وزير الشؤون النيابية: الهدف من تعديل قانون الكهرباء التصالح وليس تغليظ العقوبة    "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" يلتقي ممثلي "الأمم المتحدة" لدعم وتمكين المرأة ذات الإعاقة    أبرزها زيادة النقد الأجنبي.. تكليفات رئاسة جديدة للحكومة اليوم الأحد    22 مليار جنيه قيمة السرقات، نائب وزير الكهرباء تكشف حجم الفاقد من التيار    «التخطيط» تترأس اجتماعًا تحضيريًا للجنة المصرية – الأرمينية المشتركة للتعاون الاقتصادي    تفاصيل لقاء السيسي ورئيس حكومة كردستان – العراق (صور)    جهاز منتخب مصر يتفقد ملعب مباراة زيمبابوي بكأس الأمم الأفريقية (صور)    وصول سارة خليفة والمتهمين في قضية المخدرات الكبرى إلى جنايات القاهرة    وزير الثقافة ومحافظ القاهرة يتفقدان متحف الشمع لوضع خطة عاجلة لتطويره    مدير فرع الرعاية الصحية بالإسماعيلية يفاجئ مستشفى فايد (صور)    وزير الخارجية يلتقي نائبة وزير خارجية جنوب إفريقيا لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية    تاريخ من الذهب.. كاف يستعرض إنجازات منتخب مصر فى أمم أفريقيا    وزير خارجية زيمبابوى: مصر وروسيا من أبرز الداعمين لمبدأ الوحدة الأفريقية    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة قلقيلية ‫ويداهم بناية    الجيزة: لا نزع ملكية أو إزالات بطريق الإخلاص.. ونناشد المواطنين عدم الانسياق وراء الشائعات    حيماد عبدلي: منتخب الجزائر يسعى للذهاب بعيدًا ببطولة أمم أفريقيا    سلامة الغذاء: تصدير 192 ألف طن مواد غذائية.. والسعودية واليمن وإسبانيا وروسيا أبرز المستوردين    محافظة أسوان تعلن إصدار تصاريح الحفر لتوصيل الغاز الطبيعى بقرى حياة كريمة    «المصدر» تنشر نتيجة الدوائر الملغاة بالمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب    الصحة: إغلاق 11 مركزًا خاصًا للنساء والتوليد ب5 محافظات لمخالفتها شروط الترخيص    مسرح "ليالى الفن" يستعد لإحياء احتفالات أسوان برأس السنة    أبرز المسلسلات المؤجلة بعد رمضان 2026.. غادة عبد الرازق ونور النبوي في الصدارة    ليلة استثنائية في مهرجان القاهرة للفيلم القصير: تكريم عبير عواد واحتفاء بمسيرة عباس صابر    حملة تموينية مكبرة بالقاهرة تضبط مخالفات في تعبئة السكر وتجميع دقيق مدعم    "معلومات الوزراء" يستعرض أبرز المؤشرات الاقتصادية العالمية للعامين 2025 و2026    «الرعاية الصحية» تطلق حملة للمتابعة المنزلية مجانا لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن    رئيس جامعة الازهر يوضح بلاغة التعريف والتنكير في الدعاء القرآني والنبوي    من مصر منارةً للقرآن إلى العالم... «دولة التلاوة» مشروع وعي يحيي الهوية ويواجه التطرف    د.حماد عبدالله يكتب: "اَلَسَلاَم عَلَي سَيِدِ اَلَخْلقُ "!!    