شغلني كثيراً أمر المتظاهرين والمحتجين والمضربين والمتظلمين أمام القصر الجمهوري والمتسلقين لأبوابه وأسواره، بعد سكنى الدكتور محمد مرسي لهذا القصر اللي "ملوش صاحب"أي لا عزيز له،ولأن بيت المظالم افتتح له أكثر من فرع وسوف ينافس فروع عمر افندي وبنزايون وشيكوريل، فالمستقبل يبدو أنه سيكون لتجار المظالم،وهذا سوف يقود إلى الاستغناء عن الوزراء والوزارات وبالتالي توفير المبالغ الطائلة التي كانت تنفقها الدولة على زيارات وسفريات الباشا صاحب المعالي والمواطي السيد الوزير ولكن كيفية إدارة دور المظالم كم هي بحاجة إلى وقفة لتنظيمها حتى تؤتي أُكُلها ويعود المتظلم إلى داره بعد دقائق وقد تم تلبية طلبه،وحُلَّت مشكلته سواء كانت مشكلته مع زوجته أو مع عمو حسين بتاع الفول،أو بهانة الرغاية جارتهم التي تُلَسَّن عليه في الرايحة والجاية لفسخ خطوبة ابنه من بنتها القرعة،وما أكثر هذه المشكلات التي تعيق قطار التنمية وتتسبب في قطع السكة الحديد أمامه يومياً فيتعطل سفر التنمية في هذا القطار ولا تصل محطاتها في المواعيد الرسمية ومرات عديدة تصاب التنمية بالتعفن والفساد بسبب تأخر وصولها وخاصة في الصيف حيث الجو الحار وتعطل التكييف الذي لا يعمل،وهنا يتسلم الصعيد تنمية غير صالحة للاستعمال الآدمي. ولكن لو أعملنا عقولنا لوجدنا مخرجاً أو أكثر لتلقي مظالم الناس وحلها بأيسر السبل فمثلاً:يمكن تحديد ديوان مظالم لكل محافظة على أن يسافر المتظلم إلى القاهرة حيث تكون جميع الدواوين،لأن في سفر الناس وما تعانيه من تعب يضطرها إلى الإقلال من السفر ومن التظلم الاستهلاكي وتظلم الرفاهية والتظلم من أجل التظلم والتظلم بالنية السيئة والتظلم والسلام،ويمكن تحديد ديوان مظالم لكل وزارة،أي ديوان للمتظلم من التربية والتعليم وآخر للمتظلم من وزير الصحة مثلا ،ويومها نسمع:بتوع الظالم الدكتور فلان من هنا،وبتوع الظالم فلان من هناك،وهكذا،ويمكن تقسيم دواوين المظالم تبعاً للمرحلة العمرية فمثلاً،تظلمات الأطفال في ديوان وتظلمات الشباب في آخر والرجال والسيدات الكبار في ثالث، ويمكن تنظيم دواوين المظالم تبعاً للجنس"أقصد النوع"حيث ديوان للذكور الصغار وديوان للذكور الجاهزين وديوان للإناث الصغار"الوراور والبدارى"وديوان للإناث اللائي أكل عليهن الدهر وشرب و...، ولأن مشوار المظالم طويل وسوف تتعاقب على المتظلمين فصول وفصول فإن الدولة مشكورة يمكنها استثمار الأمر كأن تسند عملية توفير الطعام والشراب والفراش والغطاء للمتظلمين الذين تضطرهم الظروف إلى المبيت أمام القصر الجمهوري أو قصر العروبة أو قصر الاتحادية أو قصر عابدين أو قصر كافرين أو قصر الدوبارة أو قصر العيني،البلد "مليانة قصور"ونصف سكانها يعيشون في المقابر،شركات لتوفير احتياجات المتظلمين بأسعار تنافسية ،ربما نصل في النهاية إلى سوق المتظلمين الذي سوف ينافس سوق العبور وسوق روض الفرج ،وربما تتسوق الوفود القادمة في زيارات رسمية لرئيس الجمهورية تتسوق من سوق المتظلمين،وشيئا فشيئاً ربما تصبح لدينا بورصة المتظلمين ،بورصة موازية للبورصة الرسمية. هذا وهناك فكرة أخيرة لإدارة وتنظيم دواوين المظالم بأن يتم توجيه المتظلمين تبعا للحرف الأول من اسم أم المتظلم،فالمتظلمون أبناء أمينة وإلهام وإحسان وأروبة وغيرهن لهم شباك،وأبناء بهيرة وباتعة وبسنت وبختية وبرشلونة وبغلة في شباك آخر،وعندها نسمع:عبدالعال ولد باتعة على شباك 2،حمدان ولد شلبية على شباك 5،وهاني ولد هايدي على شباك 12،وهكذا،ربما هذه الطريقة تقلل من المتظلمين لأن الكثيرين منا لا يرغبون في ذكر أسماء أمهاتهم على الملأ.