أكد هاني رسلان، الخبير في شئون العلاقات المصرية الإفريقيقة، أن تحرك مصر لإجلاء 27 مواطنا أثيوبيا عالقين من ليبيا له دلالات عديدة تصب معظمها في إعادة الجمهورية لدورها القليمي والدولي. وأشار إلى أن هذا التصرف في حد ذاته يطرح مصر كقوة أساسية داعمة للاستقرار والسلم ومحاربة الإرهاب، خاصة أنها تتحرك تجاه بؤر التوتر التي نشأت لبث الفوضى في المنطقة العربية. وقال إنه على الجانب الآخر، فإن مصر لها سياسة واضحة، حيث تسعى لاقتراب استراتيجي جديد مع دول القارة الإفريقية عامة و دول حوض النيل خاصة، وتسعى لبناء العلاقات الثنائية بغض النظر عن القضايا المتعلقة بالمياه، فهي تسعى لكسر الفجوة و بناء الثقة بينها و بين جميع أطراف الكيان الإفريقي، و بالتالي تحاشي أي صراعات مرشحة للظهور مستقبلا. وفي تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أكد "رسلان" إن مصر بذلت جهودا كبيرة لإثبات حسن النية، لاسيما وأن هذ التصرف الأخير مع إثيوبيا قد سبقه دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اتجاه إصدار إعلان النوايا الحسنة الذي تم توقيعه بالفعل مؤخرا. وأشار إلى أن غجلاء الأثيوبيين حدث ضخم سيكون له صدى لدى صانعوا السياسة الأثيوبية و لدى الشعب الأثيوبي بشكل خاص أيضا، لتصبح الكرة هذه المرة في الملعب الأثيوبي. وقال: أتمنى أن يتحول الطرف الإثيوبي في الفترة القادمة عن سياسة فرض الأمر الواقع على مصر فيما يخص قضية سد النهضة، خاصة و أنهم حتى هذه اللحظة لا نرى منهم تجاوبا كافيا فيما يتعلقبالقضية ذاتها. جدير بالذكر أنه في خطوة مفاجئة ، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمطار القاهرة الدولي، اليوم الخميس، الإثيوبيين العائدين من ليبيا عقب نجاح السلطات المصرية في تحريرهم، وكان بصحبته سفير إثيوبيا في القاهرة. وقال الرئيس، في كلمة له عقب عودة الإثيوبيين: "نستقبل أول مجموعة من أشقائنا الإثيوبيين الذين كانوا في محنة بليبيا، إنه بفضل الله تعالى وبفضل جهود كثيرة، تمكنا من إعادة أشقائنا إلى مصر ليتمكنوا بعد ذلك من العودة إلى بلادهم مرة أخرى"، مضيفا أن ما يحدث في ليبيا شأن يهمنا ويجب أن تعود ليبيا دولة آمنة لشعبها وزوارها. جدير بالذكر أن الإثيوبين المحررين رفعوا أعلام جمهورية مصر العربية من قلب مطار القاهرة عقب وصولهم سالمين، أثناء الاستقبال الجمهوري لهم.