تكريم لمسيرة نضالية ملهمة.. دورة عربية لتأهيل الشباب في حقوق الإنسان تحمل اسم محمد فايق    "إلقاء فئران محنطة على جارسيا".. تقرير: حالة تأهب أمنية قبل دربي كتالونيا    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 21ديسمبر 2025 فى المنيا    السيسي: مصر لم تهدد إثيوبيا في أي وقت ومطلبنا عدم المساس بحقوقنا في نهر النيل    انطلاق الجلسة العامة لمجلس الشيوخ لمناقشة تعديلات قانون الكهرباء    مصر تتقدم 47 مركزا فى تصنيف مؤشر نضج الحكومة الرقمية للبنك الدولى    على أنغام الربابة والمزمار… نائب محافظ الأقصر يشهد تعامد الشمس على معابد الكرنك والإعلان عن بدء فصل الشتاء    فريدة سيف النصر تنعي سمية الألفي بكلمات مؤثرة وتسرد ذكرياتهما معاً    محافظ أسيوط يعلن عن استمرار تدريبات المشروع القومي للموهبة الحركية لاكتشاف ورعاية الموهوبين رياضيًا    المقاولون العرب يعلن تعيين علي خليل مستشارًا فنيًا لقطاع الناشئين    الري تتابع إيراد النيل.. تشغيل السد العالي وإدارة مرنة للمياه استعدادًا للسيول    فى مباحثاته مع مسرور بارزانى.. الرئيس السيسى يؤكد دعم مصر الكامل للعراق الشقيق ولوحدة وسلامة أراضيه ومساندته فى مواجهة التحديات والإرهاب.. ويدعو حكومة كردستان للاستفادة من الشركات المصرية فى تنفيذ المشروعات    إصابة 14 عاملا فى حادث انقلاب أتوبيس بالشرقية    حقيقة تأثر رؤية شهر رمضان باكتمال أو نقص الشهور السابقة.. القومي يوضح    استئناف إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية من معبر رفح البري لتسليمها إلى الجهات الفلسطينية    نقابة صيادلة القاهرة تكشف حقيقة عدم توافر أدوية البرد والأمراض المزمنة    النادى الذى فقد نجمه!!    مواعيد مباريات اليوم الأحد 21-12- 2025 والقنوات الناقلة لها | افتتاح أمم إفريقيا    شهر رجب.. مركز الأزهر العالمي للفتوى يوضح خصائص الأشهر الحرم    مصرع شاب وإصابة آخر صدمتهما سيارة فى كرداسة    توجيهات من التعليم للمديريات بسبب قلة عدد المسجلين للعمل كرؤساء لجان ومراقبين أوائل بامتحانات الثانوية العامة    خطة أمريكية بقيمة 112 مليار دولار لتحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط    محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام 2025    الصحة: فحص أكثر من 20 مليون مواطن في مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    الإسكان الاجتماعي لصاحبة فيديو عرض أولادها للبيع: سنوفر الحلول الملائمة.. والحاضنة لها حق التمكين من شقة الإيجار القديم    عضو بالأرصاد: أجواء مستقرة ودرجات حرارة طبيعية خلال الأسبوع الجاري    حبس المتهم بقتل زميله وتقطيع جثمانه إلى أربعة أجزاء وإخفائها داخل صندوق قمامة بالإسكندرية    علاء نبيل: حذرت أبو ريدة من الصدام بين طولان وحسام حسن قبل كأس العرب    ندوة بمعرض جدة للكتاب تكشف «أسرار السرد»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيد البدوي يشع نورا

