إلى نحو 42% أي 2 دولار للفرد الواحد ما يعادل 15 جنيه يوميا اما مستوى الاشد فقرا فنسبتها نحو 26% التي تصرف نحو 200 جنيها في الشهر. ومن البديهي أن يتأثر الوضع الاجتماعي ويزداد الصراع الطبقي المادي بين الفقراء والأغنياء نتيجة اتساع الفجوة بينهم في حين أن 9% من تعداد السكان يملكون أكثر من 45% من موارد الدولة وأضاف أن تلك النسبة هي التي تقبل على شراء العقارات والقيام بعمليات الاستثمار إضافة إلى نسبة ضئيلة من الطبقة المتوسطة وأكد البنا على أن التقليل من حجم تلك الفجوة يتم من خلال تطبيق الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور ومحاربة الفساد من خلال محاسبه المتورطين في أعمال الفساد وتهريب الأموال في عهد مبارك. وأشار "أحمد عبد الله" الخبير النفسى إلى أن تلك الإعلانات تمثل قمة الاستفزاز للمواطنين، فرجل يبحث عن اقل سعر لكيلو الليمون يفاجأ بإعلانات عن منتجعات وشاليهات بنصف مليون جنيه وقال: إن غلاء الأسعار مستمر، فهناك زيادة في أسعار تذاكر السكة الحديدية تصل إلى نحو 30% رغم عدم وجود اختلاف في مستوى كفاءة الخدمة، ويمكن علاج هذا الموضوع عن طريق تفعيل الدور الاجتماعي للرأسمالية، وذلك بوجود إعلانات، ولكن يكون هناك جانب بسيط واضح مدعم لأفراد وخاص بهم وليس "سمك في المياه". بينما رأت الدكتورة "ساميه خضر" أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن المنتجعات شيء ضروري حتما ولابد من وجودها، لما لها من تأثير إيجابي على الرواج السياحي وبالتالي زيادة الدخل القومي ومع ذلك لابد أن يأخذ كل فرد في المجتمع حقه في الحياة والصحة والعلاج ويجب أن يكون للإعلام دور واضح في إبراز تلك الفروق في المجتمع، حتى لا يتشكل الحقد الطبقي والاجتماعي بالنسبة للفقير وعدم سفر الأغنياء لبناء المنتجعات بالخارج خوفا منهم. بينما قال الدكتور "صفوت العالم" الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن الإعلان يخلق نوعا من التطلعات لدى الناس، ومعظم الإعلانات في الفترة الأخيرة تقدم لنا مجتمعا غير واقعى، فهناك حالة من المبالغة، في تناول السلع التي تتسم بالفخامة والثراء وارتفاع المستوى الاقتصادي والمعلن هو الذي يتحمل التكاليف الكثيرة. وأضاف أن إعلانات المنتجعات غالبا ما توجه إلى جمهور وفئة معينة وتستهدف بناء سمعة ومكانة حتى تحظى بالتأثير على القرار الشرائى للذين لديهم قدرة شرائية. وأوضح أن المواطن البسيط يجب أن يثق في الخالق وأن التطلعات لاترتبط بميزانية المواطن وأن لم يقدر عليها فيبحث عن هذه الأماكن في الجنة بالعمل الصالح، فالحياة اختبارات بقدر ماهى متعة يوجد فيها أعمال طيبة كما قال سيدنا على "ألا يخاض عليك والنعيم للولاثة ؟ بمعنى أن المتعة لن تتحقق فقط بالمال ولكن بالعمل الطيب وتوجهت "البوابة نيوز" إلى الشارع واستطلعت آراء المواطنين. "نوران ماجد" طالبة بكلية آثار ترى أن المنتجعات شئ مهم ولكن يجب مراعاة الفقير عند الإعلان عنها لأن ذلك يؤثر عليه نفسيا بالسلب وهو يري أماكن سكن تتكلف الملايين في حين أنه يسكن في مكان يخلو تماما من الاشتراطات الصحية. وأضافت أن الحل يتمثل في أن يكون هناك جزء بالمنتجعات مخصص للشباب أو الفقراء على وجه الأخص ورأت صفاء فتحى أن إعلانات المنتجعات تخلق حالة من الحقد بين الطبقة المعدمة والطبقة الغنية التي لا يشعر أغلبها بمشاكل الفقراء، فلا يدري أحدهم أن الفقير يعيش وسط حجري الرحا التي تطحن أحلامه وأهدافه وبالتالي ينعدم شكل المستقبل أمام عينيه. وأضاف أنه كلما زادت الفجوة بين طبقات المجتمع كلما كان السبب هو سرقة الغني لأموال الفقراء. وكما قال سيدنا أبو ذر الغفاري "عجبت لرجل لا يجد قوت يومه لا يخرج على الناس شاهرا سيفه". ولذا قال أحمد شهاب الدين أبو العباس الرفاعي قال "تلطفوا للفقراء فإن لهم غدا دولة عند الله".