قال محرر شئون الدفاع بصحيفة "التلجراف" البريطانية كون كوجلين، إن الضربات الجوية التي شنتها الطائرات السعودية ضد مواقع متمردي الحوثيين في اليمن قد تمثل تصعيدا خطيرا على صعيد الحرب الأهلية المريرة التي تعانيها الأخيرة. وأضاف – في مقال نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني - أن الضرر الأخطر الذي يمكن أن يُسفر عنه تدّخل الرياض العسكري المباغت قد يتعلق بمصير المفاوضات الحساسة التي تجريها إدارة أوباما مع إيران حول مستقبل برنامجها النووي. ورأى كوجلين أن قرار السعودية إغاثة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إنما جاء ردا على الدعم المتصاعد للحوثيين من جانب طهران التي أرسلت لهم في وقت سابق من الشهر الجاري سفينة محملة بنحو 185 ألف طن من الأسلحة. وقال إن إيران بصفتها زعيمة القوى الشيعية بالمنطقة تستخدم دعْم أقلية الحوثيين الشيعة في اليمن أداة مساعدة في استهداف النظام السُني المحافظ في السعودية. وعلى صعيد الاتفاق النووي بين أمريكاوإيران، المزمع إبرامه بنهاية الشهر الجاري، رصد الكاتب ما وصفه بأنه تبعات خطيرة للتدخل العسكري السعودي في اليمن، مشيرا إلى اتهام طهران لواشنطن بتنسيق هذا التدخل. ومن مدينة لوزان السويسرية حيث تجري المفاوضات، تأكدت معلومات بأن التصعيد الدراماتيكي للصراع في اليمن قد يؤثر سلبا على تلك المفاوضات؛ إذ طالب الوفد الإيراني وزير الخارجية الأمريكي جون كيري باستخدام نفوذه للحيلولة دون اندلاع صراع عربي-إيراني شامل. وأكد كوجلين أنه مهما كانت نية إدارة أوباما إزاء إيران، فإن مصالح الأخيرة بالشرق الأوسط في تصادم مباشر مع مصالح الغرب.