لايحتاج مسجد العارف بالله سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه الي مقدمة‏..‏ فهو أحد المساجد صاحبة المقام العالي في منطقة الوجه البحري . والتي تمنح محافظة الغربية دلالة ومكانة خاصة‏. فهو ينسب الي آل البيت‏,وقد جاء الي مصر في فترة عصية من تاريخها في زمن الحروب الصليبية وشارك في مقاومة الصليبيين حتي أطلق عليه العامة صيحتهم الشهيرة البدوي جاب الاسري والتي تطورت مع الزمن الي جاب اليسري‏.‏
وصحيح أن المنطقة قد انتعشت بهذا اليسر الذي استقدمه السيد البدوي الي هذا المكان‏,‏ حتي إن التاريخ يذكر أن احدي جلسات مجلس النواب في زمن الخديو اسماعيل قد انتقلت الي هناك اثناء الاحتفاء بمولده الذي يعد من أكبر الموالد المصرية‏.‏ وهكذا عاش المسجد الأحمدي الذي يستقبل كل يوم آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم الاسلامي وأصبح بمقام الأزهر الصغير لانه يضم معهدا دينيا ودارا للفتوي من أهم الأماكن في مصر‏.‏ هذا المسجد يشهد افتتاحا قريبا خلال الايام المقبلة‏.‏
تحقيقات الاهرام رصدت آراء أهالي طنطا قبل افتتاح توسعات المسجد‏:‏
في البداية يقول اللواء أيمن سيف النصر رئيس حي أول طنطا تعتبر محافظة الغربية المسجد الاحمدي من أهم المعالم الأثرية والدينية بالمحافظة‏,‏ فهو مزار ديني وأثر اسلامي له مكانة علي مستوي العالم الاسلامي وليس مدينة طنطا وحدها‏.‏ ولذلك بذلت المحافظة مجهودا كبيرا مع الأجهزة المختلفة لظهور المسجد بالشكل اللائق بمكانته مع مراعاة الجانب الأثري والتراثي أثناء إعادة ترميمه وتنفيذ أعمال التطوير‏,‏ وتمت إضافة مساحة خارجية لتمثل ساحة للمسجد تتسع لعدد كبير من المصلين وذلك لكثرة عدد المترددين عليه من جميع دول العالم الاسلامي‏.‏
ولقد تضمن التطوير تدعيم البنية الاساسية وأعمالا انشائية ومعمارية وجمالية وتمت متابعة هذه الاعمال بشكل يومي بالتعاون مع الشركة المنفذة وادارة الاوقاف لتذليل جميع المعوقات التي تعرقل سير العمل‏.‏
وبلغت التكلفة الاجمالية لتنفيذ المشروع نحو‏25‏ مليون جنيه ساهمت فيها محافظة الغربية بأكثر من‏8‏ ملايين جنيه كما تبرعت إحدي الشركات بتصميم سجاد يتناسب مع القيمة الاثرية للمسجد قامت بفرش مساحة‏6500‏ م هي المساحة الداخلية للمسجد‏.‏
وسيتم افتتاح المسجد قريبا بعد انعقاد اجتماع مجلس المحافظين المقبل‏.‏
ولأن الصيانة هي السبيل الوحيد للحفاظ علي هذا المشروع فقد تم التعاون مع شركة امن وحراسة ونظافة تقوم بعملها علي مدي‏24‏ ساعة وهي شركة متخصصة وذات خبرات في هذا المجال‏,‏ وعن تطوير المنطقة المحيطة بالمسجد قال‏:‏ إنه تم بالفعل نقل الباعة الجائلين الي أماكن أخري تبعد عن المسجد بأكثر من‏30‏ مترا‏,‏ كما تم طلاء العقارات التي تطل علي ساحة المسجد وشارع السكة الجديدة المؤدي للمسجد‏.‏
وقد شارع المواطنون بجهود ذاتية في هذه الاعمال بالاضافة لإنشاء سور فاصل بين المحال التجارية وساحة المسجد وروعي الشكل الجمالي له ونفذ بأسلوب لايحجب رؤية ساحة المسجد وتم التشديد علي منع التعديات ومجازاة المخالفين‏.‏
وبالنسبة لمولد سيدي أحمد البدوي والاحتفالات التي تقام في تلك الفترة تم تحديد مساحة أرض بعيدة عن المسجد لإقامة السرادقات والمخيمات ويقتصر الامر في المسجد علي الصلاة والزيارة فقط‏.‏
