نتعجب من المتأسلمين وتلونهم تارة يتحدثون بإسم الدين وتارة هم وكلاء الله على الأرض وتارة كلماتهم مملوءة عنصرية وإقصاء وتارة أخرى كلماتهم رطبة ولكن أكثر كلماتهم مملوءة قساوة وشحن ضد الآخر. وكلمة الآخر تعني للمتأسلمين الكفر والزندقة والبعد عن شرع الله وغاية الإيمان، وهم ليسوا بالضرورة مسيحيين أو أقباطاً بل هم مسلمون منهم السني والشيعي ومنهم المتبع تقاليد الإسلام ومنهم من يسير على عقيدته وفكره، ولكن جميعهم في فكر المتأسلمين زنادقة... ويطلقون عليهم العلمانيين هذا الوصف الذي شوهوه واعتبروه مرادفاً للكفر والإلحاد والشذوذ الجنسي... والعلمانية من هذا الوصف بريئة كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب... ومزيد من العجب لكلمات الشيخ حسان في المنصورة (وأضاف حسان، خلال خطبة الجمعة في جامع التوحيد بمساكن الشناوي بالمنصورة، أنه يجب علينا اتباع السنن والأخلاق فكلما سرنا على نهجها ونهج الإسلام وجدنا كل شيء يسير في اتجاه سليم). وتساءل حسان: (لماذا عندما يخطئ أحد الأشخاص نتهم الإسلام بأنه هو المتسبب؟، مشيرا إلى أنه لا يوجد عصمة لفرد من الخطأ فكم أشعر بأن قلبى ينزف مما يحدث للإسلام بسبب أخطاء بعض الإسلاميين الذين تمسكوا بآرائهم بشكل فيه تعصب وكذلك أتباعهم، فالحق أولى أن يتبع حتى لو كان صاحبه كافراً، فالحق لا يُعرف بالرجال بل الرجال الذين يُعرفون به). وللشيخ حسان ومن على شاكلته لأنكم أنتم معشر المتأسلمين تكفرون الآخر وتستحلون دمه وتنعتونه بصفات الكفر والإلحاد والزندقة وخوارج العصر... وتقدمون أنفسكم أنكم ليسوا مُلاَّك الإسلام فقط بل وكلاء الله على الأرض واختزلتم الله في أيديولوجياتكم... فحديثكم مملوء إستشهاداً بالآيات التي تطوعونها لفكركم الإقصائي المملوء كبرياء وفخر وكأنكم الأبرار في هذه الدنيا واعتبروكم علماء وأنتم جميعاً ملقين لأسلاف عاشوا منذ قروناً مضت تريدون سحبنا للخلف لفكر صحراوي ومعظمكم لم ير سوى سورة التوبة 29 ولم يقدم السماحة والعدل والحب إلا من خلال كلمات للإستهلاك الإعلامي فقط. ولكن شكراً لسقطاتكم التي أسقطت أقنعتكم الزائفة وظهر منكم من كان الشيطان يقوده مثل البلكيمي الذي صرح في مجلس الشعب وأخذ يقسم (والله أنني لم أدر بنفسي أثناء فعل الكذب الفاضح) وها ابن الأمريكية يستهين بدماء شرفاء الشعب الشباب المخدوع بلحية وزبيبة وجلباب وسبحة... وآخرون صدموا من جماعة أرادت السطو على الوطن وتلونت بكل الألوان لتكسب من الجميع فقد تلونت بلون المجلس العسكري لتربح مجلسي الشعب والشورى.. وتلونت بلون شباب الثورة متأخراً لتسطوا على مكتسبات الثورة.. وتحاول أن تتلون أكثر لتؤلف السلطة التنفيذية.. وبالنهاية تلونت لتربح الرئاسة.. مما أفقدكم المصداقية على أرض الواقع وكفَّر الشعب بكم وبكلماتكم الفارغة من الجوهر. لذلك لا تتعجب يا شيخ حسان لأنك أنت وأمثالك قد أسأتم للدين وضللتم طريق الحق .