* طهران تطمع فى السيطرة على باب المندب للضغط على السعودية ومصر سياسيا فى أقل من 10 سنوات، تمدد نفوذ إيران ليصل إلى البحر الأحمر والمحيط الهندى، من خلال حركة الحوثيين فى اليمن، وإلى البحر المتوسط، من خلال حزب الله اللبنانى، وحماس فى قطاع غزة، لتشكل خنجرًا فى خاصرة السعودية، وتهديدًا للأمن القومى لمصر، وتصبح واحدة من القوى الإقليمية التى تحسب لها الدول الكبرى ألف حساب. كثير من التحليلات والتوقعات ذهبت إلى أن التدخل الإيرانى فى اليمن، ربما ينتهى بنفس السيناريو الروسى الخاص بضم شبه جزيرة القرم، بعد انفصالها عن أوكرانيا، وربما كان هذا الوضع بعيدًا عن الحقيقة، وربما كان إحدى المفاجآت السياسية لدولة لا تعرف حدودًا لترتيب المصالح، وتفجير الدول، وتكوين الإمبراطوريات. وتأتى هذه التحليلات والتوقعات استنادًا إلى أطماع طهران فى فرض سياستها أو سيطرتها على أجزاء من اليمن، ووصولها إلى مضيق باب المندب، لتمارس ضغوطها على المنطقة العربية خاصة السعودية ومصر، وربما لأهداف لا تخفيها طهران، وهى تكوين إمبراطورية شيعية عاصمتها بغداد ومكوناتها العراق واليمن وحزب الله وسوريا حسب تصريحات مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية. «الصباح» تحدثت مع عدد من النشطاء السياسيين فى اليمن، حيث قال عارف عبدالرحمن، إن اليمن الشمالى أصبح فعليًا تحت سيطرة جماعة الحوثى، مما يمهد الطريق أمام انفصال هذا الجزء وخضوعه لسيطرة طهران. وأضاف عبدالرحمن، إن قول على يونسى، مستشار الرئيس الإيرانى حسن روحانى «إيران أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليًا، وهى مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما فى الماضى» يعد إشارة واضحة إلى مطامع طهران فى استعادة إمبراطوريتها الفارسية االتى كانت موجودة قبل الإسلام والتى احتلت العراق، وهى الآن تريد أن السيطرة على مناطق جديدة حيث أكد أن بلاده ستدافع عن جميع دول المنطقة ضد التدخلات الغربية والوهابية قاصدًا بذلك السعودية. وأشار عبد الرحمن إلى أن دعم الإيرانيين للحوثيين يزيد يومًا بعد يوم وقد تصل إلى تدخل عسكرى مباشر فى حال احتاج الأمر للمحافظة على مكاسب جماعة الحوثى. من جانبه قال أحمد سالم فضل، يمنى جنوبى، إن التقارب الإيرانى الحوثى الذى أتى على خلفية تقارب المذاهب، ضد السُنة، هدفه فرض الأجندة الإيرانية على المنطقة من جديد، إما عن طريق احتلال جزء من اليمن أو فرض السياسة الإيرانية من خلال تبعية الحوثيين لها. وأضاف فضل، إن الجنوب اليمنى وبقية المناطق لن تقبل بهذا التدخل، وهناك رفض شعبى كبير لهذا التحالف الشيعى، الذى يهدف للسيطرة على باب المندب لتحقيق مكسب استراتيجى لطهران التى ستسيطر فى هذه الحالة على طرق مهمة بالنسبة لتجارة الدول خاصة المتعلقة بالبترول. وتابع أن إيران تدفع الحوثيين للسيطرة على المضيق للضغط على مصر والسعودية والمنطقة بأكملها، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أنه لا يستبعد تكرار النموذج الروسى فى ضم جزيرة القرم. واتفق العقيد عبد الخالق أحمد الجعدبى، بالجيش اليمنى سابقًا، حول خطة إيران للسيطرة على المنطقة، والتى باتت على مشارف التدخل فى اليمن، إذا لم يتحرك المجتمع الدولى للحفاظ على شرعية الرئيس عبد ربه منصور وحكومته. ورغم تأكيد الجعدبى على رفض الشعب اليمنى عملية تقسيم البلاد والتدخل الإيرانى، إلا أن استمرار العمليات المسلحة، بهذا الشكل، خاصة مع بروز أنصار القاعدة على الساحة أيضًا، يمكن أن يعقد المشهد أكثر، وهو ما يصعب معه عملية الحل. وأشار الجعدبى إلى أن إيران تستغل ملف اليمن فى المفاوضات النووية مع مجموعة «5 +1» خلال المرحلة الجارية، وتعتبر الملف ورقة ضغط للاستفادة به فى التفاوض. وتجدر الإشارة أيضًا إلى قول مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشئون العربية والإفريقية، حسين أمير عبداللهيان، إن «صنعاء تعتبر العاصمة الرسمية والتاريخية لليمن والذين ينطلقون من عدن يسيرون نحو تقسيم البلاد، ويدعمون حربًا أهلية وهم مسئولون عن تبعات هذا الإجراء» تعد إشارة واضحة لدعم الحوثيين.