ويبقي علي المواطنين والمحبين مراعاة السلوكيات التي من شأنها الحفاظ علي نظافة المسجد في الداخل والخارج لتأكيد احترامهم المكان وتقديرهم لقيمته في نفوسهم‏.‏
ترميم وتطوير
ويؤكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس ادارة المقاولون العرب ان مشروع ترميم وتطوير المسجد يأتي ضمن خطة ترميم المساجد الأثرية التاريخية التي حققت فيها الشركة إنجازات ملموسة والتي بدأت منذ عدة سنوات مثل مسجد سيدنا الحسين ومسجد السيدة زينب ومسجد سيدي زين العابدين ومسجد السيدة فاطمة النبوية رضي الله عنهم جميعا‏,‏ وجامع الأزهر الشريف‏.‏ وأصبح لدينا بالفعل خبرة مميزة وباع في مجال ترميم وتطوير المنشآت الأثرية حتي إن هناك ادارة متكاملة لصيانة القصور والآثار تضم عناصر من مجموعة من الخبراء والمتخصصين الذين يقيمون المنشأ من الناحية الأثرية والفنية والهندسية والجمالية ومن خلال الاستشاريين الهندسيين والتنفيذيين يتم اعداد دراسات دقيقة ومستفيضة للمنشأة المراد ترميمها‏,‏ كما يتم رفع حالة الأثر رفعا دقيقا قد يستغرق عدة أشهر لتسجيل جميع تفاصيله الأثرية المطموسة والظاهرة وحجم الشروخ وحالتها والأضرار التي لحقت بالمنشأة‏,‏ ثم تأتي بعدها مرحلة التدعيم المعماري وإعادة المنشأة إلي ما كانت عليه مع إضافة بعض الأعمال الجمالية أو الماسحات الإضافية التي تهدف الي خدمة المنشأة وهو ماتم بالفعل في المسجد الأحمدي‏.‏
وقد تسلمنا الموقع في شهر نوفمبر عام‏2005‏ وتم تقسيم التنفيذ الي‏3‏ مراحل رئيسية ونظرا لأهمية المسجد ومكانته حرصنا علي الحفاظ علي إقامة شعائر الصلاة في المسجد اثناء تنفيذ مراحل المشروع وأشتركت عدة جهات في تنفيذه منها محافظة الغربية ووزارة الاسكان‏.‏ وهناك تعاون وتنسيق ليظهر المسجد في أبهي صورة وليتحول الي لوحة فنية مع الحفاظ علي أصالة طابعه الأثري‏.‏ والمعروف أن هذا المسجد أنشيء في عهد عباس باشا الأول عام‏1267‏ هجريا وتمت تقويته وتحسينه في عهد الخديو عباس حلمي الثاني عام‏1320‏ هجريا‏.‏
ومن أبرز الاعمال التي تمت بمشروع الترميم هو تكسير أرضيات قديمة ومتهالكة داخل المسجد واعلي السطح بمعدل‏1398‏ م وعمل ارضيات رخام جلالة بمسطح‏4807‏ م وأرضيات بازلتية بمسطح‏110‏ م وبلاط موازيكو بسطح المسجد بمعدل‏6058‏ م كما تم تدعيم الأعمدة وكسوة نحو‏26‏ عمود رخام كرارة ايطالي وتركيب التاج القاعدة والوحدات الزخرفية أعلي كل عمود للربط مع العقود‏.‏
كما تم ترميم القبة تحت إشراف المجلس الأعلي للأثار بالاضافة الي‏4‏ مقاصير خشبية بالأضرحة‏.‏
علي أرض الواقع
