مرشحون ونواب بلا شعبية وبلا تاريخ ولا يعرفهم أحد ولم يتبنى أحدهم قضايا وهموم المواطنين اليومية من تعليم وصحة وإسكان.. مرشحون تحركهم أحزاب وائتلافات لا يهمها سوى القفز على مناطق النفوذ والقوة والسلطة من خلال قبة البرلمان.. والنتيجة عزوف المواطنين عن الذهاب للانتخابات مهما حاول البعض تزييف الواقع وتغييب عقولنا وإدعاء إقبال الشعب على هذه المسرحية، ومع تقديرنا لكل فئات المجتمع فليس المهم أعداد من ذهب للتصويت فقط ولكن أيضا المهم النوعية والفئات. فعزوف طبقة المهنيين والطبقة الوسطى وشرائح المثقفين والشباب عن المشاركة فى عملية التصويت لابد أن يتم دراسة أسبابها جيدا بشفافية وموضوعية وبدقة حتى نعرف لماذا عزفت عن المشاركة الطبقات الاجتماعية المستنيرة والمثقفة رغم دورها الرائع فى 30 يونيو ومواجهة حكم عصابة الإخوان. ان حشد سكان العشوائيات والفقراء بالمال لانتخاب قائمة محددة أو مرشحون لحزب معين لا يعد اقبالا حقيقيا على الانتخابات بل هو تزييف الارادة بعينه ..كما أن حشد الفقراء والأجراء فى الريف والصعيد هو نوع من العصبية القبلية ليس أكثر ولا يعد ممارسة ديمقراطية وإقبالا حقيقيا على التصويت. علينا أن نبحث عن الأسباب التى جعلت الشعب يعزف بشكل أسوأ مما كان يحدث فى عهد ما قبل 25 يناير.
للأسف ساهم الإعلام الشعبوى المنافق والساذج فى هذه الكارثة بالمبالغة فى تخدير المواطنين بالاحلام الوردية وبالطفرة الاقتصادية والتنموية التى ستنعكس على المواطن فورا بمجرد نجاح المؤتمر الاقتصادى وبمجرد افتتاح قناة السويس الجديدة وغيرها.. وهو كلام غير علمى ولا يمت للواقع بصلة لأن التنمية وقطف ثمارها يحتاج لسنوات ولاسيما فى ظل تراكمات السنين السابقة. آفاق الملايين على وهم هذه الطفرة بارتفاع أسعار الكهرباء والبنزين والدواء والشقق والأراضى والسيارات وكل أنواع الغذاء وزيادة الضرائب على شرائح الطبقة الوسطى بحجة وتحت ستار أنه لن يتضرر الفقراء وكأن الطبقة الوسطى ليست من الشعب وأن طحنها وفرمها ليس مشكلة طالما أن الفقراء والمعدومين لن تزيد عليهم الأعباء. حتى حلم الاسكان الاجتماعى لشباب وأسر الشرائح الاجتماعية الفقيرة أسعاره تنافس القطاع الخاص حيث بلغ سعر الوحدة الى 135 ألف جنيه بدون فوائد البنوك والتمويل العقارى ومع ذلك هى غير متوافرة وبالقرعة والعدد المطروح لا يلبى 5% من الاحتياجات. لابد من البحث عن المشاكل الحقيقية سعيا لعلاجها وايجاد الحلول المناسبة وليس للتشفى ولا لمواجهة النظام ولكن لانارة الطريق لأن الجميع فى مركب واحد نحتاج لحل مشاكل التعليم الذى أصبح تعذيب للشعب المصرى كله وأول الحلول هى الغاء 40 % على الأقل نهائيا من المناهج المكدسة فى الكتب والتى تعتبرا حشوا لا لزوم له فى عصر الانترنت الذى يمكن الانسان فى الحصول على المعلومة بضغطة زر المناهج المكدسة هى السبب وراء الدروس الخصوصية التى دمرت الشعب المصرى وقيمه الأصيلة وحولت المدرس إلى تاجر بدلا من كونه قدوة نحتاج لمواجهة مافيا المقاولين التى وصلت بسعر أقل شقة مساحتها 120 مترا الى نصف مليون جنيه.
نحتاج أن تتوقف الدولة عن بيع الأراضى والشقق بالمزاد العلنى الذى ألهب الأسعار وأشعل أسعار العقارات حتى وصل سعرالشقة 100 متر فى العشوائيات إلى ربع مليون جنيه. أخطاء كثيرة لابد من وضع اليد عليها والتوقف عن ممارستها والبحث عن حلول لها حتى نقترب من مشاكل كل فئات الشعب بدلا من الصراع على السلطة الذى يشغل بال جميع الأحزاب وكل من يعمل بالسياسة.