قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن هناك اتهامات للأمم المتحدة بالانحياز إلى أحد جوانب الصراع فى سوريا، والتخلى عن حيادها السابق من خلال الاستسلام لمطالب نظام بشار الأسد، بما فى ذلك السماح لهم بمعارضة تقديم مساعدات للمناطق المحاصرة. ويحث التقرير الصادر عن إحدى الجماعات المؤيدة للمعارضة السورية، الأمين العام للأمم المتحدة على وضع خطوطء حمراء لعمليات المنظمة الدولية الإنسانية فى سوريا، أو سحب تعاونها مع حكومة الأسد، قائلا إن فشل المنظمة شوه إرثها، وساهم فى تمكين حصار المجاعة الوحشى للنظام على الأراضى التى تسيطر عليها المعارضة. وقال روجر هيرن، الرئيس السابق لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين فى دمشق، والذى كان يدير مكتب المنظمة الدولية هناك خلال العام الأول من الصراع السورى "لقد كان هناك فشل منهجى فى الاستجابة التى تقودها الأممالمتحدة". والتقرير صادر عن "حملة سوريا" وهى مجموعة مناصرة للمعارضة السورية، تحت عنوان " الانحياز". ووقع على التقرير نحو 50 مؤسسة مجتمع مدنى فى سوريا، كما يستند التقرير إلى مقابلات مع مسؤولى الأممالمتحدة الحاليين والسابقين وكذلك سوريين فى المناطق المحاصرة وأيضا عاملين فى المجال الانسانى. ويتهم التقرير الأممالمتحدة بإعلاء أولوية التعاون مع الحكومة السورية بأى تكلفة، والسماح بتحويل مليارات الدولارات للمساعدات الدولية لجانب واحد من الصراع، وبالتالى المساهمة فى وفيات المدنيين فى المناطق المحاصرة والذين حرموا من الغذاء والدواء. وكانت وكالات الأممالمتحدة قد اختارت عدم المخاطرة بعملياتها فى البلاد، خاصة ما يتعلق بإلغاء تأشيرات مسؤوليها بعد مواجهات مع مسؤولى النظام، وفق ما قاله التقرير. وأضاف التقرير أنه بدلا من توحيد المطالب من أجل الوصول بشكل أكبر للمناطق المحاصرة، اختارت الأممالمتحدة التوافق مع مطالب الحكومة ورفضها السماح بتوزيع المساعدات. وكانت النتيجة ان نظام الأسد، والذى يحكم الحصار على مناطق المعارضة قام بتحديد المناطق التى يمكن أن ترسل الأممالمتحدة المساعدات إليها. وفى أبريل الماضى وجهت 88% من المساعدات إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة، وفى عام 2015 كاملا تلقى أقل من 1 % من السكان المحاصرين مساعدات غذائية شهرية من الأممالمتحدة.