وعما تم إنجازه علي أرض الواقع يقول المهندس محمد نبيل مدير مشروع تطوير وترميم المسجد‏:‏ لقد تم تنفيذ المشروع علي عدة مراحل ليصل الي صورته النهائية‏,‏ ولنبدأ بالساحة الخارجية للمسجد‏.‏ والتي كانت أرضيتها من بلاط متداخل بشكل غير لائق‏.‏ وتمت إزالته وتبديله برخام وجرانيت وبازلت وانشاء سور فاصل بين المحال التجارية وساحة المسجد وتنفيذ نافورة علي هيئة شلالات مائية مدرجة أرضيتها من الموزاييك ويحيط بها سلاسل جرانيت ورخام كرارة والأخضر الهندي‏.‏ كما تم تبطين الواجهة بمواد مستوردة لمقاومة درجات الحرارة والامطار وكذلك المأذنتان الجانبيتان للمسجد والمقامتان عام‏1975.‏ تم تركيب أعمدة كهرباء زخرفية الشكل متوافق مع الشكل المعماري للمسجد‏.‏ وتم تقشير الطلاء غير الأثري علي الحوائط‏.‏ وبالنسبة للشبابيك فتم ترميمها الي جانب الابواب الخشبية وتوريد خشب أرابيسك بمعدل‏712‏ م وترميم‏44‏ عمودا بالموزاييك خارج المسجد‏.‏
بالإضافة لعمل تدعيم انشائي للمسجد ككل وعمل خوازيق أبرية بطول‏8242‏ مترا طوليا وخوازيق استروس بطول‏1360‏ متر طوليا لنقل الاحمال ومقاومة الزلازل‏.‏ وبالنسبة للأرضيات تم صب خرسانة مسلحة‏1254,50‏ م مكعب وخرسانة عادية‏661‏ مترا مكعبا وعزل الارضيات والخراسانات بأنواع العزل المختلفة‏.‏ وأصلحت أعمدة المسجد بالقمصان الحديدية والجروات واستخدمت تقنية الألياف الكربونية لتدعيم أعمدة المرحلة الأولي وكسوة‏126‏ عمودا‏.‏
وبالنسبة لأعمال الكهرباء فتم تنفيذها وفق أحدث الاساليب‏.‏ ويبلغ ارتفاع قبة الضريح نحو‏30‏ مترا رممت زخارفها وأظهرت الأعمال الجصية أعلي العقود وتم ترميم وعمل شرائط كتابية من نفس الطراز القديم بمسطح‏3378‏ م‏.‏ مع استكمال الشبابيك وتركيب زجاج ملون‏.‏
وهناك أربع مقصورات خشبية تخص سيدي عبد المتعال أول خليفة للسيد البدوي‏,‏ ومقصورتان لسيدي حجاب وسيدي نور الدين خدامه كانت متهالكة‏.‏ وتم تتبين القباب والمأذن واستخدام ألوان نباتية وليست كيميائية حتي لا تتآكل مع مرور الزمن‏.‏ كما تم تجديد دورات المياه والمركز الثقافي داخل المسجد ومصلي السيدات بالدور العلوي والشخشيخة الثانية لتصبح مطابقة للأولي وتحديث صالون كبار الزوار‏.‏
واستغرق العمل بهذا المشروع نحو أربع سنوات وشاركت في تنفيذه عدة ادارات بالشركة وعملنا تحت ظروف صعبة لزيادة المترددين علي المكان‏.‏ وكنا نعمل علي مدي‏24‏ ساعة وعلي ورديتين ويعمل بالوردية الواحدة‏80‏ عاملا و‏12‏ مهندسا‏.‏
ويوضح المهندس أحمد سمير مدير قسم الكهرباء بالمشروع ان الاعمال الكهربائية تمثل أهم المراحل التي يتم تنفيذها وذلك يرجع الي الحالة المتدهورة التي كانت عليها حتي أعيدت هيكلتها من جديد وتركيب كابلات عمومية بالاضافة الي عدة لوحات عمومية للمسجد و‏26‏ لوحة فرعية ونظام صوتي كامل ومشكاوات وفوانيس نحاسية وعشر نجفات مختلفة الاقطار‏.‏
مع مراعاة ان يكون النجف نحاسا مطليا بالذهب ليماثل نجف المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة‏.‏ وهناك نجفة يصل وزنها الي‏900‏ كيلو جرام نحاس صافي‏,‏ وهي تحفة فنية وتم تغذية المسجد بخطي كهرباء منفصلين يتم التبادل فيما بينهما اتوماتيكيا في حالة فصل التيار عن احدهما ويوجد مولد استاتيكي يغطي‏20%‏ من إنارة المسجد والنظام الصوتي لاقامة الشعائر في حالة فصل التيار عن الخطين ولمدة‏15‏ دقيقة‏.‏ وهناك نظام انذار ضد الحريق تلقائي وكذلك التوصيل بالارض لتفادي حدوث ماس كهربائي‏.‏ وقد دربنا العاملين بالمسجد علي هذه الأساليب الحديثة وأمددناهم بجميع المعلومات للتشغيل وبيانات عن مواجهة قطع الغيار للحفاظ علي جودة الصيانة والتشغيل‏.‏
