إذا كان المسئولون عن الآثار في مصر يصدرون لنا التصريحات اليومية بأنهم يبذلون كل ما يمكنهم من جهد للحفاظ على الآثار فما بالنا بنماذج لأثار أكل عليها الإهمال وشرب حتى باتت سكنًا للعنكبوت الذي "عشش" فيها بشكل لا يمكن أن يرض أحدًا. جامع محمد بك أبو الدهب ضمن مجموعته الأثرية يقع في منطقة الأزهر ويعود تاريخه إلى عام 1188 هجري - 1774 ميلادي وصاحبه "محمد بك أبو الذهب" الذي كان الذراع اليمنى ل"علي بك الكبير" وصهره وبعد وفاته تم دفن جثمانه في هذا الجامع. حال المسجد الملحق به تكية وسبيل لا يتناسب أبدًا مع مكانة صاحبه خاصة أن مظاهر الإهمال واضحة تمامًا على المجموعة كلها الجدران والحوائط التي بدأت زخارفها ورسومها الفنية في التدهور والتآكل ناهيك عن الأتربة التي غطت مساحات واسعة من أرضيات المسجد. وتأكيدًا على أن الإهمال منذ سنوات مضت كشفت بعض الصور عن انتشار العنكبوت بشكل كبير جدًا خاصة على الأبواب والشبابيك وبئر المياه كأنه حصل على عقد تمليك للسكن في المسجد أما المشهد بالخارج حدث ولا حرج فالباعة الجائلون والمجاورون للمسجد والتكية والسبيل حاصروهم وحولوا السور الخارجي إلى مخزن وبعض أصحاب محال البقالة لم يتحرجوا في أن يخزنوا صناديق المياه الغازية أيضًا داخل السور.