شدد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جودة اليوم الثلاثاء على أن ظاهرة التطرف والإرهاب تشكل منطلقا لأزمات إنسانية جديدة تواجهها المنطقة نتيجة الممارسات التي تقوم بها فئة إرهابية تدعي أنها تمثل الدين الإسلامي، داعيا إلى التفكير بخطوات مدروسة لمعالجة التحدي الذي يواجهه قطاع الشباب من تحديات كونهم مستهدفين من تلك الفئات. جاء ذلك في كلمة ألقاها جودة اليوم أمام المشاورات الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي عقدت اليوم في منطقة البحر الميت (55 كم جنوب غربي عمان) بهدف التمهيد للقمة العالمية للعمل الإنساني التي ستعقد في مدينة إسطنبول عام 2016 بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال جودة "إن الأردن لايزال يواجه التبعات الإنسانية للأزمة السورية واللاجئين السوريين عبر التزاماته ضمن الإطار العربي والأخلاقي والاجتماعي والإنساني"..مؤكدا على أن الأردن يعمل بجهود حثيثة على توفير الدعم لمواجهة تداعيات اللجوء السوري للمملكة من خلال التنسيق مع الجهات المعنية وتقديم الخدمات اللازمة للتخفيف من الآثار السلبية. وأفاد بأن الأردن شرع في تنفيذ خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية التي شملت مشاريع وبرامج تنموية ، قائلا "إن إجمالي التمويل المطلوب لتنفيذ هذه الخطة يبلغ حوالي 99ر2 مليار دولار أمريكي". وطالب المجتمع الدولي بتلبية الاحتياجات الإنسانية والصحية والمعيشية والتعليمية وتوفير مزيد من المساعدات اللازمة لتمكين الحكومة الأردنية من القيام بدورها الإنساني ، فالجهود لن تكون مكتملة ما لم يتم توفير الدعم الأممي والدولي لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين بما يسهم في مواجهة تداعيات هذه الأزمة الإنسانية. وحول اللاجئين الفلسطينيين..قال جودة "إنه لا يمكن النظر لقضية اللاجئين الفلسطينيين بمعزل عن الصراع العربي الإسرائيلي بمجمله ، فالقضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في المنطقة وأن التعامل معها وفق منظور شمولي يحقق مصالح الجميع". وأضاف "بما أننا أكبر دولة مضيفة ومانحة للاجئين الفلسطينيين وانطلاقا من التزامنا بمساندة كافة الجهود الرامية إلى دعم وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بما يمكنها من القيام بمسئولياتها ومواصلة تقديم الخدمات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين ، فإننا نطالب بتوفير الدعم اللازم للتصدي للضائقة المالية التي تمر بها الأونروا والمفوضية السامية لشئون اللاجئين خلال العام الحالي". وأعرب جودة عن أسفه إزاء استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وبطء جهود إعادة الإعمار ومحدودية الموارد المتوفرة لدى وكالات الأممالمتحدة هناك وتحديدا الأونروا التي باتت أيضا بحاجة إلى مائة مليون دولار لتقديم الخدمات الحيوية والأساسية في قطاع غزة..مشددا على ضرورة إيفاء الدول المانحة بما تعهدت به في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة الذي عقد في أكتوبر 2014.