إنقاذ أثري
ومسجد السيد أحمد البدوي يعد أثرا اسلاميا فيما يخص القبة والمقاصير والمئذنة القديمة طبقا للقرار الوزاري رقم‏533‏ لعام‏2000‏ ومبدئيا وقبل بدء مشروع الترميم اتفق في أغسطس عام‏2004‏ علي ان يقوم جهاز القاهرة الفاطمية باعداد مشروع الترميم والتوثيق الاثري لجميع العناصر الاثرية بالمسجد ويتم بعدها عرض المشروع علي المجلس الأعلي للآثار وارسال نسخة أخري من المشروع كاملا الي وزارة الاوقاف ومحافظة الغربية موثقة بالمستندات والصور‏.‏
بعدها قام وزير الاوقاف بتفويض وزارة الاسكان من خلال الجهاز التنفيذي لتجديد احياء القاهرة الفاطمية التابع لوزارة الاسكان بالتنسيق مع الإدارة العامة للاستشارات الهندسية للشركة المنوط لها القيام بالاعمال لمعاينة المسجد علي الطبيعة‏.‏ وتقدير قيمة الاعمال بنحو‏17‏ مليون جنيه‏.‏ ومن الناحية الاثرية تم ادراج السبيل الاحمدي ضمن مشروع الترميم واستكمال الكتاب والرجوع الي الاصول الاثرية ليتم البدء في الترميم في فبراير‏2005.‏
كما تم استكمال زخارف الباب الغربي وترميمه وازالة الترميم العشوائي وإعادة الزخارف الي الصورة الاصلية القديمة الي جانب صيانة القباب الضريحية للمسجد من الخارج واظهار الزخارف بنفس درجة الالوان القديمة وتجديد العقود والمئذنتين الحديثتين والشبابيك النحاسية بواجهات المسجد والأضرحة‏.‏
وبالنسبة لكتلة المدخل الرئيسي فتم اظهار الزخارف بنفس الالوان التي ظهرت أثناء تقشير الحجر بالمواجهات‏.‏
ويضيف فرج فضة رئيس قطاع الاثار الاسلامية والقبطية أن أكثر ما يظهر الترميمات هي قبة السيد البدوي من الداخل حيث شهدت أعمال ترميم وتنظيف واعادة الزخارف بالمقرنصات وتجديد الاشرطة الكتابية‏.‏ كما تم تجديد جدران الضريح ومعالجة الشروخ وترميم المقصورة الخشبية بضريح سيدي مجاهد وضريح سيدي عبد المتعال واستبدال الاجزاد التالفة والناقصة وطلاؤها بنفس الالوان القديمة‏.‏ ويشرح د‏.‏ ابراهيم البدوي مرمم الاثار بالتفصيل فيقول‏:‏ كان لابد في البداية من عمل تنظيف ميكانيكي لإزالة الاتربة وتفتيح ومعالجة الشروخ والقيام بعملية تنظيف كيميائي لتنظيف البقع اللونية والعوالق التي حدث لها بعض التكلسات بسبب الرطوبة‏.‏
وبالنسبة لاعمال ترميم المقصورات الخشبية الاثرية فقد تم التوثيق وعمل الرفع الفني لها وتوضيح أماكن التلف والأماكن التي تحتاج الي ترميم وتقديم خطة عمل تشمل المواد المستخدمة وكذلك خطة العلاج‏.‏
وقد تم إزالة الصدأ الموجود في زوايا التجميع المعدنية لسطح المقاصير الخشبية والذي ظهر نتيجة تعرض المعدن للعوامل الجوية المختلفة ووجود المعدن بدون مادة حفظ ومواد عازلة وملامسة الايدي لها‏.‏
