قال مسؤولون يوم الاثنين إن شرطة نيبال ومتطوعين محليين عثروا على جثث نحو مئة من المتنزهين في الجبال والمزارعين دفنهم انهيار جليدي ناجم عن الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد وإنهم يبحثون وسط الثلوج والجليد عن عشرات آخرين مفقودين. وبدأت الحكومة في مطالبة الفرق الأجنبية بإنهاء عمليات البحث والإنقاذ في الوقت الذي تضاءل فيه الأمل في العثور على أحياء تحت الأنقاض. وقال المسؤول في وزارة الداخلية راميشور دنجال لرويترز يوم الاثنين "يمكن أن يرحلوا. إذا كانوا أيضا خبراء في رفع الأنقاض يمكن أن يبقوا." وجرى انتشال جثث المتنزهين يومي السبت والأحد في قرية لانجتانج على بعد 60 كيلومترا شمالي كاتمندو الواقعة على طريق مشهور للتنزه يتوافد عليه الغربيون. وقال المسؤولون إن الانهيار الجليدي محا القرية بأكملها وتضم 55 منزلا لاستضافة الزائرين. وقال جوتام ريمال مساعد قائد شرطة المنطقة التي تقع بها لانجتانج "يحفر متطوعون محليون ورجال الشرطة وسط الثلوج على عمق ستة أقدام بالمجارف بحثا عن مزيد من الجثث." وأضاف ان القتلى بينهم سبعة أجانب على الأقل ولكن جرى التعرف على اثنين منهم فقط. ولم يتضح عدد من كانوا موجودين في لانجتانج وقت الانهيار الجليدي إلا أن مسؤولين قالوا إن نحو 120 شخصا آخرين يمكن أن يكونوا مدفونين تحت الثلوج. وقال اودهاف بهاتاراي أحد المسؤولين الكبار بالمنطقة عبر الهاتف يوم الأحد "لم نتمكن من الوصول إلى المنطقة من قبل بسبب الأمطار والطقس الغائم." وقالت حكومة نيبال إن 7366 شخصا لقوا حتفهم كما أصيب قرابة 14500 شخص جراء الزلزال الذي ضرب البلاد في 25 ابريل نيسان ودفع دول العالم لبذل جهود إغاثة وإنقاذ. وخفض مصدر في الاتحاد الأوروبي بشكل هائل يوم الاثنين عدد المفقودين من دول الاتحاد وعددها 28 دولة قائلا إنهم 60 شخصا. وكان مصدر بارز في الاتحاد الأوروبي قال الأسبوع الماضي إن عددهم ألف شخص. وقال المصدر الذي تحدث يوم الاثنين إن العدد "ينخفض بمرور الساعة" في الوقت الذي تصل فيه فرق الإنقاذ إلى مناطق أبعد في البلاد. وقال أو.بي. سنج المدير العام لقوة مواجهة الكوارث القومية الهندية التي كانت من أولى المنظمات الأجنبية التي تصل إلى نيبال بعد الزلزال إن الحكومة النيبالية طالبت منظمته بإنهاء عملية البحث والإنقاذ التي تقوم بها. وأضاف "كل فرق البحث والإنقاذ وليس فرق الإغاثة وحدها طولبت بالعودة." وتابع "سنرى كيف يمكن أن يتم ذلك على أفضل وجه." * لا يزال جبل إيفرست مفتوحا للتسلق ومن بين المغامرين القتلى 18 على الأقل لقوا حتفهم في جبل إيفرست حيث ضربت الانهيارات منحدرات أعلى قمة جبل في العالم. وقالت الحكومة يوم الاثنين إنها لم تغلق الجبل أمام المتنزهين رغم تحطم الطريق المؤدية إلى القمة. وقال تولسي براساد جوتام وهو مسؤول كبير في إدارة السياحة النيبالية "المتسلقون في معسكر السفح لا يعتقدون أن الطريق سيصلح في أي وقت قريب." وأضاف "للمتسلقين والمنظمين في معسكر السفح اتخاذ قرار. لن نطلب منهم أن يفعلوا شيئا أو آخر." ويدفع كل متسلق 11 ألف دولار ليتسلق إفرست وهناك 357 مسجلون لموسم التسلق الحالي. وفي العام الماضي مددت الحكومة التصاريح عندما تخلت فرق عن رحلاتها بعد أن تسبب انهيار في مقتل 16 من مرشدي جبل شيربا. وفي أجزاء أخرى من البلاد جرى انتشال ثلاثة أشخاص أحياء من تحت أنقاض منزلهم يوم الأحد بعد ثمانية أيام من الزلزال كما تحدثت وسائل إعلامية عن العثور على رجل يبلغ من العمر 101 عام حيا وسط الأنقاض يوم السبت. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن طائرات هليكوبتر استأجرتها السفارة الأمريكية أنقذت 17 أمريكيا في المناطق النائية التي ضربها الزلزال. وقدمت الولاياتالمتحدة مساعدات إنسانية قيمتها 14.2 مليون دولار. ومن المتوقع أن يكون من شأن نشر طائرات حربية وأطقم أمريكية يوم الأحد تخفيف تكدس المساعدات في مطار كاتمندو وهو المطار الوحيد الكبير في البلاد. وفي بروكسل قال خريستوس ستيليانيدس رئيس المساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي الذي عاد لتوه من زيارة لنيبال إن اللجنة الأوروبية أقرت دعما ماليا يبلغ 16.6 مليون يورو (18.5 مليون دولار) لنيبال وثلاثة ملايين يورو أخرى مساعدات طارئة ليصل إجمالي المساعدات إلى 22.6 مليون يورو إلى الآن. وقالت أورلا فاجان وهي متحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "ما زالت تواجهنا مشاكل في توصيل الأشياء إلى الناس." وقالت الأممالمتحدة إن ثمانية ملايين من بين 28 مليونا سكان نيبال تأثروا بالزلزال ويحتاج مليونان على الأقل إلى خيام ومياه وطعام ودواء خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وقالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان يوم الاثنين إنه جار تطعيم أكثر من نصف مليون طفل لمنع وباء الحصبة. وأضافت أن نحو 1.7 مليون طفل لا يزالون في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية في المناطق الأكثر تأثرا بالزلزال.