* عمر هاشم: * الرسول اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء والمعراج * خطيب بالدقهلية: * تسديد ديون الغارمات أفضل من تكرار الحج والعمرة * خطيب ببني سويف: * الإسلام دين جميع الأنبياء أوضح خطباء الجمعة اليوم «فضائل شهر شعبان وفضل العمل الصالح فيه»، وهدية النبي - صلى الله عليه وسلم- في هذا الشهر، إضافة إلى ضرورة استثمار الأوقات الفاضلة في التقرب إلى الله عز وجل. وذلك بأدلة من القرآن الكريم والسُنة النبوية. وقال الدكتور أحمد عُمر هاشم، عالم الحديث وعضو هيئة كبار العلماء، إن معجزة الإسراء والمعراج لم يكن الهدف منها إيمان أولئك المشركين ودخولهم إلى الإسلام، ولكنها كانت من أجل النبي - صلى الله عليه وسلم- فقط. وأوضح « هاشم» خلال خطبة الجمعة بعنوان: «فضائل شهر شعبان وفضل العمل الصالح فيه»، أن معجزة الإسراء والمعراج جاءت لتفرز أولئك الصادقين من أولئك المنافقين، لا لكي يؤمن المشركون، لأن الله يعلم أنهم قالوا له من قبل كما ورد بالآية 98 من سورة الإسراء: «أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ». واستشهد أيضًا بقول الله تعالى في سورة الحجر: « وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15)»، مشيرًا إلى أنها اختبار يُظهر المُحق من المُبطل، كما قال الله: « وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ». وأشار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة الإسراء والمعراج، اجتمع بالرُسل بأجسامهم وأرواحهم بالمسجد الأقصى. نوه «هاشم» خلال خطبة الجمعة بمسجد «عبد الحليم محمود»، بقرية السلام بمركز بلبيس، أن الله سبحانه وتعالى أخرج الأنبياء من قبورهم بعد أن ماتوا، وأحياهم في ليلة الإسراء والمعراج، ليجتمع بهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ويصلي بهم إمامًا بالمسجد الأقصى، مستشهدًا باللفظ الوارد بحديث البخاري والذي يقول: أن الله «حشر» الرُسل، أي أخرجهم من قبورهم بعد موتهم، وحشرهم أحياءًا أيقاظًا بأجسامهم وأرواحهم ليصلي بهم النبي. وبيّن الدكتور أحمد عُمر هاشم، أن إمامة النبي - صلى الله عليه وسلم- للرُسل في ليلة الإسراء والمعراج، أعلنت عن عالمية الإسلام وعن منزلة النبي العالية الرفيعة، موضحًا أن صلاة النبي بالرُسل إمامًا بالمسجد الأقصى في ليلة الإسراء والمعراج، كانت إعلانًا عن منزلة النبي العالية الرفيعة، التى قال عنها الله سبحانه وتعالى: «وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ». وفسر عضو هيئة كبار العلماء، معنى قوله وتعالى: « وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ»، أي جاء على لسان - جبريل عليه السلام- أثناء حديثه مع النبي - صلى الله عليه وسلم- ليشير إلى منزلته الرفيعة. ونوه بأن منزلة النبي -صلى الله عليه- عالية قال عنها الله سبحانه وتعالى: «وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ»، منوهًا بأن جبريل -عليه السلام-سأل النبي قائلاً: «أتدري يا محمد كيف رفع الله لك ذكرك؟، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم-: الله أعلم، فقال جبريل: ربك يقول لا أُذكر إلا ذُكرت معي»، فلا نقول «لا إله إلا الله» إلا ومعها «محمدًا رسول الله». ونبه الدكتور أحمد عُمر هاشم، عالم الحديث وعضو هيئة كبار العلماء، على أن الرؤساء كثيرون ولكن الأزهر الشريف واحد في العالم. وروى «هاشم» خلال خطبة الجمعة، ما حدث عند زيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لإحدى الدول الأفريقية، حيث استقبلوه على سلم الطائرة، وعندما استقل السيارة فإذا بشباب ينتفضون ويحملون السيارة على أعناقهم، وعندما شكرهم الرئيس، قالوا له: "لا تشكرنا فنحن لا نفعل ذلك لأي رئيس، ولكن لأنك رئيس مصر بلد الأزهر الشريف". ولفت الدكتور أحمد عمر هاشم، إلى أن الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الراحل، كان قد بشر الرئيس الراحل أنور السادات بنصر أكتوبر عام 1973. وأضاف «هاشم»، خلال خطبة الجمعة بعنوان: «فضائل شهر شعبان وفضل العمل الصالح فيه»، أن الشيخ عبد الحليم محمود، قبيل حرب رمضان المجيدة، رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المنام يعبر قناة السويس، ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فاستبشر خيرًا وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنًا