عسكريون حول التدخل البري باليمن: المصلحة العليا دفعت «السيسي» إلى إعلان استعداده للتدخل بريا في اليمن حديث "الرئيس"عن إمكانية التدخل بريا باليمن يعكس قدرات القوات المسلحة عضوية مصر ب"التحالف العربي" يلزمها التدخل بريا في اليمن إذا لزم الأمر "لما أقول إننا نقف وندافع عن أشقائنا ده أمر لا جدال فيه، ومصر لن تتخلى عن أشقائها في الخليج، ولا في أي مكان تاني، ونحن لن نتخلى عنهم، وسنقوم بالدفاع عنهم إذا تطلب الأمر ذلك، إحنا هنقف جنبهم حتى لو ماعندهمش فرصة يقفوا جنبنا، وماحدش هيقدر يقرّب من أشقائنا في أي حتة، والخليج جزء لا يتجزأ من أمننا القومي، وأي حد يقرب ليهم هنتصدى له بكل ما أوتينا بقوة". هكذا أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي، في خطابه أمس عقب اجتماعه بالقوات المسلحة عن إمكانية التدخل البري في اليمن، الأمر الذي طرح تساؤلات حول الآثار المترتبة على مشاركة مصر بالحرب البرية في اليمن، وهل مصر باستطاعتها الإقدام على ذلك.. في هذا الصدد أكد اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة سابقا، أن الأمن القومي المصري يتأثر بمضيق باب المندب ما جعل الرئيس عبد الفتاح السيسي يشير في خطابه أمس إلى إمكانية التدخل البري باليمن إذا لزم الأمر ذلك. وأوضح عز الدين، في تصريح ل"صدى البلد"، أن الحرب في اليمن سيكون بها نوع من المخاطر المحسوبة، موضحا أن مصلحة الدول العليا اقتضت التدخل البري إذا لم تتراجع الجماعات باليمن عن الأعمال الإرهابية بها والاعتراف بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي. وأشار الخبير العسكري إلى أن علم الرئيس بقدرة الجيش المصري على المواجهة وخوض الحرب باليمن برياً جعلته يشير عن مدى استعداده لذلك. ومن جانبه قال اللواء سيد هاشم، المدعي العسكري الأسبق، إن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، يؤكد مدى علمه بأوضاع القوات المسلحة وقدرتها على التدخل البري في أي مكان من أجل الحفاظ على أمن الدول الأخرى وأمن مصر القومي. وأوضح أنه لا يوجد هناك قلق على القوات المسلحة من التدخل برياً في اليمن، لعلم القائد الأعلى للقوات المسلحة بإمكانيات قدرته على الحرب، فضلاً أن التدخل في اليمن اليوم لا يمكن أن يكون كما حدث في الستينيات. وأضاف "هاشم" في تصريح ل"صدى البلد" أن التدخل البري في اليمن سيعود على مصر بمنفعة الحفاظ على أمنها وأمن دول الخليج ويعتبر ذلك ردا لنجاح القمة العربية في توحيد كلمة العرب وصفوفهم للدفاع عن الأمن القومي ومصالحهم المشتركة، ونجاح للمؤتمر الإقتصادي الذي إستضافته مصر أوائل مارس الماضي. وفي السياق ذاته أكد اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق، أن مصر أحد أعضاء قوات التحالف العربي المشتركة يلزمها التدخل البري باليمن حال احتياج الأمر لذلك "إجبارياً" كونها أكبر دول التحالف عسكرياً. وأوضح "فؤاد" في تصريح ل "صدى البلد" أن الآثار المترتبة على التدخل البري ستتحملها الدول المشاركة، فضلاً عن أن هذه المعركة ستكون مدروسة بشكل عميق قبل الدخول فيها. *ثورة اليمن في الستينيات وكيف شاركت مصر بها: ثورة 26 سبتمبر أو حرب اليمن أو حرب شمال اليمن الأهلية هي ثورة قامت ضد المملكة المتوكلية اليمنية في شمال اليمن عام1962، وقامت خلالها حرب أهلية بين الموالين للمملكة المتوكلية وبين الموالين للجمهوريّة العربية اليمنية واستمرت الحرب ثمان سنوات (1962 - 1970). وقد سيطرت الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب وانتهت المملكة وقامت الجمهورية العربية اليمنية. بدأت الحرب عقب انقلاب المشير عبد الله السلال على الإمام محمد البدر حميد الدين وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن. هرب الإمام إلى السعودية وبدأ بالثورة المضادة من هناك. أرسل جمال عبد الناصر ما يقارب 70,000 جندي مصري وعلى الرغم من الجهود العسكرية والدبلوماسية، وصلت الحرب إلى طريق مسدود، واستنزفت السعودية بدعمها المتواصل للإمام طاقة الجيش المصري، وأثرت على مستواه في حرب 1967 وأدرك جمال صعوبة إبقاء الجيش المصري في اليمن. انتهت المعارك بانتصار الجمهوريين وفكهم الحصار الملكي على صنعاء في فبراير 1968 وسبقها أيضا انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.