قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، إن "إنسانيتنا هي قاسمنا المشترك" و"بمقدور كل منا إحداث تغيير وإلهام إخوته في الإنسانية وتوجيههم ليهبّوا لمساعدة الآخرين وأنه "بتوحيد صفوفنا، سيكون بمقدورنا، بل من واجبنا، أن نبني عالما أكثر إنسانية". وأشار بان كي مون في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يوافق 19 أغسطس من كل عام، أن حلول اليوم العالمي للعمل الإنساني يتيح الفرصة لتكريم كافة العاملين والمتطوعين في مجال العمل الإنساني في جميع أنحاء العالم لما أبدوه من نكران ذاتٍ وتفانٍ وتضحيةٍ، حيث نذروا أنفسهم لمساعدة أشد الناس ضعفا في العالم، معرّضين حياتهم للخطر في معظم الأحيان. ونوه بان كي مون في رسالته التي وزعها المركز الاعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، انه خلال هذا العام، بات أكثر من 100 مليون شخص، نساءً ورجالا وأطفالا، يحتاجون إلى مدّهم بالمساعدة الإنسانية لإنقاذ حياتهم من الموت المحقق.. وبلغ عدد الناس المتضررين من النزاعات مستويات لم يسبق لها مثيل منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وفي الوقت نفسه، ما زالت أعداد المتأثرين بالكوارث الطبيعية والكوارث التي من صنيع الإنسان مرتفعة. وأضاف أنه في هذا اليوم،نحتفل أيضا بإنسانيتنا، قاسمنا المشترك. وتشاركنا في الاحتفال، وهي مفعمة بروح الصمود والكرامة، تلك الأسر والمجتمعات التي تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة في خضم حالات الطوارئ السائدة حاليا .. إنها تحتاج، بل تستحق أن نجدد إلتزامنا ببذل كل ما فى وسعنا من جهد لتزويدها بأسباب العيش بصورة أفضل في المستقبل. وقال أنه بمقدور كل منا إحداث التغيير المنشود. ففي هذا العالم الذي أضحى أكثر ترابطا في المجال الرقمي من أي وقت مضى، صار كل فرد منّا قادراً على إلهام إخوته في الإنسانية، بل مسؤولاً عن توجيههم ليهبّوا لمساعدة الآخرين ويسهموا في إقامة عالم أكثر إنسانية. وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، حث بان كي مون الجميع على إبداء روح التضامن، بصفتهم مواطنين عالميين، والمبادرة إلى الانضمام لحملة المشاركة في الإنسانية هاشتاج ####ShareHumanity####، لافتا إلى أنه بالتبرع بيوم واحد فقط من فترة استخدام وسائط التواصل الاجتماعية يمكن الإسهام في الترويج للعمل الإنساني، والمساعدة على إسماع صوتِ من لا صوتَ له عن طريق بثّ قصص مكابدة الأزمات والتفاؤل والقدرة على الصمود. وأضاف أنه في شهر مايو المقبل، ستحتضن إسطنبول، تركيا، مؤتمر القمة العالمي الأول للعمل الإنساني. وسيوفر المؤتمر منبرا لرؤساء الدول والحكومات وقادة المجتمع المدني والقطاع الخاص والمجتمعات المتضررة من الأزمات والمنظمات المتعددة الأطراف للإعلان عن ميلاد شراكات ومبادرات جديدة جريئة ستسهم إلى حد كبير في التخفيف من المعاناة وستعزز، في الوقت نفسه، خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وقال بان كي مون أنه يعول على دعم جميع قطاعات المجتمع لتكليل مداولات مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني بالنجاح، حيث أنه بتوحيد الصفوف، سيكون بمقدورنا، بل من واجبنا، أن نبني عالما أكثر إنسانية وأقوى إلتزاما بالعمل الإنساني المنقذ لأرواح البشرية.