قال نشطاء سوريون معارضون يوم الأحد إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد جددت محاولاتها للسيطرة على محافظة حمص ما أدى الى سقوط 35 قتيلا على الأقل في قصف هو الأعنف منذ بدء وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأممالمتحدة. وقال النشطاء ان الجيش استخدم المدفعية وقذائف المورتر والصواريخ في قصف معاقل المعارضة المسلحة في مدينة حمص وبلدات القصير وتلبيسة والرستن بوسط سوريا. وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان ونشطاء آخرون ان أفراد الجيش السوري الحر كثفوا هجماتهم في المنطقة. وشنت قوات الأسد أيضا غارات على أحياء في دمشق ومحيطها في محاولة لطرد المسلحين الذين كثفوا عملياتهم قرب التجمعات الأمنية بالعاصمة. ولم تؤد محاولات الاممالمتحدة لتحقيق السلام في سوريا - التي تشهد انتفاضة منذ 15 شهرا ضد حكم الاسد- نتائج تذكر حيث يتبادل طرفا الصراع الاتهامات بانتهاك وقف اطلاق النار. وتقول الاممالمتحدة ان قوات الاسد والميليشيات الموالية له قتلت ما لا يقل عن 10 آلاف شخص. وتقول الحكومة السورية انها خسرت اكثر من 2600 من قوات الشرطة والجيش. والقى الاسد باللائمة في اعمال العنف على ارهابيين لم يحددهم يتلقون الدعم من الخارج. وقال أبو قاسم وهو نشط في الرستن على بعد 25 كيلومترا إلى الشمال من حمص إن 500 صاروخ وقذيفة سقطت على البلدة منذ يوم السبت وإن طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش تطلق نيران مدافعها الرشاشة على المنطقة. وأضاف "الجيش السوري الحر أمام قوة نيران ضخمة لا يقوى على مواجهتها ويرد بشن هجمات على غرار حرب العصابات بينما يحاول تجنب التبادل المباشر لاطلاق النيران." وكانت الرستن يوما مركزا لمن يلتحقون بالجيش الوطني من السنة. وبعد اندلاع الانتفاضة في مارس العام الماضي بدأ ضباط السنة من البلدة الانشقاق. وقالت مصادر للمعارضة في تلبيسة جنوبي الرستن إن البلدة تعرضت لقصف مكثف بقذائف المورتر من جانب قوات الأسد بعد انشقاق بعض الجنود الذين كانوا يحرسون حواجز طرق قريبة يوم السبت ودخولهم البلدة بحاملتي جند مدرعتين. وقال النشط أبو محمد في مكالمة هاتفية عبر الأقمار الصناعية "قتل خمسة منهم امرأة وابنتها البالغة من العمر سنة، كانوا بين عدد محدود من المدنيين الذين لم يفروا من تلبيسة." وفي حمص قال نشطاء إن قصف الجيش تركز على حي الخالدية الذي تسكنه أسر قبلية سنية. وفي دمشق قالت مصادر المعارضة ان القوات السورية قصفت حي القابون بشمال العاصمة ثم دخلته لاحقا في عربات مدرعة واقتحمت المنازل في أعقاب هجمات يوم الجمعة على حافلات تقل جنودا وميلشيات موالية للاسد. وقال ابو الفدا الناشط في حي القابون والذي لم يعط اسمه الحقيقي خوفا من التعرض للاعتقال "تعرض حي القابون للقصف لأول مرة منذ بدء الانتفاضة. واطلقت قوات الامن في مجمع مخابرات القوات الجوية المجاور النار على الحي بالمدافع المضادة للطائرات وقنابل المورتر." كما وردت انباء هجمات على حافلات تقل موالين للاسد وعلى نقاط تفتيش تابعة للجيش خلال الايام الثلاثة المنصرمة في احياء المزة وبرزة. وتجد الدول الغربية التي لا ترغب في تدخل عسكري على غرار التدخل الذي أطاح بمعمر القذافي في ليبيا العام الماضي صعوبة في التوصل إلى طريقة لوقف العنف في سوريا. ومع رغبة هذه الدول في تنحية الاسد ما زال الرئيس السوري يتمتع بتأييد روسيا. ومما زاد الوضع تعقيدا عدم وجود معارضة موحدة والمخاوف بشأن تصاعد وتيرة العنف نحو حرب أهلية من الممكن ان تنتقل إلى دول مجاورة. ويعمل المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية من الخارج وسيطرته على الفصائل المسلحة في الداخل محدودة. وانتخب المجلس الوطني الناشط الكردي عبد الباسط سيدا اليوم الاحد رئيسا له لمدة ثلاثة أشهر خلال اجتماع في اسطنبول. ويخلف سيدا الذي يعيش في السويد منذ سنوات عديدة برهان غليون المعارض الليبرالي الذي ترأس المجلس منذ تشكيله في اغسطس.