رأت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية الصادرة اليوم "الثلاثاء" أن رفض زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني الاستجابة لأوامر وضعه قيد الاقامة الجبرية قد يٌعرض الرئيس فلاديمير بوتن لضغوط من أجل التصرف بأسلوب أكثر عنفا ضد نافالني صاحب الشخصية الكارزمية. وأوضحت الصحيفة، في تعليق لها بثته على موقعها الإلكتروني، أن السلطات الروسية تسعى حتى الآن إلى عزل نافالني مع منع تحويله إلى شهيد أمام الرأي العام، وذلك عن طريق إقامة عدد من القضايا الجنائية ضده دون ايداعه السجن. وأشارت الصحيفة الى ما أعلنه نافالني في مدونة نشرها أمس الاثنين من رفض الامتثال لأوامر وضعه قيد الاقامة الجبرية قائلا "إنني ارفض الامتثال لمتطلبات احتجازي غير الشرعي"... نافيا أن تكون لديه أي خطط للسفر لكنه قال أنه سيغادر شقته ويتوجه إلى مكتبه. ومع ذلك، أوضحت الصحيفة البريطانية أن قرار نافالني برفع راية التحدي يأتي في وقت عصيب بالنسبة للحكومة الروسية، في ضوء مايعانيه الاقتصاد الروسي من انكماش بسبب انهيار الروبل واستمرار العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب موقف الأخيرة من أوكرانيا ونظرا لاسعار النفط الآخذة في الهبوط. وأشارت (فاينانشيال تايمز) إلى أن بوتن شن خلال العام الماضي حملة مشددة على المعارضة من خلال تشديد الرقابة على وسائل الإعلام والانترنت والمجتمع المدني، الى حد أنه تم تهميش صفوف المعارضة الصغيرة بشكل تام تقريبا لا سيما مع دعم الرأي العام بحماس في روسيا لقرارات بوتن الخاصة بضم شبه جزيرة القرم الى روسيا. وقد صدرت أوامر بوضع انافالني (وهو محام ومدون إلكتروني مناهض للفساد) قيد الإقامة الجبرية في شهر فبراير من العام الماضي بعد أن قاد تظاهرات حاشدة ضد بوتن في اواخر عام 2011 واوائل عام 2012. وفي شهر يوليو من عام 2013، صدر بحق نافالني حكم بالسجن خمسة أعوام بتهم تتعلق باختلاس اموال ثم تم الإفراج عنه بعد يوم واحد لحين البت في طعنه في الحكم، وهو ما شجعه على خوض انتخابات عمدة موسكو في وقت لاحق من العام ذاته. ثم تم وقف تنفيذ الحكم.