قال السفير الأمريكي السابق في الأممالمتحدة جون بولتون إن الخبراء يخشون منذ سنوات عديدة أن يدخل الشرق الأوسط في سباق تسلح نووي لا يمكن السيطرة عليه اذا حصلت ايران على القدرة على انتاج اسلحة نووية، ورأى انه نظرا للصراعات السياسية والدينية والعرقية في المنطقة، فإن ذلك المنطق بات واضحا ومباشرا. وأوضح بولتون، في مقال للرأي نشر في صحيفة "نيويورك" تايمز الامريكية، اليوم الخميس، أن الولاياتالمتحدة والغرب كانا على خطأ عندما تجاهلا حالات الانتشار النووي الأخرى في الهند وباكستان وكوريا الشمالية عندما كان ينبغي أن يكونا يقظين. وأكد أن عدم التحرك في الماضي ليس عذرا لارتكاب نفس الأخطاء الآن، لأن جميع رؤساء الولاياتالمتحدة يواجهون الآثار التراكمية لقرارات أسلافهم، لكن كل واحد منهم مسؤول عما يحدث في عهده، وأدى نهج الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن إيران الى جلب وضع سييء على حافة الكارثة. ومن الناحية النظرية، أشار بولتون إلى أن العقوبات الدولية الشاملة، المطبقة بصرامة ويتم التقيد بها على مستوى العالم، ربما ساعدت في اضعاف برنامج إيران النووي، ولكن العقوبات المفروضة لم تلتزم بهذه المعايير، وبطبيعة الحال، تريد طهران أن تزيل تلك القيود والعقوبات. وسلط الضوء على توقيع المملكة العربية السعودية لاتفاقيات تعاون نووي مع كوريا الجنوبية والصين وفرنسا والأرجنتين، تهدف إلى بناء ما مجموعه 16 مفاعلا نوويا بحلول عام 2030. وخلص بولتون في نهاية مقاله إلى أن الاستنتاج الذي لا مفر منه هو أن ايران لن تتفاوض بعيدا عن برنامجها النووي، ولن تمنع العقوبات بناء بنية تحتية واسعة للاسلحة، وأن الحقيقة المزعجة هي أن العمل العسكري وحده مثل هجوم إسرائيل عام 1981 على مفاعل أوزيراك لصدام حسين في العراق أو تدمير المفاعل السوري عام 2007 ، الذي صمم وبني من جانب كوريا الشمالية، هو ما يمكنه إنجاز ما هو مطلوب.