إياه بالنصر. واستطرد: أنه لم يكتف بهذا، بل انطلق عقب اشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام، مبينًا أن حربنا مع إسرائيل هى حرب في سبيل الله، وأن الذي يموت فيها شهيدٌ وله الجنة، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق. وتابع: "وكانت نتيجة الإعداد الجيد الذى قام به الجيش المصرى، مضافا إليه طمأنة الدكتور عبد الحليم محمود لرئيس البلاد وحَفْزه إياه على شن الحرب ضد قوات الصهاينة، التى تحتل جزءًا غاليًا من تراب مصر، هى ما أسفرت عنه الحرب الرمضانية المجيدة من نصر كبير". واستكمل: أنه تطرق إلى تلك الواقعة الدكتور محمود جامع أيضا فى كتابه: "كيف عرفتُ السادات؟"، إذ كتب قائلا: "لا ننسى أنه بشرنا بالنصر في أكتوبر 73 عندما رأى حبيبه رسول الله عليه الصلاة والسلام في المنام، وهو يرفع راية "الله أكبر" للجنود ولقوات أكتوبر". الدقهلية قال الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بالدقهلية، فى خطبة الجمعة اليوم، إن إرادة الله -عز وجل- شاءت أن تكون الدنيا دار عمل وليست دار جزاء، وإن العمل الصالح فيها هو رصيد وزاد للدار الآخرة. وأضاف «زارع»، في خطبة الجمعة، أن صلاح الآخرة يأتى من صلاح الدنيا والحياة فى سبيل الله كالموت فى سبيل الله وأن العمل الصالح في الدنيا ليس أداء العبادات فحسب، ولكن العمل النافع للبشرية وما يعود عليها من نفع وتنمية وعمارة للأرض وانتماء للوطن وتقديسه هو من أعظم العبادات لله عز وجل ومن أفضل ما يتقرب به الإنسان لله سبحانه وتعالى. وأشار إلى أن الإنسان مطلوب منه العمل الصالح فى كل وقت وحين، إلا أنه يتزايد فضله فى أيام وأشهر مباركة كما هو شهر شعبان الذى كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يخصه بمزيد من الطاعة والعبادة وكان يكثر فيه من الصيام، لأن من خصائص هذا الشهر أن الأعمال ترفع فيه إلى الله عز وجل وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يحب أن يرفع عمله وهو صائم، وأن الأعمال الصالحة فى هذه الأيام كثيرة ومتنوعة. وتابع "زارع" أن تسديد ديون الغارمات أفضل من تكرار الحج والعمرة، لأن من فقه الأولويات أن يقدم الأهم على المهم فهناك فى بلده وربما فى أقاربه وربما فى أهله من فى حاجة إلى النفقة والعوز ومنهم المريض ومنهم الغارمات ومنهم من لا يستطيع زواج ابنته لضيق اليد، فتقديم العون لهؤلاء أفضل عند الله سبحانه من تكرار العمرة أو تكرار الحج. وطالب بمد يد العون إلى الفقراء والغارمات قائلا: «مدوا أيديكم إلى الغريمات واخرجوهن من السجون فى هذه الأيام»، مؤكدًا أن ذلك يعد من باب تفريج الكربات والتيسير على المعسرين، وقد قال النبي الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): "لأن أمشي فى حاجة أخى أفضل لى من الاعتكاف فى مسجدى أربعين"، وشهر شعبان يتشعب فيه الخير وهو الزاد للتزود قبل موسم الطاعة فى رمضان فأكثروا من الأعمال الصالحة فيه، خاصة ما يعود بالنفع على الفقراء". بني سويف قال الشيخ محمد عبد البصير، إمام وخطيب مسجد الرضا بمدينة بني سويف الجديدة شرق النيل، في خطبة الجمعة اليوم، إنه من الخطأ أن نقول "أديان سماوية"، فلا توجد أديان سماوية متعددة، وإنما شرائع سماوية نسخ الجديد منها سابقه، إلى أن استقرت الشريعة السماوية الأخيرة التي قضت حكمة الله أن يكون مبلغها خاتم الأنبياء والمرسلين، وتكون عامة شاملة جميع الخلق إلى يوم الدين. وأكد عبد البصير، في خطبة الجمعة، أن الدين واحد منذ بعثة آدم عليه السلام إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو "الإسلام"، مستشهدا بقوله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم «إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)». سورة البقرة. واستدل أيضا بقول سيدنا موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل، فيقول تعالى عن سحرة فرعون «وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ» الأعراف (126. وأكد أن الإسلام هو الذي بعث به سيدنا عيسى عليه السلام، مستشهدًا بقول الله تعالى: «فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ» آل عمران (52). وأشار إمام وخطيب مسجد الرضا بمدينة بني سويف، إلى أن المسلم في الأصل هو المخلص في العبادة لله عز وجل، والمستسلم لأمر الله المتذلل له.