وبالنسبة لعملية التقوية فقد أزيلت بعض المواد غير المناسبة اثريا واجراء مرحلة صنفرة ناعمة لازالة الرتوش ثم استكمال الاخشاب المفقودة والناقصة وتركيب اجزاء من أخشاب وتطعيمات صدفية او عاجية لهذه المقاصير‏.‏
وأما مقصورة سيدي عبد المتعال فقد تم رفعها وتعديل وضعها بعد ان وجد أنها تعاني ميلا بصورة كبيرة لتبدأ بعدها دهان وتشطيب المقصورات الخشبية‏.‏
تاريخ طنطا
ويحكي الشيخ ربيع علي امام المسجد الاحمدي عن بدايته كمصلي ثم تطوره ليكون بمثابة أزهر صغير يدرس فيه العلوم الدينية والشرعية‏.‏ وقد احتاج المسجد الي توسعة وخصص لكل قسم من الدرس عمودا يجلس المعلم فيه فيدرس ما يختص به من العلم مثل الحديث والتفسير والفقه وعلوم البلاغة واللغة العربية‏.‏ ولهذا تمت توسعته مرة ثانية بعد ان زاد عدد الطلاب عن الالف وخمسمائة طالب‏.‏ وعند التوسعة الثالثة بني المعهد الاحمدي وأختصر المسجد علي العبادة والقاء المحاضرات الدينية الي جانب وجود دار للفتوي‏.‏ ويوجد الآن مركز ثقافي لتخريج الدعاة بنظام دورة كل عامين‏.‏ ويوجد مكتب لاستقبال النذور العينية ومكتب الجمعية الخيرية الاحمدية‏.‏ ويعود الشيخ كمال خميس غازي امام وخطيب المسجد الاحمدي بنا الي بداية قصة هذا المسجد حيث من المعروف ان السيد أحمد البدوي عند مجيئه الي طنطا نزل في ضيافة تاجر من أثرياء المدينة وانه نصحه بادخار الحبوب لإطعام الفقراء حيث تنبأ بحدوث مجاعة كبري‏.‏ وانه كان يجلس ويصلي في مسجد سيدنا البهي وان هذا المسجد كان مصلي في عهده‏.‏ أما غرفة المقتنيات التي لا تفوق عليها سوي غرفة المخلفات النبوية الموجودة في مسجد سيدنا الحسين رضي الله عنه فهي تضم مسبحته الشهيرة ويصل طولها الي تسعة امتار والتي تختلف فيها كل حبة عن الأخري والمصنوعة من خشب العود والصندل الذي كان موجودا علي جبل ابي قبيس الذي كان يتعبد فيه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم‏.‏ وأنه يوجد ايضا عصا كانت تستخدم في الجهاد ضد الاعداء أثناء الحروب الصليبية فبهذه العصا كان يأتي بالاسري وبالنسبة للخوذة او اللثام فكان يغطي وجهه علي عادة أهل المغرب‏.‏ وتوجد عباءتان الأولي شتوية من صوف وبر الجمل يصل وزنها الي عشرين كيلو جراما وقد ارتداها الشيخ الشعراوي والرئيس السادات‏.‏ وأما العباءة الصيفية فوزنها تسعة كيلو جرامات ويلبسها الخليفة ومع اللثام مرة واحدة كل عام في الاحتفال بالمولد‏.‏
فهذه باختصار مقتنيات السيد البدوي وأن كان المسجد يحتفظ ايضا بشعرة لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وهي شعرة لاظل لها ولا تحرق‏.‏ كما توجد اثار لقدم الرسول الاكرم‏.‏ والمعروف ان بمصر أربعة آثار لاقدام النبي أحدهما في مسجد اثر النبي وثانيها في مسجد قايتباي وثالثهما في الامام الشافعي والرابعة هنا في السيد البدوي‏.‏ ويوجد مجسم للكف في مسجد العارف بالله سيدي ابراهيم الدسوقي بدسوق‏,‏ وهو ايضا من آل البيت‏.‏ وينتسب سيدي أحمد البدوي الي آل البيت حيث ان جده هو سيدنا علي زين العابدين ابن الامام الحسين رضي الله عنهم وارضاهم‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.