أيام قليلة ويقترب شهر رمضان وينتظر المصريون الاحتفال بهذا الشهر الكريم حيث يتوافد المواطنون والأطفال على شراء الفوانيس التي تعتبر من العادات الأساسية عند المصريين. وتعد محافظة القاهرة من أهم المحافظات التي تزدهر بها صناعة الفوانيس وهناك مناطق معينة مثل منطقة تحت الربع والغورية ومنطقة بركة الفيل بالسيدة زينب التي تخصصت في هذه الصناعة. وتجولت عدسة "صدى البلد" في منطقة تحت الربع حيث أكبر وأشهر ورش صناعة الفوانيس. وقال عبد النبي دسوقي والذى يبلغ من العمر 45 عاما وصاحب ورشة لصناعة الفوانيس لأكثر من 25 عاما:" تبدأ صناعة الفوانيس بتشكيل الصاج ثم قصه ويتم كبسه بعد ذلك علي مكابس خاصة وبعد ذلك يتم تجميعه ولحامه وهذه المراحل تستغرق نصف ساعة لكل فانوس". وقال عماد أبو العزم إنه يعمل في تجارة الفوانيس منذ 30 عاما ولكنها أصبحت مهنة مهددة بالاندثار بسبب ارتفاع أسعار الخامات. وأضاف أبو العزم :" من أنواع الفوانيس الحديثة الفانوس السلك ويتراوح سعره من 15 جنيها إلى 100 جنيه وفانوس الخيامية وسعره من 15 جنيها إلى 1000 جنيه وفانوس فورجيه وسعره من 40 جنيها والفانوس الخرز وسعره من 35 جنيها بالإضافة إلى الديكورات مثل عربية الحمص وعربة الفول والتي تبدأ أسعارها من 60 جنيها إلى 1000 جنيه مضيفا أن حركة البيع والشراء ضعيفة جدا هذا العام". ويعتبر المصريون أول من استخدموا فانوس رمضان وذلك في العهد الفاطمي وهناك العديد الروايات حول بداية استخدام الفانوس في مصر فتقول أحد الروايات إن بداية استخدام الفانوس كان مرتبطاً بيوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادما من الغرب وكان ذلك في يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية وخرج المصريون في موكب كبير اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلاً وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق إليه وهكذا بقيت الفوانيس تضيئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان لتصبح عادة يلتزم بها كل سنة وانتشرت ظاهرة الفانوس المصري إلى العالم.